تزايد مقلق في ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في تعز.. أزمة اجتماعية تتفاقم بفعل الحرب والفقر - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تزايد مقلق في ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في تعز.. أزمة اجتماعية تتفاقم بفعل الحرب والفقر - اخبارك الان, اليوم الخميس 30 يناير 2025 05:14 صباحاً

تشهد محافظة تعز، جنوبي اليمن، تزايدًا مقلقًا في ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم العثور على العديد من الرضع في الشوارع والأزقة، خاصةً قرب المساجد أو مكبات النفايات. وعلى الرغم من قيام بعض الأسر المقتدرة باحتضان هؤلاء الأطفال، إلا أن الظروف القاسية تودي بحياة بعضهم قبل أن يتم إنقاذهم، في مشاهد مأساوية تكرّس أزمة اجتماعية عميقة في المدينة.

في آخر الحوادث المروعة، تم العثور صباح اليوم الأربعاء على طفل حديث الولادة داخل كرتون في حي سائلة الهندي بمديرية القاهرة. ومع انخفاض درجات الحرارة والبرد القارص، كان القدر أسرع من أي محاولة لإنقاذه، حيث عُثر عليه متوفياً. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث التي تكشف عن تفاقم ظاهرة التخلي عن الأطفال في المدينة.

أزمة اجتماعية بجذور اقتصادية وأخلاقية

يرى العديد من المحللين أن الظروف الاقتصادية الصعبة والحرب المستمرة في اليمن تلعبان دورًا رئيسيًا في تفاقم هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، يشير البعض إلى انتشار العلاقات غير الشرعية وغياب الرادع الاجتماعي كأسباب أخرى تدفع بالأمهات إلى التخلي عن أطفالهن. فالفقر المدقع وانهيار البنية التحتية الصحية والاجتماعية، إلى جانب غياب الوعي المجتمعي، تخلق بيئة خصبة لانتشار هذه الظاهرة.

وفي حديث لصحفي محلي، نقل عن أحد المحتضنين لطفل حديث الولادة قوله: "زوجتي شاركتني في اتخاذ قرار تبنيه فورًا، فكفالة الطفل أجر عظيم. هي والدته اليوم بالرضاعة، ولا تستطيع مفارقته مع طفلتنا التي تكبره بخمسة أيام. كلما أتى ذكره بأي كلمة عن أهله تتغير خوفًا من فراقه. وقد أسميته عمر، ودعوت الله أن يكون رجلًا صاحب شأن".

وأضاف الرجل: "سأبذل ما استطعت لتربيته، فالموضوع بالنسبة لنا أكبر مما تتصوره عقول. هو إحساس ومشاعر لا يمكن وصفها بكلام. ومنذ دخوله منزلنا لم تفارقنا الابتسامة".

ظروف الحرب والفقر تدفع الأمهات إلى التخلي عن أطفالهن

وتابع المتحدث قائلاً: "حاولت التفكير جاهدًا لمعرفة السبب وراء رمي طفل. يبدو أنه أمر يطول شرحه في مدينتنا تعز. باختصار، الأسباب تتعلق في معظمها بظروف الحرب، إلى جانب اتساع نسبة الفقر المدقع وانتشار العلاقات غير الشرعية، سواء بسبب الحاجة أو غياب الرادع. تضطر الأم للتخلي عن الطفل ورميه".

ويشير المراقبون إلى أن تكرار هذه الحوادث في ظل استمرار الظروف التي أنتجتها، وغياب الإحصاءات الرسمية حول الأطفال المشابهين، يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الظاهرة قد تتحول إلى أزمة اجتماعية كبرى في المستقبل القريب. فغياب الرعاية الحكومية والمبادرات المجتمعية الفاعلة يزيد من تعقيد المشكلة، ويجعل من الصعب الحد من انتشارها.

تفاؤل رغم التحديات

وفي ختام حديثه، قال المحتضن: "والله غالب على أمره"، مبديًا تفاؤله بقدرته على تربية الطفل وإعطائه حياة كريمة رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع في تعز. إلا أن هذا التفاؤل الفردي لا يكفي لمواجهة أزمة تتطلب حلولاً شاملة تعالج الأسباب الجذرية للظاهرة، بدءًا من تحسين الظروف الاقتصادية ومرورًا بتعزيز الوعي المجتمعي ووصولاً إلى توفير الرعاية الصحية والنفسية للأمهات والأطفال.

في ظل استمرار الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية، تبقى تعز مثالاً صارخًا على المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، حيث تتحول حياة الأطفال إلى ضحايا لأزمات لا ذنب لهم فيها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق