الصحافة اليوم: 31-1-2025 - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 31-1-2025 - اخبارك الان, اليوم الجمعة 31 يناير 2025 05:50 صباحاً

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة  31-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخبار«القسام» تزفّ قادتها الشهداء: محمد الضيف… نهاية مجيدة للرجل الأسطورة

«في خضمّ معركة طوفان الأقصى… بين غرف عمليات القيادة أو الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان، أو في حال تفقّد صفوف المجاهدين وتنظيم سير المعركة وإدارة القتال»؛ بهذه العبارات، حدّد الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أمكنة استشهاد قائد «القسام» محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة. وإذ زفّ استشهادهم إلى الأمة، فقد بيّن أن الإعلان عنه يأتي بعد «استكمال كل الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقيق اللازم واتخاذ كل التدابير ذات الصلة». وخلافاً لما هدف إليه العدو الإسرائيلي، أكّد أبو عبيدة أن «استشهاد القادة على مدار المعركة رفع من عزائم المقاومين في الميدان (…) وزاد دفاعيّتهم للقتال بشكل غير مسبوق»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى أن «المنظومة لم تتعرّض للفراغ القيادي ولو لساعة واحدة على مدار المعركة».

وكان جيش العدو أعلن، في آب الماضي، تمكّنه من قتل الضيف (محمد دياب إبراهيم المصري) خلال غارة جوية على منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس في اليوم الـ81 بعد المئتين من الحرب (تموز)، استُخدمت فيها قنابل أميركية الصنع من نوعَي «Mk 84» تزن الواحدة منها قرابة طن من المواد الشديدة التدمير، بالإضافة إلى قنابل «jdam». ومع ذلك، ظلّت الشكوك قائمة لدى المستوى الأمني الإسرائيلي حول مصيره، خصوصاً أن قادة أركان جيش الاحتلال توارث بعضُهم عن بعض الفشل في الوصول إليه منذ أن بدأوا في مطاردته عام 1995، حتى سُمّي بـ«الشبح ذي الأرواح السبع» نسبةً إلى عدد المرات التي فشل فيها جيش العدو في الوصول إليه.

وحتى قبل الإعلان عن استشهاده بقليل، أرّق اسم الضيف، إسرائيل؛ فبعدما علا هتاف «حطّ السيف قبال السيف، إحنا رجال محمد ضيف» من حناجر الفلسطينيين الذين تجمهروا لاستقبال الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية، علّقت «القناة 12» العبرية بالقول: «هذه المرة، في رام الله أيضاً يمجّدون الضيف والجناح العسكري لحماس». وإذ ظل الهتاف نفسه صادحاً بعد استشهاده، فقد ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي بمقاطع تسجيلية للضيف على امتداد 19 عاماً؛ الأول عبارة عن تسجيل صوتي في آخر ظهور له عندما أعلن بدء عملية «طوفان الأقصى»، والثاني مقطع مصوّر ظهر فيه ملثّماً عام 1994، عندما أعلن عن أسر الجندي الإسرائيلي، ناحشون فاكسمان، مطالباً بتحرير الشيخ أحمد ياسين، وبينهما كلمة مسجّلة له عام 2014، دعا فيها إلى «توحّد جميع الرايات، والتئام كل الجبهات والساحات من أجل تحرير فلسطين»، مُنذِراً الإسرائيليين بـ«قُرب نهاية كيانهم وكنْسهم عن الأرض الفلسطينية».

حتى قبل الإعلان عن استشهاده بقليل، أرّق اسم الضيف، إسرائيل

وهكذا، يبقى الرجل، الذي خرج رجاله في صباح السابع من أكتوبر، ليدقّوا مسماراً جديداً في نعش إسرائيل، الأكثر حضوراً في احتفالات النصر وتوديع الشهداء ومبايعة المقاومة، وهو الذي لم يتوانَ طوال مسيرته عن فعل كل ما يلزم لضرب إسرائيل بشكل أكثر عمقاً وإيلاماً، وهو ما تجلّى بوضوح في معركتَي «سيف القدس» عام 2021، «وطوفان الأقصى» عامي 2023 و2024. وتعود مسيرة الضيف في الحركة إلى عام 1987 عندما انخرط فيها، وأصبح من أبرز رجالها الميدانيين. واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989، ليقضي 16 شهراً في سجون الاحتلال بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ«حماس»، الذي أسّسه الشهيد صلاح شحادة. ومع خروجه من الاعتقال، كانت «كتائب القسّام» قد بدأت تظهر بشكلها العسكري، ليصبح في طليعة العاملين فيها مع الشهيدين ياسر النمروطي وإبراهيم وادي. وفي ما بعد، برز دوره كقيادي للكتائب القسامية بعد استشهاد القائد الشهيد عماد عقل عام 1993، حيث ساهم في تأسيس جناح لحركة «حماس» في الضفة الغربية. ومن بين العمليات التي أشرف عليها، عملية أسر الجندي نخشون فاكسمان عام 1994، بالإضافة إلى سلسلة العمليات الاستشهادية انتقاماً للشهيد يحيى عياش، والتي أدّت إلى مقتل أكثر من 50 إسرائيلياً في بداية 1996.

وإذ اعتقلته سلطة رام الله في أيار 2000، مقابل أن يعطيها الكيان سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس المحتلة، فهو تمكّن من الإفلات من سجّانيه في بداية الانتفاضة الثانية، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم بعدما اتخذ الحيطة والحذر في عمله، علماً أن العمليات التي نفّذتها «القسام» خلال انتفاضة الأقصى، منذ نهاية أيلول 2000 والتي أسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين، كانت تحت قيادته. ولم يتوانَ الضيف طوال مسيرته عن تطوير قدرات «القسام» العسكرية، بالاشتراك مع داعمي المقاومة الفلسطينية في الخارج.

وحول أول محاولة لتطوير الأسلحة من قبل «القسام»، يقول، في مقابلة عام 2005، إنها «كانت في أواخر عام 1991، لعمل مسدس من نوع «ستار» محلي، لكن لم تكن المحاولة ناجحة»، مشيراً إلى أنه مع قدوم أبي بلال الغول في عام 1994، استُثمرت خبرته بشكل كبير، وفي بداية 1995، أتى يحيى عياش، فبات هناك ثلاثي مكوّن من الغول والضيف وعياش، اشتغل على صنع القنابل وصواريخ «القسام» و«البتار» والعبوات الجانبية والصحنية والعدسية والانتشارية.

والضيف من مواليد خان يونس عام 1965 لأسرة فقيرة، يعود أصلها إلى بلدة القبيبة داخل فلسطين المحتلة عام 1948. خرج إلى العمل في سنّ مبكرة، فيما برزت باكراً أيضاً ميوله الفنية؛ إذ كان أول من ساهم في إنشاء أول فرقة فنية إسلامية تُدعى «العائدون». واستقى لقبه «أبو خالد» من إحدى المسرحيات التي أداها وتُدعى «المهرّج»، والتي لعب فيها دور شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.

سلام يتحدّى إرادة قوى أم إرادة الناس؟

يبدو أن نواف سلام سينجح حيث فشلت الكرة الأرضية، لجهة بروز تحالف غير مكتوب بين الكتل النيابية، بفضل إدارته لعملية تأليف الحكومة. قد يكون هذا الكلام مريحاً للرجل أو لبعض المتحمّسين له من «التشرينيين». لكنّ واقع الأمر لا يشي بقيام تحالف حزبي في وجه سلام، بل ببروز مشكلة عامة لدى غالبية هذه القوى، بسبب المعايير التي يعتقد الرئيس المكلّف بأن من حقه تثبيتها في تأليف الحكومة، خصوصاً عندما يقول إن القوى السياسية التي سمّته أو التي يريد ثقتها في مجلس النواب، لا يحق لها التدخل الفعلي في تشكيل الحكومة.

اللبنانيون يميلون، بالفطرة، إلى دعم أي وجه إصلاحي لمعالجة مشكلاتهم الكبيرة، وهم مضطرون إلى بثّ الأمل عند أي استحقاق. هكذا أعربوا عن أملهم بتغيير كبير بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وربما زاد أملهم بعد الإتيان بوجه من خارج الطبقة السياسية لتأليف الحكومة. لكنّ هذه الآمال لا ينبغي وضعها في خانة الوقائع الصلبة. وهو أمر يجب على سلام أن يلتفت إليه قبل الآخرين، إذ إن الفارق هائل بين ما يمكن وصفه بـ«المزاج العام» وما له صلة بأدوات التغيير الفعلية.
عشية الانتخابات النيابية الأخيرة، كان لبنان يعيش سنوات قاسية من الانقسامات والتجاذبات، تعزّزت مع حراك تشرين، وتفاقمت مع الانهيار المالي والاقتصادي، ليأتي تفجير المرفأ ويفرض حالة من الغضب العام على الدولة والقوى السياسية. لكن، عندما وُجهت الدعوة إلى هؤلاء اللبنانيين أنفسهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع، جاءت النتائج على صورة المجلس النيابي الحالي.

المزاج العام الداعم للإصلاح لا يعني أن الناس متفاهمون على طبيعة هذا الإصلاح
ولا على من يقوم به

والحق يقال إن الأمر لا علاقة له بحسابات خاصة لدى كل فرد في لبنان، بل بأمور كثيرة، لكنّ المؤكّد أن الصورة التي رُسمت للناس بعد حراك تشرين، لم تكن أصلاً بالحجم الذي جرى تصويره من قبل ماكينة سياسية وإعلامية ودبلوماسية. وهو ما ظهر عندما تبيّن أن محفّزات الاقتراع عند اللبنانيين لا تزال تخضع لاعتبارات تتأثر كثيراً، وكثيراً جداً، بالانقسام الطائفي والمذهبي ولو جرى عرضه بطريقة سياسية.

ولأن الوقائع الصلبة على هذا النحو، كانت الاختراقات للكتل الشعبية الكبيرة محصورة بعدد محدود من النواب، استفاد بعضهم من طبيعة القانون الانتخابي، وليس من حجم كبير من الأصوات، فيما استفاد بعض آخر من تطورات سياسية كبيرة، كما هي الحال عند الناخبين السنّة الذين تأثّروا بقرار إبعاد سعد الحريري عن الساحة السياسية. وقُدّر لشرائح اجتماعية ذات طابع علماني أن تجمع قواها محقّقة اختراقات جدية، كما حصل في الجنوب، علماً أن بعض «التغييريين» لم يكونوا قليلي الاستخدام للمال في الانتخابات.
مع ذلك، فإن القاعدة الاجتماعية للقوى الممثّلة في مجلس النواب تعكس واقعاً حقيقياً، بمعزل عما إذا كان يعجبنا أم لا. كما أنه ليس صحيحاً أن قانون الانتخاب منع الناس من القدرة على تجميع أصواتهم بشكل جيد، ولو أنه غير كافٍ، خصوصاً أن النسبية تحتاج إلى دوائر انتخابية كبرى. لكنّ العدالة تبقى ناقصة في كل الأحوال، كما هي الحال عند أي تمرين لعدد الأصوات التي نالها، مثلاً، كل نواب التغيير (13 نائباً في كل المحافظات) ويصل مجموعها إلى 79528 صوتاً في كل لبنان، وهو رقم يبقى أقل من الأصوات التي حصل عليها نائبان مثل نبيه بري ومحمد رعد اللذين جمعا نحو 90634 صوتاً بين الزهراني والنبطية فقط.

ويمكن تعميم التمرين على بقية الكتل والمناطق. لكنّ المهم في الأمر أن نواف سلام يرتكب الخطأ الكبير إذا كان يعتقد بأن ظروف تأليف الحكومة تطابق ظروف انتخاب العماد عون، لأن القرار الخارجي كان حاسماً بقوة بمنع أي نقاش حول رئاسة الجمهورية، واضطر كل النواب (ما عدا ميشال ضاهر الذي أيّده منذ البداية أو الذين صوّتوا ضده) إلى السير خلف الإرادة الخارجية. بينما في حالة سلام، جاءت كلمة السر بالتواتر، وأُرفقت بدعوة إلى تفاهم مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة. وإذا كان سلام يراهن على دور خارجي يلزم النواب بمنح أي حكومة يشكلها الثقة، كما ألزمهم بتسميته أو انتخاب عون، فهذا يعني أننا أمام احتمالين: إما دعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة في البلاد، أو أن لبنان سيقع تحت نوع جديد من الوصاية، ولو كانت ترتدي معطف الإصلاحات.
الواقعية هنا ليست دعوة إلى التخلّي عن الطموحات بإحداث تغيير جدّي. لكنها تعني أن الاستقرار الذي يحتاج إليه البلد للمضي في خطوات إصلاحية، يتطلب تسوية مع من حصدوا أصوات اللبنانيين الذين كانوا أحراراً في خياراتهم، وليس كما كانت عليه حال نوابهم الذين ساروا خانعين خلف من يريده السيد الأبيض!

لجنة الإشراف تلتزم بطلبات العدوّ: طلبات للتفتيش جنوب الليطاني وشماله

اافتتحت المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس زيارتها اللبنانية الأولى أمس باجتماع مع رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز في السفارة الأميركية. ولم يُعلن بعد عن الموعد الجديد لاجتماع اللجنة التي توقفت أعمالها منذ حوالي أسبوعين. كما لم يرشح ما يفيد عن ضمانات بإلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب في 18 شباط المقبل، وإجبارها على وقف اعتداءاتها المتمادية.

الدبلوماسية الأميركية التي تضع قلادة نجمة داوود في عنقها، وتعتبر نفسها من «الأوفياء لإسرائيل»، اتفقت مع جيفرز، على إطلاق «برنامج عمل مكثّف مع الجيش اللبناني لتفتيش حوالي 30 موقعاً يشتبه بأنها منشآت عائدة للمقاومة شمالي الليطاني، ولا سيما في الزهراني والبقاع».

وكانت اللجنة قد أبلغت قيادة الجيش اللبناني بأن لديها معطيات عن مبان ومخازن وأودية وأحراج تزعم بأن حزب الله يخبّئ فيها ذخائر وأسلحة، بناءً على ادّعاءات قدّمها العدو الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى تكثيف حركة المُسيّرات التجسسية المعادية في أجواء مختلف المناطق في الأيام الماضية، من البقاع إلى بيروت وإقليم الخروب والزهراني والجنوب، علماً أن احتجاج ضباط في المؤسسة العسكرية على انحياز لجنة الإشراف إلى مطالب إسرائيل، وتجاهلها لتوسعة احتلال البلدات الحدودية وقتل الأهالي وخطفهم، لم يلقَ أي اهتمام في السفارتين الأميركية والفرنسية، بل انعكس تهديداً إسرائيلياً بتمديد إضافي لبقاء الاحتلال بحجة أن الجيش ليس قادراً على تطبيق الاتفاق والقرار 1701.

يريد الأميركيون تعيينات لضباط في الجيش والقوى الأمنية تتناسب وتفسيرهم لاتفاق وقف إطلاق النار ولا علاقة لهم بحزب الله

وكشفت المصادر أن أورتاغوس «ستحاول الضغط على المراجع اللبنانية لتمرير تعيينات في الجيش والأجهزة الأمنية لضباط يحظون برضى أميركي – فرنسي، لفرملة انتفاضة الأهالي التي أدّت إلى تحرير أجزاء من بلداتهم وتسهيل انتشار الجيش، في وقت لم تتحقق وعود لجنة الإشراف واليونيفل بانتشار الجيش في عيترون وبليدا وحولا وميس الجبل منذ بداية الأسبوع الجاري، علماً أن جيش العدو وسّع احتلاله لمساحات جديدة كان قد اندحر منها الأحد الماضي تحت ضغط الأهالي، ويقوم يومياً بأعمال هدم وتجريف وإحراق للمنازل إضافة إلى استئناف الغارات الجوية».

وتوقّعت مصادر مطّلعة تصعيداً إسرائيلياً مدعوماً من أورتاغوس بعد مشهد الانتصار العسكري لفصائل المقاومة في غزة، مشيرة إلى أن ذلك دفع إسرائيل إلى التشدد جنوباً بعد التأثر السلبي للرأي العام بين مستوطني الشمال. وفي هذا السياق، تستبعد المصادر التزام إسرائيل بمهلة الـ 18 يوماً الباقية، مشيرة إلى أن النقاط الخمس التي أعلنت إسرائيل نيتها الاحتفاظ بها قد تزيد إلى أكثر من ذلك!

وأطلق العدو أمس صاروخين اعتراضييْن في أجواء سهل الخيام، زاعماً بأنهما اعترضا مُسيّرة لحزب الله بعد أن دوّت صفارات الإنذار في الغجر والمطلة. لكنّ المصادر رجّحت بأن إسرائيل «ربما قدّمت عرضاً تمثيلياً في سهل الخيام للترويج بأن أمن المطلة لا يزال هشاً، ما يستلزم بقاءها في تلال الحمامص والعويضة والعزية وسهل الخيام والعديسة وكفركلا».
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال عمليات التعرض للآليات التي تعمل على رفع الأنقاض في القرى الحدودية بحثاً عن جثامين الشهداء. واستخدمت لذلك عمليات إطلاق النار باتجاه الجرافات أو إلقاء القنابل من المُسيّرات.

هذا الرجل: اليوم، وكل يوم… إلى حين

منذ السابع من أكتوبر، وبخلاف عشرات الآلاف ممن ارتقوا أو أصيبوا، لم أحزن فعلياً على فقد شخص من قيادات جميع الفصائل بقدر ما حزنت على شخص الشهيد حسن نصر الله. لكن الألم عندي هو دوماً مُفعم بالأمل. وعلى سيرة أمل، كانت مشكلتي مع كلمات دنقل الخالدة عن أن الثأر ليس شخصياً بل هو ثأر جيل فجيل، وأنه غداً:
«سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل…».

إنها بالفعل من قبيل الكلام الذي يتبعه الغاوون! تحديداً في تكريس الفكرة الأسطورية عن البطل، وكأنه يخرج من رحم المجهول فيغيّر كل شيء كمعجزة تَحار فيها العقول. إذ إنه لا شيء يأتي من لا شيء، ولا وجود من عدم إلا حال الحديث عن آلهة. أمّا البشر، فتتحقق بطولاتهم حين يقررون بشكل ذاتي وواعٍ التدخل في لحظة تاريخية ما تكون الظروف الموضوعية فيها قد تهيأت لإمكان تحقيق النتيجة المرجوة أو الدفع بأقصى اتجاه نحوها. هذه الظروف الموضوعية هي أيضاً من فعل بشر، وهو فعلٌ تراكمي —واعٍ من جهة، وآخر عفوي من جهة أخرى— وتكمن عبقرية البطل في أنه يتدخّل عملياً ليُصادق على فعل من هو قبله ويبني عليه أو يستثمر في أخطاء غيره. لكن بسبب أن قراره الذاتي في التدخل —في لحظة تواتي تحقق الشرط الموضوعي للتغيير— يبدو البطل في الوعي الجمعي متميزاً عن جميع من يسبقه في الماضي بالنظر إلى أنه هو الذي قطف الثمرة وحقق الوعد، فينتهي الأمر بأن يُهيمن البطل، دون سواه، على المخيال الشعبي.

ما بين التصديقِ على الماضي، بكل ضرورته وعفويته، والهيمنة عليه، تبرز شخصية البطل الأسطوري، وإذا كان ثمة فضل تستطيع نسبه إلى من ارتدى الدرع كاملة وأوقد النار شاملة، فهي أن قراره باستكمال الدرع وإتمام النار هو تعبير حر وواعٍ بسياق تاريخي هو ضروري في تراكمه وغير واع في ظاهره أو في جانب غير قليل منه. ورغم أن ثمرة لم تُقطف ووعداً لم يتحقق بعد، يبقى أن هذا الرجل هو وحده الذي يجدر في هذه اللحظات —التي تتخفف فيها حدة أكبر فاجعة أخلاقية معاصرة ويقترب معها لحظة وقف نزيف الدم إلى حين— هو الأجدر بأن نتذكره، بوصفه تجسيداً لفكرة البطل في هذه المعركة، بل في كل المرحلة منذ مطلع هذا القرن، إذ كان تجسيداً لمفهوم البطولة، ولا أحد غيره. إن حديثي هنا هو عن المفهوم.

لكن دعونا بداية نستطرد بعيداً عن قصة بطلنا لنستكشف الأمل في كلمات أمل وغيره من الشعراء، إذ يبقى أن من البيان لسحراً. إن الشعر في استطاعته التغلغل في نفوس الجماهير، ليس سوى تجسيد للروح المطلق في بدايته الأولى، وذلك بحسب آخر الحكماء. ربما يرجع إلى تلك الاستطاعة سبب هجوم أفلاطون على الشعر في كتاب الجمهورية لأن هذا الشكل الفني الذي يخاطب الجمهور ويداعب مشاعرهم يستطيع أن يحرف معه عقولهم عن الحقيقة التي يقبض عليها الفيلسوف! تلك الحقيقة التي ينطق بها كذلك الدين، وهو بدوره درجة أرقى من تجسيد هذه الروح، فلا غرو أن يُهاجم النص المقدس الشعر والشعراء هو أيضاً في معركة امتلاك الحقيقة.

لكن الروح المطلق لا تتوقف حركته في التاريخ عند الدين، إذ هو ينمو من (1) فن إبداعي في حرية وعفوية تامة في مجتمعات ما قبل الدولة حيث تهيمن التصورات السحرية على العالم؛ إلى (2) دين يحمل رسالة إلى العقل (على بدائية هذا العقل)، لا إلى القلب، في مجتمع يراد ضبطه وتنظيمه فتنشأ معه الدولة (كما في حالة الإسلام)، أو يهيمن هو عليها (مثل حالة المسيحية)، أو حتى يتشكل الدين كرد فعل عليها (مثلما حدث مع اليهودية)؛ إلى (3) علم يُمثل المرحلة الأخيرة للروح المطلق في رحلتها عبر التاريخ. وحيث إن حركة التاريخ هي حركة الوعي بالحرية التي تتأسس بدورها على قاعدة من ضرورات تاريخية، فإن المسعى هو إلى التحرر من كل الأشكال التاريخية التي تبدو ميتافيزيقية متعالية كظواهر غير تاريخية رغم إنها إفراز ضرورات حركة التاريخ ليس أكثر. أبرز الأمثلة على ذلك هو الدولة، التي هي ضرورة تاريخية من جهة، والتجسيد الحي لكل القيود أمام حركة الروح من جهة أخرى. في حركة الوعي بالحرية هذه، لا تجد الروح المطلق إلا صاعداً على أكتاف ما قبله، إذ تستبطن كل مرحلة سابقتها فيغدو العلم ديناً لدى البعض في تحقيقه لما يبدو معجزات سحرية، ويستبطن الدين تصورات هي سحرية لدى من تجاوز حدود العقل البدائي، كما إن الدين لا يخلو في هيمنته على الجمهور من عبقرية فنية في معمار أو تمثال أو نص. وحده الفن لا يُبَشّر بدين، ولا يرفع سلطة العلم، لأنه تجسيد لمطلق حرية الروح في براءتها قبل تشكل المجتمعات في علاقتها مع الدولة التي هي ضرورة لضبط الصراع الطبقي في المجتمع: هذا هو الأمل الذي يتجسد في الفن. إنه عودة إلى عفوية التحرر وبداهة الحرية.

فأنت إذا عدت إلى قصة بطلنا، تجده قد اقتنص جانباً كبيراً من الفن في مخاطبة الجمهور وفي شؤون السياسة، والشيء الكثير من العلم في تطوير عدته العسكرية، مثلما استوحى في بوصلته الأخلاقية أفضل ما يمكن استخلاصه من تحت عباءة الدين. لكن المأساة، كل مأساته، كانت تكمن في أنه اصطدم بالدولة: سواء تلك في صورة الكيان المسخ الذي عاش يواجهه، أو تلك الدولة التي كان يعيش في كنفها، أو تلك التي جاورها وتحمل عبء الدفاع عنها، أو تلك التي كان يسترشد بهديها. هنا تكمن بطولته تحديداً، كما تكمن كل التراجيديا التي جسدتها حياته كما يمثلها فقده: لقد كان هو وبحق روح هذا العالم في لحظة ما، لكنها روح من هذا العالم لا روحاً إليه، العالم المُحاصر في كل ركن بجسد الدولة فلا تملك إلا أن تُطلَّ فيه الروح مثل شبح يهدد دولة ما، لكنه شبح في إهاب ظلٍ لدولة أخرى.

لقد كنت الفارس الوحيد في معركة انطلقت من فتحات الخيام ومن بين الشروخ، وكان جميع من هم سواك خارجها حتماً مسوخ

ومع ذلك، لماذا نصرالله هو الذي يستحق أن نذكره أكثر من غيره هذه اللحظات؟ لأنه كان يرى أكثر من غيره وأبعد منهم، ليس فقط في ما يخص الحدود الموضوعية للعمل الفدائي، ولكن أيضاً في ما يخص ضرورة الاستجابة بشكل حر وواعٍ لتحديات المرحلة وكل مرحلة، وآخرها كان استجابة لتحدٍ كُتب عليه ولم يكن كارهاً لتحمل تبعاته إذ رفضت الروح فيه حدود الظل المرسومة للشبح. في هذه الاستجابة انتصارٌ للمظلومين مبادرة من جانبه، وهي أعظم من مبادرة من افتقد الرؤية ابتداء. الفارق بين المبادرة والمغامرة أن الأولى تتأسس على رؤية وقراءة موضوعية لواقع المرحلة، بينما الثانية، أي المغامرة، تنطلق كفراً بالمرحلة وواقعها لتنكشف معها حدود تلك الرؤية. هذا هو بالضبط الذي يجعل مصير المغامرات التاريخي، إلا من رحم ربك، هو أن تصبح نهباً لمن يستطيع استثمار الأزمة فيعمد إلى تسويق رصاصات البندقية لحساب مشاريعه هو لا مشاريع من يقبض على الزناد. ذلك أن أي رؤيةٍ ذاتيةٍ ليست معلقة في الفراغ، فإذا كانت عاجزة بطبيعة قدرات أصحابها على ملئه، فتصبح الرؤى الذاتية عُرضة للابتلاع والتوظيف من القوى التي تملك القدرة على ملء الفراغ: عن الإمبراطورية الأميركية أتحدّث. ومثلما يكفر السجين بالقيود في حبسه الانفرادي، يستنكر السجان أيضاً واقع أن السجن برمته أضحى يصغر حجمه يوماً بعد يوم! عين السجّان هي على العالم خارج السجن تحت إدارته، بينما عين السجين على العالم كما يبدو له فقط من شباك زنزانته. التفرقة بين القراءة الذاتية والموضوعية لأي قضية هي تفرقة حاسمة، لا سيما إن كانت الإمبراطورية الأميركية هي أيضاً —في قراءتها الذاتية — قد انتهت إلى الكفر بما آل إليه الواقع الموضوعي للمرحلة التاريخية الراهنة، لتَسعى بكل ما تملك من أموال وعتاد وأدوات تحركها إلى محاولة الوقوف في وجه التاريخ!

إلا أن هذا المصير ليس حتمياً، فالمغامرات —شأنها شأن أي حدث— وإن تجاوزت في أثرها حسابات من يقوم بها، تبقى حدثاً يجب البناءُ عليه واستثماره بشتى الوسائل من المخلصين لأهداف القضية التي تنطلق من أجلها: بخلاف ذلك فهي خيانة، لا لمن يقرر المغامرة، ولكن للموقف من القضية ذاتها. لكنها تبقى حقيقةً أن من يعمل من داخل دولة ضد دولة وفي حدود دعم من دولة لهو في موقف أعقد بكثير، وبكثير جداً، ممن يعمل بهدف الوصول إلى عتبة الدولة. المبادرة في الحالة الأولى هي تضحية وفداء من يمتلك الرؤية، ومن قبلها النفوذ السياسي، ومن يعرف حجم السلاح، ومن يحمل قلباً يتسع للعالم، بينما التضحية في الحالة الثانية هي فداءُ من لا يمتلك شيئاً سوى قلب ينبض ويدٍ تقبض على السلاح في خيمة لاجئ حيث لا ملجأ فراراً من العدم إلا إليه. بطولة صاحبنا تكمن في أنه أعطى للوجود معنى بعد أن ظهر فجأة من العدم فكاد أن يبتلعه العدم في سرعة ظهوره؛ في أنه رفض أن تصمت الحياة أمام مشهد الموت بعدما تحققت معجزة مناشدة الموتى للحياة؛ في أنه لم يسعَ بذاتية الأنا إلى البطولة، بل إنها هي التي سعت إليه.

وكما إن شيئاً ما لا يخرج من محض لا شيء، فلا شيء أيضاً يذهب سدى: لقد كانت ملحمةً تلك التي سطّرتَها يا نصرالله بعدما كانت حروفها الأولى مُقَطعةً لا يعلم تأويلها إلا من خَبِرَ العدم، فكنت أنت من كتب ما يمكن لنا أن نفهمه، كما سبق وكتبت ما لا يمكن لوجودنا أن يتحمّله. لكنا حُمّلنا أوزاراً من وعي ترَّدى به القوم فكان في فدائك ما يُخمد نار فتنته. لقد بَصُرت بما لم يبصروا به، فكنت كمن ينسف هذا الوعي الشقي، كمن يقذف حطبه في عرض البحر، رغم أن في جُعبة عباءتك ما كان يزَكيّ ناره. الأمل يكمن في أن الكلمات التي سطَّرتها، كما هو شعر أمل، كانت قد خُطَّت بلسان عربي مبين، لا يحمل أعجمية تركية أو فارسية. وإلى أن تعود الروحُ لتنبض بالعلم في عروق دولة عربية مركزية، إلى أن يعود الفن حراً ليزغرد جنباً إلى جنب مع طلقات البندقية، ستبقى بطلاً لذكرى هذي المرحلة من عمر أمتنا: لقد كنت الفارس الوحيد في معركة انطلقت من فتحات الخيام ومن بين الشروخ، وكان جميع من هم سواك خارجها حتماً مسوخ.

هنا تحديداً يكمن الأمل على العكس من كلمات أمل: لقد دعا دنقل إلى المبادرة بغرس السيف في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم بيوم موعود. ما حدث هو أن هذا الرجل قام بِغرس سيفه في جبهة الموت الجاثم بعدما طرح العدم فجأة سؤال الوجود. وسواء استجبت لسؤال العدم أو لسؤال الوجود، فيجب أن يكون جوابك حاضراً، ونظرك باصراً، وعزمك هادراً. للأسف، فإن حسابات الدولة جعلت من جواب بطلنا الوجودي كمن يأتي قاصراً، وأنصاف الأجوبة شأنها شأن أنصاف الآلهة تحمل نصف الخير للعالمين بينما يرقد الشر في نصفه الثاني.

في حديثي هنا عن الرجل الذي أتقن فن الوجود، لا بد من التذكير بأنه كما للوعي الأسطوري حدود بمواجهة العلم، فإن لأطراف عباءة الدين حدودها التي ترسُمها الدولة، وحدود تلك الأخيرة ليست مرسومة جغرافياً فقط، بل هي تتحدد ابتداء وفقاً لمصالح طبقات تحكمها. لقد آن للوعي العربي أن يتجاوز فكرة البطل وينظر بشكل علمي وناقد إلى التاريخ وإلى حاضر العالم، فصاحب نصر حطين هو أيضاً صاحب صلح الرملة المهين، ومصالح الطبقة التي استقدمت خليفة «الناتو» في إسطنبول كشفت عورته وهو ينبح في وجه العدو في شراكة تجارية لا تخوّله أن يصول. اليوم، يجري إعداد المسرح، وبشكل فني، على قدم وساق على الشاشات الأميركية الهوى لتهيئة أبطال جدد بهوىً عثماني بوصلتهم الخضراء ليست بوصلة بطل قصتنا، وفوهات بنادقهم مصوبة تحت راية الدين إلى كل من هو عدو لمصالح الإمبراطورية في تكرارٍ سخيف لقصة ملَّ التاريخ من تكرارها، ويبدو أنه مُقدر لها ألا تتوقف حتى تنقل الصورة محاولات «أبطال» المجاهدين تحرير مسلمي الإيغور في الصين! وحدك أنت كنت تحقيقاً لفكرة البطل، وفي هذا التحقق تمام لشرط تجاوز هذه الأسطورة.

هنا، يجب أن أتوقف لأذكر شيئاً مما سبق ونشرته على صفحات وسائط التواصل فور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وذلك للتذكير بأن هذه السطور ليست من قبيل حديث الروح، بل أن كلمة السر تكمن في «الدولة»، والأهم هو حقيقة أننا لا نواجه فقط دولة، بل إن المواجهة هي مع الإمبراطورية، وأن هذه الحقيقة، كغيرها من الحقائق، تبقى دوماً موضوعية:
«فإن دولة مصطنعة تأسست بميليشيات عقائدية وعلى أساطير دينية يمكن تقويض أمنها وكشف عوارها وفضح ممارساتها وإسقاط هيبتها عن طريق قوى عقائدية مجابهة تغزل على منوال خرج من ذات الرحم الأسطوري: لكنها «دولة» نشأت بدعم إمبراطوري، ولا تزول إلا بتقويض أركان الإمبراطورية الراعية لها، والتي تخسر أول ما تخسر سرديّتها المهيمنة: الطريق طويل حتى تتحرر البشرية من قبضة الإمبريالية، وهو طريق قد بدأ وعياً لا وحياً، وسرديته المقابلة لا تعرف إمبراطوريات مهيمنة، وهو إن انطلق من خارج الأرض «الموعودة»، فحتماً لن يصل إلى نهايته إلا بالمرور على ترابها. يبقى أن الوعد هو وعد التاريخ، تاريخ العالم، كل العالم في قصته التي تتكشف أمامنا، لا العالم العربي ولا قصصنا نحن أو أقاصيص عدونا من قبلنا».

أختم بقولي إن ما يدعو للعُجب لا يتمثل في أن من يغتال أنصاف الآلهة لدينا «ليس رباً … بل مَحضُ لص»، لكنه يكمن، في أن البطل بوعينا لا زال يظهر على هيئة شيخ أو في رتبة قس! هذه باختصار قصة الوعي الشقي الذي هو أعجب القَصص… وأيما كنت أنت يا أبا هادي، فإلى روحك السلام… سلام عليك يوم ظهرت علينا، ويوم احتجبت عن عيوننا، ويوم تُبعث هذي الأمة حيّةً من جديد.

* كاتب من فلسطين

اللواء:

جريدة اللواءسلام متمسك بصلاحيات التأليف.. و«فيتو أميركي» على توزير حزب الله

حركة الموفدين في بيروت دعماً للاستقرار.. ولجنة المراقبة الأسبوع المقبل بمشاركة ممثلة ترامب

لليوم الخامس على التوالي، بقي الوضع على سخونته في الجنوب، والوضع الحكومي في غرف العناية الفائقة، لإعادة بناء التوليفة الوزارية بأسماء واختصاصات، تتلاءم مع المعايير الأربعة التي وضعها الرئيس المكلف امس الاول لدى خروجه من قصر بعبدا.

وعلى الرغم من التأخير في صدور مراسيم التأليف، بما يراعي مواد الدستور، فإن الرئيس المكلف ينتظر من الكتل النيابية اسماء اضافية ليتسنى له حسن الاختيار، من دون الانتقاص من حق اي كتلة او تجاوز المعايير الموضوعة للتأليف.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن عقدة وزارة المال هي أم العقد، بعد اللغط حول توزير النائب السابق ياسين جابر.
وتضيف المعلومات، ان الاسماء التي طرحها حزب الله لعدد من الحقائب تحتاج الى تدقيق، وطلب تزويده بأسماء اضافية.
وتتحدث المعلومات ان الرئيسين يسعيان ليكون وزيرٌ من كل طائفة، لا يرتبط بأي كتلة، لا سيما الطوائف الكبرى، فيترك للكتل تقديم اسماء لتعيين اربعة والخامس يقترحه الرئيس المكلف أو رئيس الجمهورية.

واجتمع الرئيس المكلف مساء الاربعاء الماضي، بعد عودته من بعبدا، مع النائب علي حسن خليل (امل) والحاج حسين خليل (حزب الله)، للبحث في المتغيرات، وحيثيات تسمية جابر للمالية.

كما اجتمع امس للمرة الثانية مع «الخليلين» للتداول في المستجدات المتعلقة بالاسماء.

ونُقل عن الرئيس المكلف قوله أمام زواره: لن اعتمد على الاسماء التي ترسل لي. أنا «بنقّي» وخياراتي هي شخصيات لا روابط حزبية سياسية لها.

ونقل عنه انه يريد حكومة اقتصادية من اكاديميين معروفين، واختار بعضهم من اساتذة في الجامعة الاميركية او اطباء في المستشفى التابع للجامعة.

وقال الرئيس جوزاف عون ان ليس هناك من «اقلية واكثرية» بل كفاءات، داعيا الجميع للمشاركة في مؤسسات الدولة، وممنوع الخلاف بين الناس الى اي عرق او طائفة انتموا.

وفي وقت، يصل فيه الى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم، في اطار التحرك العربي الداعم للبنان،من المتوقع ان يعود الى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان خلال 48 ساعة، في زيارة دعم للعهد الجديد وربما مسعى لتسهيل تشكيل الحكومة. كما يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم الجمعة حاملاً رسالة دعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون.
كما تزور لبنان الدبلوماسية الاميركية مورغان اورتاغوس خليفة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعدما عينتها في المنصب ادارة الرئيس دونالد ترامب. وهي نائبة المبعوث الاميركي الخاص للسلام الى الشرق الاوسط، ورئيسة للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية، وقد شغلت منصب الناطقة باسم وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.ومن اشد المؤيدين للكيان الاسرائيلي.

ومن زوار بيروت اليوم، مساعد وزير الخارجية الخارجية الايرانية الدكتور وحيد جلال زاده، ويلتقي وزير الخارجية عبد الله بو حبيب عند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر. فيما وصلت رسالة اميركية الى لبنان بموقف مستشار الرئيس دونالد ترامب مسعد بولس دعا فيها الى عدم تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة».

وأجرى الرئيس المكلف نواف سلام اتصالاً هاتفياً بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان للاطمئنان على صحته متمنياً له الشفاء العاجل.وكانت مناسبة لاستعراض الأوضاع العامة والتأكيد لسماحته ثباته على المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة.

ولكثرة الطلبات والشروط والضغوط الاميركية على لبنان والعهد الجديد والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، حول تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار المُمدّد بطلب اميركي، وحول تشكيل الحكومة الجديدة، تسرّبت شكوك الى اوساط سياسية وشعبية من ربط تشكيل الحكومة، بتسهيل تسريع انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الجنوبية التي ما زال يتواجد فيها، لا سيما بعد وضع «المعايير المتشددة» التي تستبعد السياسيين لا سيما من ثنائي المقاومة امل وحزب الله عن التركيبة الحكومية، وبعد الكلام الاميركي الصريح من اكثر من سيناتور ومسؤول بعد تكليف الرئيس نواف سلام عن ضرورة «منع حزب الله من السيطرة على قرار الحكومة».

وقد أقرّ نائب مستقل على تواصل مع الدول «الراعية» للوضع اللبناني بهذا التدخل والضغط الاميركي بقوله لـ «اللواء»: كلام المسؤولين الاميركيين صحيح، وببساطة فالاميركي لا يريد حزب الله في الحكومة ولا في القرار السياسي، وهذا يسبب مشاكل داخلية نظرا للتركيبة اللبنانية! ولذلك ايضا يعتقد النائب المذكور ان تشكيل الحكومة متأخر ولو قليلاً بسبب التعقيدات القائمة.
وما زاد الشكوك تلكؤ لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ورئيسها الاميركي الجنرال جاسبر جيفرز في وقف ممارسات الاحتلال واعتداءاته اليومية على قرى الجنوب وعلى الاهالي العائدين، وصولا الى تنفيذ غارات جوية تدميرية بعيداً عن خط الحدود كما حصل قبل ايام بالغارات على النبطية وزوطر، ما أوقع العديد من الشهداء والجرحى المدنيين.

هذا الربط بين تشكيل الحكومة وضبط وضع الجنوب بنظر المشككين بالنوايا الاميركية، يعود الى رغبة الادارة الاميركية في ترتيب البيت اللبناني سياسياً وامنياً وحتى اقتصادياً ومالياً بما يُلبّي اهداف الولايات المتحدة في المنطقة كلها، والتي تسعى لتنفيذها تدريجيا حيث امكنها وفي الخاصرات الرخوة، فوجدت في لبنان الخاصرة الاكثر رخاوة نظرا لطبيعة المشاكل فيه على كل المستويات، وحاجة البلاد والعباد الى اي دعم او مساعدة تنتشلهم من الاوضاع الصعبة التي يعيشونها، بينما لازالت الادارات الاميركية المتعاقبة تحبس عن لبنان الدعم المطلوب مستخدمة سيف العقوبات، وبخاصة في قطاع الكهرباء ومنع استجرار الغاز من مصر.

وفي خطوة توضيحية وتراجعية وتحذيرية نفى التيار الوطني الحر ان يكون طالب بحقائب بعينها أو بعدد من الوزارات، وطالب بأن تُعتمد المبادئ نفسها في تأليف الحكومة بالنسبة الى سائر الكتل والقوى السياسية.

ونصح التيار الوطني، كل الجهات المنخرطة في عملية تأليف الحكومة باعتماد الواقعية اللازمة من دون التنازل عن أيٍّ من المبادئ الحاكمة في الدستور والصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية والحكومة والوزراء وعدم الإنجرار الى مغامرات قد تودي بالبلاد الى الهلاك او تسبّب للعهد إنتكاسة غير مرغوبة أبداً، خاصةً وأن عملية تأليف هذه الحكومة بالذات أمر سهل إذا إعتمدت العدالة وحسن التدبير والتعاطي السوِّي.

في الجنوب، وللمرة الاولى منذ وقف النار قبل شهرين ذكر الجيش الاسرائيلي امس انه اعترض مسيَّرة اجمع المعلومات، وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في الغجر والمطلة على الحدود مع لبنان.

ولاحقاً، أفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت في بعد تشخيص خاطئ.

في المقابل، نفذ جيش العدو الاسرائيلي عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. واصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلَّقة اسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا.كما تعرضت بلدة شبعا لقصف مدفعي،وقام جيش العدو الاسرائيلي بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور ، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الاسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي ، وسط تحركات مكثفة لجنود اسرائيليين ، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة .

واطلقت قوات العدو النار باتجاه مواطنين اثنين أثناء تفقدهما مزرعتهما عند مدخل قطمون في بلدة رميش، وذلك بعد أن تلقيا تطمينات من قوات «اليونيفل» قبل ثلاثة أيام بإمكانية التوجه للمزرعة. كم اطلق العدو بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمةً القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطل على البلدة.

وقام العدو ايضاً بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالاسلحة الرشاشة في مركبا.

كما تعرضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي. وقام جيش الاحتلال الاسرائيلي بعملية تجريف في بلدة الضهيرة الحدودية . وواصل أعمال التجريف في حي المفيلحة في ميس الجبل مقابل نقطة تمركز مستحدثة للجيش اللبناني.

وإستمر بعدوانه على ممتلكات وارزاق المواطنين، حيث قام منذ ساعات الصباح الباكر، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس.

وقام العدو بجرف منازل وتمشط بالاسلحة الرشاشة في مركبا. كما القت مسيّرة معادية قذائف على آليات كانت تعمل على نقل جثامين الشهداء في بلدة الطيبة و لكن لم تقع اصابات.كما ان المسيرة استهدفت محيط حسينية الطيبة.

كما أن محلقة معادية ألقت قنبلة على جرافة بين بلدتي الضهيرة ويارين. كما ألقت قوات العدو النيران باتجاهها.وواصلت قوات العدو اطلاق رشقات رشاشة في الحي الغربي لبلدة ميس الجبل بالتزامن مع تحرك لدبابات ميركافا. واحرقت منازل في بلدة عيترون. ونفذت تفجيرا بين مركبا و عديسة.كما أطلقت النار على مواطنيْن يتفقدان مزرعتهما في رميش.

تواصل بعد ظهر وعصر امس العدوان الاسرائيلي على قرى الجنوب واهلها، حيث القت مسيّرة معادية قذائف على آليات كانت تعمل على نقل جثامين الشهداء في بلدة الطيبة و لكن لم تقع اصابات.كما ان المسيرة استهدفت محيط حسينية الطيبة.كما أن محلقة معادية ألقت قنبلة على جرافة بين بلدتي الضهيرة ويارين. كما ألقت قوات العدو النيران باتجاهها.

وواصلت قوات العدو اطلاق رشقات رشاشة في الحي الغربي لبلدة ميس الجبل بالتزامن مع تحرك لدبابات ميركافا. واحرقت منازل في بلدة عيترون. ونفذت تفجيرا بين مركبا و عديسة.كما أطلقت النار على مواطنيْن يتفقدان مزرعتهما في رميش.وقرابة السادسة والنصف مساء نفذ العدوتفجيراً كبيراً في كفركلا. وتلاه تفجير في منطقة الحريفة في عيترون.

وللمرة الاولى منذ ابرام اتفاق وقف النار،زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي «اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها حزب الله من جنوب لبنان». وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات لحزب الله تم اطلاقها نحو الاراضي الاسرائيلية حيث لم يتم تفعيل انذارات وفق السياسة المتبعة. الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها.

وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون.

عودة الأهالي
واستمرت أمس، عودة أهالي الجنوب الى القرى الأمامية بالرغم من التهديدات الاسرائيلية، بمؤازرة الجيش وانتشاره في تلك القرى التي انسحب منها الاحتلال الاسرائيلي.

وبدأت جولة اعلامية من بلدة يارين والبستان، الزلوطية وأم التوت والضهيرة الحدودية الامامية، حيث عاث الاحتلال فيها دمارا وخرابا في أحيائها ودمرت منازلها و البنى التحتية والطرقات وشبكات الكهرباء والماء وبساتين الزيتون والأشجار المعمرة، وتغيرت معالمها حيث لا حياة فيها، إلا أن هناك أملا كبيرا عند الأهالي الذين كانوا يتفقدون منازلهم وأرزاقهم يفترشون ويجلسون في ساحات منازلهم، تأكيدا على التشبث بالارض وبالصمود».

الى ذلك، زوَّد حزب الله السلطات اللبنانية الرسمية بأسماء 7 أسرى، وهم: كامل يونس (الذي اسر في بلدة بليدا الحدودية)، وحسن جواد، يوسف عبد الله، ابراهيم الخليل، محمد جواد، حسين شريف (أسروا في عيتا الشعب) وعماد أمهز، الذي اختطفه كوماندوس اسرائيلي في مقر اقامته على شاطئ البترون (شمال لبنان).

البناء:

صحيفة البناءإنجاز التبادل الثالث في غزة ومحاولة إسرائيلية للعرقلة غيظاً من حضور المقاومة

القسام تزفّ قادتها الشهداء وفي مقدّمتهم محمد ضيف ومروان عيسى ورافع سلامة

جرعة تفاؤل حكوميّة بعد تدخل عون لمساعدة سلام لتفكيك العقد التقنية والسياسية

كتب المحرّر السياسيّ

بدا كيان الاحتلال، قيادة ومستوطنين، في حال انفصام شخصيّة يوم أمس، جمهوراً يحتفل بعودة الأسرى الذين تم إطلاقهم من غزة، ويشكك بصدق قادته الذين كذبوا عليه بالحديث عن نصر مطلق، وهو يرى بعينه في يوم مشهود لا يمكن خلاله اخفاء شيء أحسنت المقاومة استثماره لتظهير كل ما يلزم، فتعرّف المستوطنون على أجوبة على أسئلتهم الكبرى حول النصر والهزيمة ومبرّر استمرار الحرب لتوقيع اتفاق كان على الطاولة منذ تسعة شهور، وبالمقابل قيادات مهزومة باعت الرأي العام صورة نصر مستمدّة من القتل الإجرامي المتوحّش لسكان قطاع غزة وتدمير همجي لبيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم لتقول لهم إنها قامت بالقضاء على أغلب ما لدى المقاومة من قدرات، ولم يبق منها إلا جماعات مبعثرة هائمة على وجهها، وها هي تشهد مع جمهورها صورة واحدة تقول إن هذه المقاومة موجودة بالآلاف من المقاتلين المنظمين والمجهزين في كل مناطق قطاع غزة، وبكامل القدرة كأن الحرب لم تقع.

غيظ حكومة بنيامين نتنياهو من المشهد وتداعياته ومن تكراره مع كل عملية تبادل، ترجم محاولة لعرقلة التبادل عبر تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الـ 110، وهو ما لم يستمرّ إلا لساعة عادت بعدها حكومة نتنياهو إلى تحديد موعد جديد خرج معه إلى الحرية مقاومون منهم محكومون بالمؤبد عدة مرات.
مع إنجاز التبادل وإثبات المقاومة لقوة حضورها، أعلنت قيادة قوات القسام بلسان الناطق باسمها أبو عبيدة عن استشهاد عدد من كبار قادتها خلال الحرب أبرزهم رئيس أركانها محمد ضيف، وقال أبو عبيدة «نزف إلى أبناء شعبنا العظيم اغتيال قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وعدد من القادة: مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء خانيونس).

في لبنان بقي الملف الحكوميّ معلقاً على حبال الانتظار، وارتفع منسوب التفاؤل بعد لقاء جمع الرئيس المكلف نواف سلام برئيس الجمهورية العماد جوزف عون، من دون أن يخرج منه الدخان الأبيض إعلاناً لتشكيل الحكومة، لكن تسربت عنه معلومات عن مناقشة مفصلة للتعقيدات التقنية والسياسية التي تعيق ولادة الحكومة، أعقبها تفاهم على منهجية تفكيك هذه العقد ووعد من الرئيس عون بتقديم المساعدة مع الكتل النيابية لحلحلة العقد.

للمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف النار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي: «اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات لحزب الله تمّ إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يتم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة، الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرّك لإزالة كل تهديد على دولة «إسرائيل» ومواطنيها».
ولفت خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن إرسال الطائرة المسيّرة في هذا التوقيت يحمل رسالة أمنية من حزب الله لـ»إسرائيل» بأن الحزب على جهوزية ويملك الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها عدم التزام حكومة الاحتلال بالانسحاب بالمهلة الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في الثامن عشر من الشهر المقبل، وبالتالي المقاومة في لبنان مستمرّة بجمع المعلومات عن تحركات جيش الاحتلال لمواجهة أي مغامرة تحضّر لها «إسرائيل» خلال مهلة الـ 18 يوماً.

وفي تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع البقاء على الأراضي اللبنانية، لأسباب عدة، أولها أن الحكومة الإسرائيلية حدّدت الأول من آذار موعداً لإعادة المستوطنين الى شمال «إسرائيل»، إضافة الى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تعريض الاتفاق بين لبنان و»إسرائيل» الى الخطر، وبالتالي عودة التوتر العسكري الى المنطقة، ما يؤثر على قرار الرئيس ترامب بفرض التهدئة في الشرق الأوسط والمنطقة. ولفتت الجهات لـ»البناء» الى أن «لا شرعيّة للتمركز الإسرائيلي في لبنان بعد الثامن عشر من شباط المقبل، ولا أسباب موجبة لتمديد اتفاق الهدنة لمرة ثانية، وبالتالي هناك إجماع أوروبي وكذلك الأمر اقتناع أميركي بضرورة تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب من دون شروط، مقابل استكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتطبيق موجبات القرار 1701».

ميدانياً، نفذ جيش العدو عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. وأصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة إسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. وقام جيش الاحتلال بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، وسط تحركات مكثفة لجنود إسرائيليين، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، وأقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وأم التوت والضهيرة. وأطلق جيش العدو بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمة القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطلّ على البلدة. كما قام بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في مركبا. ويستمر جيش الاحتلال بعدوانه على ممتلكات وأرزاق المواطنين، حيث قام، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس. كما تعرّضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي إسرائيلي.

وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمان شهيد من الحي الشرقي وأشلاء شهيد من محلة الشريقي في الخيام. وقد تمّ نقل الجثمان والأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث يخضعان للفحوص الطبية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، لتحديد هوية الشهيدين.

وسط هذه الأجواء، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون.
حكومياً، علمت «البناء» أن مسار تأليف الحكومة تعثّر بعد ضغوط من حزب القوات اللبنانيّة وكتلة التغييريّين على الرئيس المكلف ومطالبته بتلبية مطالبهما على غرار ما فعله مع الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى تعقيدات توزيع الحصص على الأطراف المسيحية بعد رفض التيار الوطني الحر الحقائب التي عرضت عليه.
كما علمت «البناء» أن الموفد السعودي يزيد بن فرحان يزور لبنان اليوم للمساعدة في تذليل العقبات أمام التأليف، وسيشجع الرئيس المكلف على المضي بمسار التأليف وحل العقد. كما سيتواصل الموفد السعودي مع مختلف الأطراف للطلب منهم التعاون مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمته.

قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في تصريح: «نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة».

وأضاف: «كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين مَن كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي».

وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقوفه إلى جانب الجامعة اللبنانية وتصميمه على معالجة المشاكل التي تعاني منها لما فيه المصلحة العليا للتربية الجامعية في لبنان والمحافظة على دورها، مشدداً على «ضرورة إبعاد الجامعة اللبنانية عن المهاترات السياسية والطائفية والمذهبية». وحثّ الرئيس عون على ضرورة أن يحافظ هذا الصرح الجامعي على السمعة والتصنيف اللذين حققهما محلياً وعالمياً، معتبراً ذلك فخراً للبنان.

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رأس وفد من العمداء والمدراء والأساتذة والإداريين من الجامعة، هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية.

وأبلغ رئيس الجمهورية المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانيّة في لبنان، السيد عمران ريزا، خلال استقباله في قصر بعبدا، أن الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، لأن لبنان ملتزم بإجراء هذه الإصلاحات لتحقيق النهوض المرتجى. وأكد أن لبنان مستعد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تحقيقًا لهذه الغاية.

وأوضح السيد ريزا أن خبراء المنظمات، وفقًا لاختصاصاتهم، يمكنهم المساهمة مع المسؤولين وصنّاع القرار في لبنان لدعم هذه الجهود، بهدف تمكين لبنان من الاستفادة من التمويل المخصّص لذلك. وتطرّق إلى الأضرار التي لحقت بلبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، لافتًا إلى إمكانية الحصول على قرض سريع بقيمة 250 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تم تحديده بناءً على التقييم الذي أجرته الأمم المتحدة لحجم هذه الأضرار.

وترأس الرئيس عون اجتماعًا لمجلس الأوسمة، بحضور عميده السيد علي حمد، والأعضاء السادة: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، الأمين العام لمجلس النواب الدكتور عدنان ضاهر، العميد الركن المتقاعد ميشال بورزق، العميد المتقاعد علي مكة، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، وأمين سر مجلس الأوسمة السيد ريهاج الأسمر.

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق