نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 8-2-2025 - اخبارك الان, اليوم السبت 8 فبراير 2025 06:12 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 8-2-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
تأليف الحكومة: الامتحان الأبرز بعد الأوامر الأميركية
دخل تأليف الحكومة في لبنان الامتحان الأهم لمدى استعداد القوى السياسية للوقوف في وجه الأوامر الأميركية التي نقلتها أمس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس.
ورغمَ أن السياق الذي يسير فيه تشكيل الحكومة لم يبدُ متأثّراً، مع استمرار المداولات والمفاوضات حول الوزير الشيعي الخامس، تخوّفت مصادر بارزة من تداعيات كلام أورتاغوس على المشهد الحكومي ككل، إذ قد تتأثّر بعض القوى السياسية أو الأسماء التي قُرّر توزيرها بالموقف الأميركي، فإما تنسحب أو تتخذه ذريعة للتصعيد والضغط على رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام للتراجع عن إشراك حزب الله في الحكومة.
وفي انتظار ما سيترتّب على زيارة أورتاغوس، خصوصاً بعدَ لقائها اليوم بسلام والرئيس نبيه بري، تواصلت المفاوضات الحكومية طوال يوم أمس، وتسلّم بّري من سلام أسماء لاختيار الوزير الشيعي الخامس، من بينها اسم الوزير السابق ناصر السعيدي الذي وافق عليه بري. إلا أن السعيدي الذي أصرّ بداية على تسلم حقيبة الاقتصاد عادَ واعتذر، ونُقل عنه أنه «بعد تفكير جدّي وجد أن دخوله إلى الحكومة لن يفيده»، مشيراً إلى أن «عمله خارج لبنان في مجال الاستشارات المالية يؤمّن له مدخولاً سنوياً كبيراً، وبالتالي فإن حكومة لا يتجاوز عمرها أكثر من عام ونصف عام لن تفيده، خصوصاً أن وضع البلد ليس في صالحها».
والتقى سلام رئيس الجمهورية جوزيف عون بعدَ الجلبة التي أثارتها التصريحات الأميركية. وعلمت «الأخبار» أن بري انضم إلى اللقاء عبر الهاتف، وجرى البحث في العقد المتبقية، والاتفاق على إرسال أسماء جديدة إلى رئيس المجلس كي يختار منها. وقالت مصادر مطّلعة إن «سلام أرسل بعد الظهر إلى عين التينة 3 أسماء جديدة، من بينها الأكاديمي عدنان الأمين»، لكن برّي استمهل إلى اليوم، ورجّحت مصادر مطّلعة أن يعطي برّي جوابه قبلَ اجتماعه بأورتاغوس.
ودخلت فرنسا أمس على خط التشكيل، عقب تصريحات الموفدة الأميركية. فأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لباريس «ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثّل كل طوائف الشعب اللبناني». وقال متحدّث باسم الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول تصريحات أورتاغوس إن «باريس تأمل أن يجد رئيس الوزراء المكلّف وسيلة لحل المأزق».
من جهته، أعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي «أننا لا نقبل بأن نكون في حكومة أولاد ست أو أولاد جارية»، و«إمّا أن تُطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». واعتبر باسيل أنّ «رئيس الحكومة المُكلّف أعطى بعض الأفرقاء ما يريدون من حصص وزارية وكان ذلك واضحاً، وأخذ القرار بالتسمية عن السنّة والمسيحيين»، مؤكداً «أنّنا لا نقبل بأن يسمي أحد عنا ممثّلينا وبأن نأخذ أقل من حجمنا، وهذا حق الناس الذين نمثّلهم».
واشنطن تصرّح: حاصروا حزب الله وأقصوه
تبدو واشنطن هذه الأيام كمن يستعجل فرض معادلات جديدة في لبنان، إذ تسعى إلى إخراج حزب الله من المشهد كلياً، مُستغلّة لحظة عسكرية تعمل على تثميرها سياسياً، بدليل الرسالة المباشرة والصريحة التي حملتها نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس إلى بيروت. وكانَ واضحاً أن الأخيرة أرادت التركيز في رسالتها العلنية على «تطمين» أدوات الولايات المتحدة في لبنان بانخراط إدارتها في عملية التصفية السياسية للمقاومة، حتى لا يخاف أحد، وأطلقت تهديدات مبطّنة للمعنيين بأن هناك تدقيقاً أميركياً في خيارات الحكومة التي حدّدت واشنطن إطاراً واضحاً لها.
وعبّرت أورتاغوس بالأصالة عن إدارتها، وبالنيابة عن إسرائيل وحلفاء أميركا من العرب، عن حقيقة المشروع، وتحدّثت بوقاحة لا حدود لها، من على منبر بعبدا، وكأنها تتسيّد الحضور من رأسه إلى أصغر موظف فيه، شاكرة من قلب مقرّ رئاسة الجمهورية «إسرائيل لأنها هزمت حزب الله، ونحن ممتنّون لها». ثم أصدرت أمراً بـ«عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال»، مشيرة إلى «أننا نأمل انتهاء نفوذه في لبنان، وقد انتهى عهد ترهيب الحزب في لبنان والعالم».
لم تشر المندوبة الأميركية إلى «انسحاب» جيش العدو بعد 18 شباط وتحدثت عن «إعادة انتشار»
ويُمكن القول إن المبعوثة الأميركية أتت لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع الحكومة، ولتقول فيه الكلمة الفصل من دون أي قفازات، بعدما تولّت القوى المحلية العاملة لحساب الإدارة الأميركية الضغط في هذا الاتجاه، من خلال محاصرة رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام ومنعه من التفاوض مع الثنائي حزب الله وحركة أمل لمنعهما من المشاركة. وحاولت أورتاغوس رسم معالم المرحلة المقبلة التي يُقبِل عليها لبنان ويحكمها قرار بوضع البلاد تحت الإدارة الأميركية المباشرة وفق عنوانيْن: الأول وضع أجندة تنفيذية للقرار 1701 بكل مندرجاته على كامل الأراضي اللبنانية، ومنع تمثيل حزب الله في الحكومة.
أورتاغوس التي زارت لبنان على وقع غارة إسرائيلية على البيسارية في الزهراني، وبعد يومٍ عنيف من الغارات الإسرائيلية على لبنان، أشارت إلى أنّ أميركا ملتزمة بـ«انسحاب إسرائيل من لبنان في 18 من الجاري». وأضافت: «نريد أن نعيد لبنان إلى موقع الأمل في الشرق الأوسط والولايات المتحدة»، علماً أنها، بحسب مصادر مطّلعة، «لم تقدّم أي ضمانة للبنان بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب بعدَ انتهاء مهلة الهدنة التي مُددت حتى تاريخ 18 الشهر الجاري»، ولم تشر إلى «انسحاب» جيش العدو، بل تحدثت عن «إعادة انتشار»!
وقد أحرجَ كلام المبعوثة الأميركية القصر الجمهوري الذي أعلن مكتب الإعلام فيه أن «بعض» ما صدر عنها «يُعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به».
وفيما يُفترض أن تلتقي أورتاغوس اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلّف، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، نقلَ زوار برّي عنه موقفاً حاداً، قائلاً: «ما حدا بيقلنا كيف منشكّل حكومة، نحنا منشكلها بين بعض»، بينما تردّدت معلومات عن نيّة برّي إبلاغها بموقف حاسم في هذا الشأن خلال الاجتماع معها.
وعلمت «الأخبار» أن «سلام تلقّى قبل وصول أورتاغوس اتصالين، منها ومن رئيسها ستيف ويتكوف، أبلغاه فيه أن الإدارة الأميركية ترفض إشراك حزب الله في الحكومة ولو بأسماء تكنوقراط». وكشفت المصادر أن «كلام المبعوثة الأميركية ولّد مشكلة جديدة في ما يتعلّق بالتشكيلة الحكومية، حيث أبلغ ثلاثة أشخاص ممن سماهم سلام لتوزيرهم تراجعهم عن القبول بالمهمة، وعبّروا عن تردّدهم، خوفاً من التداعيات التي ستطاولهم في حال كان حزب الله جزءاً من الحكومة، بينما لا يزال سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون يحاولان إقناعهم بالتراجع عن القرار».
خطة أورتاغوس: وجود أميركي – دولي على الحدود
بعد تهنئتها العدو على «القضاء على حزب الله عسكرياً»، انتقلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوسa ظهر أمس إلى الحدود الجنوبية في جولة استطلاعية على المنطقة التي دمّرتها قوات العدو الإسرائيلي. في محطات جولتها، اكتفت أورتاغوس بالمراقبة والرصد، قبل الدخول في نقاش حول كيفية التعامل مع موعد 18 شباط لإنجاز مهلة وقف إطلاق النار.
وصلت أورتاغوس إلى مقر قوات اليونيفل في رأس الناقورة في طوافة عسكرية، ترافقها السفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال غاسبر جيفرز.
وانتقلت مباشرة، في موكب ضخم إلى مقر قيادة اللواء الخامس في الجيش في بلدة البياضة حيث كان في انتظارها عدد من ضباط الجيش، استمعت منهم إلى شرح حول الانتشار في البلدات المحررة، وحضرت عرضاً لعمل فوج الهندسة في مسح المنطقة من الذخائر ومخلّفات الاحتلال الإسرائيلي. بعدها توجّهت الى قلعة شمع ومقام النبي شمعون الصفا في البلدة، قبل أن تتوجه إلى مثلث طيرحرفا – الجبين حيث توقفت عند حاجز للجيش اللبناني. وبعد جولة دامت حوالي ساعتين، انتقل الوفد الأميركي إلى رأس الناقورة من دون مرافقة الوفد العسكري اللبناني الذي غادر باتجاه صور قبل مغادرة الضيوف.
وعلمت «الأخبار» أن ضباط الجيش تلقّوا طلباً أميركياً بإزالة اللافتات التي تصف الولايات المتحدة بـ«أم الإرهاب وشريكة إسرائيل في العدوان» من على طول الطريق الذي سلكته أورتاغوس من مفرق البياضة نحو مثلث طيرحرفا.
وفي متابعة لنتائج الزيارة، قالت مصادر مطّلعة إن الجانب الأميركي يدرس تقديم اقتراح بانتشار قوات دولية معزّزة بقيادة أميركية في المواقع التي تقول إسرائيل إنها تريد الاحتفاظ بها بعد 18 شباط، ولا سيما اللبونة وجبل بلاط في القطاع الغربي، سيما أن أورتاغوس كانت أعلنت صباحاً أن يوم 18 شباط سيشهد «إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي، وانتشاراً للجيش اللبناني مكانه» من دون حسم شمولية الانسحاب أو جزئيته، علماً أن رئيس الجمهورية جوزف عون شدّد لدى استقباله أورتاغوس على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال في 18 شباط وإطلاق الأسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات.
قبيل وصول أورتاغوس إلى مثلث طيرحرفا، قتل العدو الإسرائيلي عباس حيدر وطفلتيه وصديقه قاسم إبراهيم بانفجار عبوة ناسفة أثناء تفقّده منزله بعد انتشار الجيش اللبناني، فيما أصيبت ابنته الثالثة بجروح بليغة. وسبق الزيارة ورافقها استمرار اعتداءات جيش الاحتلال الذي أغارت طائراته أمس على منطقة مفتوحة في تبنا في أطراف البيسارية. وكان أغار ليل الخميس على وادي مجرى نهر الزهراني بين عزة ورومين في إقليم التفاح وعلى مرتفعات جنتا في البقاع الشمالي.
القوى «السيادية» تجاهلت تصريح أورتاغوس!
التزمت غالبية الكتل السياسية الصمت حيال توجيه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، من على منبر القصر الجمهوري، عبارات الشكر لإسرائيل على «هزيمة حزب الله»، وتدخّلها في من يجب أن يتمثّل في الحكومة.
شكر أورتاغوس لإسرائيل على شنّها عدواناً قُتل فيه أكثر من سبعة آلاف لبناني لم يحرّك القوى «السيادية» كحزب القوات اللبنانية وبعض النواب «التغييريين». فوفق مسطرة هؤلاء، يحق للولايات المتحدة ما لا يحق لسواها من التجاوزات. وإلى جانب بعض بيانات الاستنكار من قوى حليفة للمقاومة، فإنّ قلّة خرقت الصمت، وأجابت على اتصالات «الأخبار»، فيما خرج معظم «السياديين» و«المستقلين» عن السمع، فأقفلوا هواتفهم، أو امتنعوا عن الرد. فيما حرص كثر، رغم إدانة كلام أورتاغوس، على وزن كلامهم بميزان ذهب.
النائب ملحم خلف استهجن تصريح أورتاغوس «المستنكر كونه يمسّ بالكرامة الوطنية»، مستغرباً أن يصدر عن «ممثّلة دولة عضو في لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701». فيما اعتبر النائب ياسين ياسين أنّ تصريح أورتاغوس «لا يمثّلنا، والعدو الصهيوني أكّد عداءه للإنسانية وليس لفلسطين ولبنان فقط»، مضيفاً: «ما أوصلنا إلى هذه الكارثة هو فساد المنظومة السياسية التي رهنت لبنان للخارج ودمّرت مؤسساته.
كفاكم عبثاً واتركوا هذا الشعب يقرر مصيره». وفيما «تبنّى» النائب ميشال الدويهي بيان رئاسة الجمهورية التي اعتبرت أنها «غير معنية ببعض» ما صدر عن الزائرة الأميركية، اعتبرت نجاة صليبا أن «الاحتلال الإسرائيلي لم يجلب لنا إلا الموت والدمار، ولا يمكن أن نشكره على معاناتنا»، داعية الرئيس المكلّف إلى «التمسك بالمعايير التي وضعها لنفسه في عملية التأليف، من دون الحاجة إلى إرضاء أي طرف كان». وشدّد النائب فراس حمدان على أنّ «السيادة الوطنية فوق كل اعتبار والتمسك بها حق وواجب غير خاضعيْن للمساومة أو التجزئة. أي مسّ بها مرفوض حتى لو أتى من دولة عظمى».
واعتبر أنّ «الاسترسال في كيل المديح للعدو الإسرائيلي من على أرفع منابرنا، مع السكوت عن جرائمه الأخيرة تدميراً وقتلاً وتهجيراً بحق بلدنا وشعبنا، هو تصرف وقح ومدان»، مؤكداً أنّ «تشكيل الحكومة هو اختصاص الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وإذا كنا نرحّب بدعم الدول الصديقة لجهودنا الوطنية في إعادة بناء المؤسسات، فلا نقبل أن تقوم جهة خارجية بالتدخل في أحقية طرف لبناني في التمثّل في الحكومة من عدمها، حتى لو كنا على خصومة سياسية معه داخلياً. أما موقفنا كلبنانيين، لجهة التمسّك بحصرية السلاح فهو ثابت».
لكنه أضاف: «أما المضحك المبكي فمواقف بعض القوى السياسية التي عبّرت عن استنكارها لتصريحات أورتاغوس فيما كانت بالأمس القريب توقّع اتفاقيات سلفها عاموس هوكشتين».
وفيما لم يصدر أي بيان عن حزب الكتائب، قالت مصادر كتائبية لـ«الأخبار» إنّ الحزب «ضد استخدام منبر الرئاسة للانتقاص من قيمة أيّ طرف لبناني»، ورأت أنّ «بيان رئاسة الجمهورية التوضيحي أراح اللبنانيين بشكل أنّه يحق للجميع التعبير إنّما السيادة يعبّر عنها ويجسّدها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف».
من جهتها، اعتبرت مصادر في «التيار الوطني الحرّ» أن «ما سمعناه ليس مفاجئاً، إذ إن احترام سيادة الدول مبدأ للتعليم النظري لا للتطبيق. وليس جديداً أن التدخّل في الشؤون الداخلية للدول هو نهج الأقوياء في التعامل مع الضعفاء. وحدها الشعوب القوية بوحدتها قادرة على الأقّل أن ترفع صوتها».
اللواء:
حركة رئاسية متسارعة لإصدار المراسيم.. وبعبدا غير معنية بتصريحات أورتاغوس
لقاء حامٍ بين برّي والموفدة الأميركية اليوم.. وعون يتصل بالشرع لتطويق الاشتباكات الحدودية
في وقت يتعلق فيه اللبنانيون بحبال الهواء، كما يُقال، للخروج من عقدة انتظار «دوامة تأليف حكومة جديدة برئاسة نواف سلام»، والآمال المعلَّقة على مثل هكذا حكومة تتمكن من مواكبة وممارسة الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء احتلاله لأجزاء من أراضي القرى الأمامية الجنوبية، ووقف عدوانه المستمر على لبنان واتفاق وقف النار، فضلا عن تحديات كبرى تواجه البلد عند الحدود الشرقية الشمالية وفي الداخل، فضلا عن ازمات اعادة الاعمار والاصلاح، في هذا الوقت، كادت تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من قصر بعبدا، ان تتسبب بأزمة سياسية داخلية، لا تضغط فقط على تأليف الحكومة بل ايضا على الوضع السياسي اللبناني، وتعمق مأزقه وتداعياته، لولا الاستدراك العاجل من قصر بعبدا، حيث، اكدت الرئاسة الأولى، بأنها غير معنية مما صدر عن اورتاغوس من بعبدا، وهو تعبير عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به.
والأبرز في تدارك الوضع، والإسراع بالخروج من «دوامة» الأخذ والردّ حول الحكومة، زيارة الرئيس المكلف نواف سلام الى بعبدا للتداول في الاسماء المرشحة لملء مركز «الشيعي الخامس» في ضوء استبعاد لمياء مبيض، وعدم حماسة وزيرالاقتصاد السابق ناصر السعيدي للدخول الى الوزارة بالحقيبة المعروضة عليه (البيئة).
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن عدم حل عقدة تمثيل الوزير الخامس من الحصة الشيعية في التشكيلة الحكومية لا يعني أن الأفق مقفل أو أن الأمور وصلت إلى حائط مسدود، وأشارت إلى أن اللقاء بين الرئيس عون والرئيس سلام اندرج في إطار التشاور، ولم يكن مقررا أن يشهد ولادة الحكومة إذ أن الرئيس المكلف وضع الرئيس عون في أجواء التواصل الذي تم بينه وبين الرئيس بري بعد جو متشنج أول من أمس.
ولفتت الى ان سلام وبري توافقا على اسم الوزير السابق ناصر السعيدي ليكون الوزير الخامس إلا ان الأخير اعتذر عن تولي أية حقيبة وزارية، ما أعاد البحث إلى العقدة الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك فإن لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تناول عدة اسماء بديلة في حين كانت خطوط التواصل مع رئيس مجلس النواب خلال اللقاء مفتوحة لكن للبحث تتمة. وفُهم أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أعادا التأكيد على ضرورة التنسيق واستكمال التشاور في الساعات المقبلة من أجل قيام الحكومة.
وعُلم أن الرئيس سلام كان ميالا إلى اختيار شخصيات أمثال الوزير السابق السعيدي.
وبعيدا عن الحكومة، كانت اجواء زيارة المسؤولة الأميركية مورغان اورتاغوس حاضرة في اجتماع الرئيسين عون وسلام. وعلمت اللواء أن ما ذكرته اورتاغوس في تصريحها من القصر الجمهوري كان مغايرا لجو مباحثاتها مع رئيس الجمهورية.
وقالت إن خطوة مكتب الاعلام بالاشارة إلى أن ما صدر عنها يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية به موفقة. وكانت اورتاغوس قد أكدت رفض تمثل حزب الله في الحكومة.
وعُلم أن رئيس الجمهورية تمسك بموقف لبنان الثابت بشأن تطبيق القرار ١٧٠١ قائلا ان الاستقرار الدائم في الجنوب رهنٌ بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي، مبديا ثقته الكاملة بانتشار الجيش.
وما كانت اشارت اليه «اللواء» من معارضة أميركية قوية لتوزير حزب الله وصل أميركياً برسالة شديدة اللهجة برفض توزير من يمثل حزب الله عبر كلام اورتاغوس ومن القصر الجمهوري، ما أثار مخاوف من تأخير اضافي في تشكيل الحكومة بسبب الضغط الاميركي الاستفزازي، وردود فعل عنيفة ابرزها من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وعدد من نواب الحزب ومن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان وعدد من الاحزاب والقوى السياسية. ما دفع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الى إصدار بيان اوضح فيه: أن بعض ما صدر عن أورتاغوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
وستلتقي اورتاغوس اليوم الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام، وافادت معلومات ان بري سيرد امامها على اي موقف اميركي بما يناسب وسيشرح لها تفاصيل الانتهاكات لإتفاق وقف اطلاق النار، وأن مهمة الاميركي فقط هي إلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الانتهاكات والانسحاب من القرى التي يحتلها.
في هذه الاثناء تواصلت الاتصالات لإنجاز التشكيلة الحكومية وحل موضوع الوزير الشيعي الخامس، فزار رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام رئيس الجمهورية جوزف عون، وسط معلومات عن اجواء ايجابية وعن توافقٍ على أن يكون الوزير الشيعي الخامس ناصر السعيدي اذا وافق هو شخصياً. وأن الرئيس برّي جاهز لأيّ اتصال من القصر الجمهوري في حال تمّ حلّ مختلف العقد.
وسبق ذلك، حسب المعلومات اتصال بين بري وسلام حول اسماء الوزير الشيعي الخامس، وان بري لم يمانع اي اسم على ان لا يكون مستفزا للثنائي الشيعي.
لكن انتهى لقاء الرئيسين عون وسلام من دون تسمية السعيدي الذي إعتذر عن المشاركة في الحكومة وكان يحبّذ حصوله على حقيبة غير «التنمية الإدارية» والبحث جارٍ بين الرئيسين عون وسلام عن إسم جديد.
وبقي برّي على تواصل مع عون وسلام، وعبره مع «حزب الله» وطُرحت مجموعة أسماء غير السعيدي لكن لم يتم التوافق عليها.
وبالنسبة للتمثيل السني، لم يطرأ اي جديد بعد انقطاع التواصل بين سلام والكتل السنيّة، وافيد ان بعض الكتل والنواب المستقلين قرروا عدم منح الثقة للحكومة ما لم يتم التشامعهم، فيما لم تتخذ كتل سنية اخرى اي موقف بعد بإنتظار تشكيل الحكومة ومعرفة التوزيع السني فيها. وافادت مصادر كتلة الاعتدال ان التواصل مستمر بينها وبين الرئيس المكلف وبخاصة عبر النائب احمد الخير.
قنبلة اورتاغوس
وكانت اورتاغوس قد زارت الرئيس عون وقالت بعد اللقاء للصحافيين: كما تعلمون، هناك العديد من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، ولدي العديد من الأصدقاء اللبنانيين الذين يعيشون هناك. كما قلت للرئيس عون، لم أشهد يوماً هذا القدر من الحماس في الولايات المتحدة ومن الجالية اللبنانية حول العالم بشأن مستقبل هذا البلد. وأعتقد أن ذلك يعود، إلى حد كبير، إلى هزيمة حزب الله على يد إسرائيل، ونحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله. ولكن الشكر لكم، إلى الشعب اللبناني، وإلى الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، وإلى جميع أفراد هذه الحكومة الملتزمين بإنهاء الفساد، وبإجراء الإصلاحات، والتأكد من أن حزب الله ليس جزءًا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزوماً عسكرياً.
اضافت: وهذا يبدأ، بطبيعة الحال، بالضغط الذي يفرضه الرئيس ترامب الآن على الجمهورية الإسلامية في إيران لمنعها من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة. وسنعمل أيضًا على التأكد من أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي، ولن تتمكن من نشر الفوضى وإلحاق الأذى بهذا البلد وفي العديد من الدول الأخرى في المنطقة، وهو ما سُمح لها بفعله لعقود. لكن هذا الأمر ينتهي مع الرئيس ترامب.
تابعت: أعتقد أنه من المهم جدًا أن يعلم الشعب اللبناني أنني ملتزمة تجاه هذا البلد، وأن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالصداقة والشراكة التي تربطها بهذه الحكومة الجديدة. لدينا أمل كبير، وهذا الأمل ينبع من معرفتنا بأن هناك رجالًا ونساءً يتمتعون بالنزاهة والشفافية في هذه الحكومة، وسيضمنون البدء في إنهاء الفساد، وإنهاء نفوذ حزب الله، والشروع في تنفيذ الإصلاحات لبناء بلد أفضل، للبنان الذي يستحقه شعبه كله.
سئلت: أنت تخشين أن يسيطر حزب الله على الحكومة. ماذا لو أصرّ الحزب على أن يكون جزءا منها؟ ما هو موقفك؟
اجابت: أنا بالتأكيد لا أخشى حزب الله، ولست خائفة، لأنهم هزموا عسكريًا. لقد وضعنا خطوطا حمرَ واضحة في الولايات المتحدة، ولن يسمح لهم بترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك أن يكونوا جزءا من الحكومة. لقد بدأ عصر نهاية إرهاب حزب الله في لبنان وحول العالم، وانتهى هذا الأمر.
وهل سيبقى الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان او تمديد بقائه رسميا؟
اجابت: نحن ملتزمون بتاريخ 18 شباط . كان هذا جزءًا من المفاوضات التي أجريتها مع شريكي إريك تريغر في مجلس الأمن القومي، ومع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية. وسيكون 18 شباط هو موعد إعادة الانتشار عندما تُنهي قوات الجيش الإسرائيلي انسحابها، وبالطبع ستأتي القوات المسلحة اللبنانية لتعيد انتشارها. نحن ملتزمون بشدة بهذا التاريخ.
وابلغ رئيس الجمهورية اورتاغوس أن الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة وتطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته، بما في ذلك بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه في ٢٧ تشرين الثاني الماضي». وأشار إلى أن الاعتداءات الاسرائيلية يجب أن تتوقف وكذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وجرف وإحراق الأراضي الزراعية، وأن اطلاق الاسرى اللبنانيين جزءٌ لا يتجزأ من الاتفاق» .
واكد الرئيس عون ان» الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الاسرائيلية التي يجب ان تنجز هذا الانسحاب ضمن المهلة المحددة في ١٨ شباط الجاري»، مشددا على ان «التعاون مع القوات الدولية مستمر وبناء للقرار ١٧٠١ لتثبيت الاستقرار من جهة واعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة من الاحتلال والتي تحتاج إلى خطة شاملة لاعادة إعمارها، وتوفير الحد الادنى من اسباب العيش للأهالي العائدين بعدما ألحق العدوان الاسرائيلي اضرارا جسيمة في المزروعات والممتلكات» .
وتناول الحديث الوضع الحكومي، فأكد الرئيس عون ان «المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها على ان تتوافر فيها ما يمكِّنها من ان تكون حكومة منسجمة وقادرة على تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من آمال وتطلعات وردت في خطاب القسم» وتناول ايضاً التطورات في دول المنطقة ولاسيما في سوريا.
وكانت اورتاغوس نقلت في مستهل اللقاء تهاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة إنتخابه وتمنياته له بالتوفيق في قيادة البلاد في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه لبنان . وشددت على» التزام الولايات المتحدة الأميركية بتوطيد العلاقات الوثيقة مع لبنان، مثنية على أهمية الصداقة والشراكة القائمة بين الشعبين الأميركي واللبناني»
وبعد ردود الفعل العنيفة والواسعة على موقف ارتاغوس، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان اوضح فيه: أن بعض ما صدر عن أورتاغوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
فرنسا: ليحل سلام المأزق
اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا لديها ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل طوائف الشعب اللبناني.
وردا على سؤال حول الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة بشأن مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، قال المتحدث: إن فرنسا تأمل أن يجد رئيس الوزراء اللبناني وسيلة لحل المأزق.
وفي السياق، اشارت المعلومات الى تدخل فرنسي مباشر لتسهيل تشكيل الحكومة عبر اتصال الرئيس إيمانويل ماكرون بالرئيس نبيه بري وبالرئيس نواف سلام، كماجرى تواصل اميركي – فرنسي – سعودي على مستويات عالية حول حل موضوع قريباً.
وعلى الأرض، تحرك مناصرو حزب الله على طريق المطار منددين بتصريحات اورتاغوس، وسمع ليلا اطلاق رصاص بالضاحية الجنوبية في اطار تجمعات احتجاجية على التصريحات.
في المواقف، شدد النائب جبران باسيل على رفض التيار لان يكون في حكومة «أولاد الست وأولاد الجارية» قائلاً: اذا غيرنا بيقبل، نحن لا نقبل، ولا متعلقين بالسلطة، وأسهل شيء علينا نروح للمعارضة».
والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا وموافقة «القوات» أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة».
وأردف: «الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الإنتصار لنفسه عبر إلغاء غيره وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون، وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها».
ولفت إلى أنّ «جعجع يغطي خسارة كل المسيحيين لأنه يريد إلغاء خصم من خصومه وهذا يتكرر اليوم».
ودع النائب السابق وليد جنبلاط الى الاحتكام الى حكم الرئيس صائب سلام الشهيرة: لا غالب ولا مغلوب، في ادارة الوضع الداخلي المعقد، ومعالجة الاستحقاقات الوطنية وضمنها تشكيل الحكومة.
ضبط الوضع عند الحدود الشمالية
شرقاً وشمالاً، كان المشهد موضع متابعة، فقد اتصل الرئيس عون بالرئيس السوري احمد الشرع، وهنأه فيه بتسلّم مسؤولياته الرئاسية، وتناول الرئيسان خلال الاتصال الاشتباكات الجارية على الحدود اللبنانية – السورية، واتفقا على التنسيق لضبط الوضع، ومنع استهداف المدنيين.
وكانت الحدود اللبنانية السورية عند معبر جوسية ليل الخميس، تبادلًا للمختطفين بين كل من هيئة تحرير الشام وعدد من العشائر الناتجة عن إشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في منطقة حاويك السورية الحدودية، كما شهدت الحدود، صباح أمس، توترات أمنية تمثلت بقصف مدفعي من قبل هيئة تحرير الشام من جهة بلدة القصير السورية.
وطال القصف، بلدة جرماش السورية التي يقطنها لبنانيون، فيما إنفجرت طائرة مفخخة أطلقتها هيئة تحرير الشام فوق مرتفعات محيط بلدة جرماش السورية.
ووصلت النيران الى الأراضي اللبنانية، بعد سقوط صاروخين في محيط بلدة الكويخ شمال قضاء الهرمل أطلقا من ريف القصير السورية.
وأسفر التوتر على الحدود اللبنانية السورية والقصف المدفعي عن سقوط قتيلين و10 جرحى معظمهم من عشيرة آل جعفر.
كذلك، سقطت عدة صواريخ في أحراج منطقة أكروم العكارية، أثارت الرعب في نفوس سكان المنطقة، إلا أنها لم تسفر عن سقوط أي إصابات.
وقد بدأ الجيش اللبناني بإرسال تعزيزات إلى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.
وسقط 3 جرحى لبنانيين في بلدات القصر وكلات الماء والكواخ، بعد توسع الاشتباكات بين العشائر اللبنانية وهيئة تحرير الشام في جرماش.
الاعتداءات الاسرائيلية تتجاوز الحدود
في الاعتداءات اليومية المتمادية على الجنوب، استهدف عبوة من مخلفات الماضي مسؤولاً في حزب الله، هو الشهيد عباس حيدر من طيرحرفا، الذي سقط مع ابنتيه في منزله، الذي كان مفخخاً من قِبل العدو الاسرائيلي.
وشن الطيران الحربي المعادي، غارة استهدفت بلدة تبنا في البيسارية، كما اقدم على تفجير منازل على مرحلتين في بلدة كفركلا.
استدعاءات المرفأ
قضائياً، وبعد توقف دام أكثر من 3 سنوات، بدأ أمس المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار جلسة التحقيق الأولى. واستجوب المدعى عليهما ربيع سرور، رئيس قسم الصيانة في المرفأ، وسليم شبلي من شركة شبلي.ولم يحضر الجلسة أحمد قمارية بداعي المرض، وقدّم مروان الكعكة دفوعًا شكلية، وأُرجئت الجلسة إلى 21 من هذا الشهر للبت في الدفوع.وكما كان مقرّراً، يفترض أن يواصل جلسات الإستماع الى المدعى عليهم حتى نهاية الشهر الحالي، في إطار المرحلة الاولى من الاستدعاءات.
البناء:
مبعوثة ترامب تسبّب له الجرصة في بعبدا… وعون: كلامها يلزمها ولا يلزمنا
الطلق الصناعيّ «السعيديّ» لم ينفع لولادة الحكومة بانتظار العملية القيصرية
عودة الاشتباكات الحدودية بين «الهيئة» والعشائر… وغارات إسرائيلية شمال الليطاني
كتب المحرّر السياسيّ
استقطب الكلام الاستفزازي الذي أطلقته مورغان ارتوغاس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلفة بالإشراف على لجنة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بالتساؤل عن جدّية ما قالته عن الانسحاب الإسرائيلي في موعد 18 شباط، بعدما تصرّفت كأنها مستوطنة إسرائيلية تغرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وليست مبعوثة رئيس دولة عظمى معنية بمراعاة أدبيات السلوك الدبلوماسي لراعي اتفاق وقف النار بين أطراف في حالة عداء يفترض أنّها وسيط نزيه بينهم، فجاهرت بشكر عدو لبنان من المنبر اللبنانيّ لأنه قتل آلاف اللبنانيين ودمّر آلاف الوحدات السكنية متسبباً بتهجير عشرات آلاف اللبنانيين، مسقطة أي فرصة للثقة بدورها كحَكَم مفترض في آليات تطبيق وقف إطلاق النار، و»كمل النقل بالزعرور» كما يقول المثل اللبناني عندما تحدّثت عن الحكومة اللبنانية فحدّدت مَن يجب ومَن لا يجب أن يكون فيها، متجاهلة أنها تتحدّث من منبر رئيس دولة صديقة لبلدها ورئيس يعتبر صديقاً لأميركا فأساءت إليه وإلى مهابته، وقللت أدباً واحتراماً في التعامل معه، ما استدعى تبرؤ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من كلامها بعد موجة غضب شعبيّ وسياسيّ أعقبت تصريحات مورغان و»جرصتها» بحق إدارتها ورئيسها دونالد ترامب الذي سبق وأبدى شكوكاً بكفاءتها، فأصدرت بعبدا توضيحاً تقول فيه إن كلام مورغان يعبّر عنها ولا يعني رئاسة الجمهورية ولا يمثلها، بينما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفضه لكل ما صدر عن مورغان ونيّته الردّ عليها أن كرّرت مثله خلال زيارتها له اليوم.
في الشأن الحكوميّ استمرّ عمل الهواة عبر تعميم معلومات عن حلّ يقضي بتسمية الوزير السابق ناصر السعيدي، ليظهر لاحقاً أن السعيدي لم يوافق على توزيره، فسقطت فرصة الولادة بطلق اصطناعيّ للحكومة، لأن الحقنة منتهية الصلاحيّة، بانتظار الولادة القيصريّة التي تحتاج أناة ومراجعة وإدراكاً للحاجة إلى أساليب احترافية في مقاربة الملف الحكومي، وإبعاد الهواة والاستعراضيّين الحاقدين الذين يورّطون الرئيس المكلف نواف سلام بمواقف وتصريحات واستشارات تسبّب له الاصطدام بالجدران.
في الشمال الشرقيّ عادت الاشتباكات بين العشائر ومسلّحي هيئة تحرير الشام، وقالت أنباء مساء أمس، إن العشائر اللبنانيّة استعادت بلدة جرماش الحدوديّة وأخرجت عناصر «هيئة تحرير الشام» منها. وفي وقت سابق، أجرى رئيس الجمهوريّة جوزاف عون اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوريّ للمرحلة الانتقاليّة أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية.
وفيما أجهض رئيس مجلس النواب نبيه بري مخطط كسر الثنائي حركة أمل وحزب الله في المعادلة الحكوميّة عبر السطو على الوزير الشيعي الخامس في الحكومة، وبعد ساعات على العدوان الإسرائيلي الجوي على البقاع والجنوب والهجمات المفاجئة لعناصر مسلّحة من الجانب السوري على قرى حدودية يسكنها مواطنون لبنانيون وسوريون، تكشفت النيات والخطط الأميركية من خلال التصريحات الاستفزازية والمهينة للسيادة والدولة اللبنانية ولمشاعر اللبنانيين، لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس التي نوّهت بالعدو الإسرائيلي بهزيمته حزب الله، كما زعمت، ومبشّرة بحكومة بلا تمثيل لحزب الله.
وفيما أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، أنّ «بعض ما صدر عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها وأنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنيّة به»، لفتت أوساط سياسيّة لـ»البناء» الى أن موقف المندوبة الأميركية انتهاك للسيادة اللبنانية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية، لكن موقفها يكشف مشروع تخريب لبنان من خلال فرض إملاءات وشروط سياسية وأمنية وعسكرية لا يستطيع تنفيذها». وحذرت الأوساط من «تداعيات مشروع استكمال السيطرة على لبنان عبر أدوات متعددة للضغط على الدولة والمقاومة لا سيما عن طريق تأليف «حكومة انتداب» تقصي تكتلات نيابية عدة وعلى رأسها الثنائي والتيار الوطني الحر والطاشناق وتيار المردة وكتلة الاعتدال الوطني والنائب فيصل كرامي، بما يخالف الميثاق والدستور واتفاق الطائف وكل القواعد الديمقراطية والأعراف، وبالتالي الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية»، وشددت الأوساط أن «هذه السياسات الهدامة ستئِد الحكومة قبل ولادتها وتشكل نكسة كبيرة للعهد وتدخل البلاد في مأزق وأزمة طويلة لن يخرج منها بسنوات».
واستهلّت أورتاغوس جولتها من بعبدا بلقاء رئيس الجمهورية وقالت بعد اللقاء: «نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل، وهذا مهم لأنّ حزب الله انهزم من قبل «إسرائيل» وأنّ هزيمة الحزب تمّت عسكريًّا»، وفق زعمها، مضيفة: «انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم، حزب الله لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية». وتابعت: «سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النوويّ ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة».
بدوره، قال الرئيس عون لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط «إن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده، بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي. كما يُعدّ إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزءًا لا يتجزأ من هذا الاتفاق وأشار إلى أنه يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين، وتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها».
وأوضح عون أن «الجيش اللبنانيّ جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن يُنجز الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة في 18 شباط وأن التعاون مع القوات الدوليّة يستمرّ بشكلٍ بنّاء لتنفيذ القرار 1701، بهدف تثبيت الاستقرار من جهة، وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحرّرة، التي تحتاج إلى خطة شاملة وضمان الحد الأدنى من مقوّمات العيش».
وقامت أورتاغوس على رأس وفد إلى قيادة اللواء الخامس في البياضة برفقة عدد من ضباط الجيش اللبناني بجولة استطلاعيّة على الحدود الجنوبية.
وأحدث تصريح نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا، موجة إدانات واستنكارات كبيرة من جهات رسمية وشعبية مختلفة، نظرًا لما حمل في طيّاته من حقد وكراهيّة لا تمسّ حزب الله فقط بل الشعب اللبناني الذي تعرّض لأبشع الجرائم على يد «إسرائيل» التي هنأتها أورتاغوس من على منبر قصر الرئاسة الأولى في لبنان على شنّها حربًا مدمّرة على اللبنانيين.
وأتت الإدانات تأكيدًا على الرفض الكامل لهذه التصريحات المخالفة للإرادة الشعبيّة والوطنيّة، داعيةً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف بوجه هذا الاعتداء الصارخ. ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «هذه التصريحات تدخل سافر بالسيادة اللبنانيّة وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية»، واصفًا إياه بالزاخر بالحقد وانعدام المسؤولية، موضحًا أنه «تطاول على مكون وطني هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية».
بدوره، كتب وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم، عبر حسابه على منصة «إكس»: «أيتها الوقحة الصهيونية راعية قتل الأطفال والبشر والحجر. حزب الله له أكبر تمثيل ديمقراطي في تاريخ لبنان، وهو منتصر أبدًا، وشرف لأحرار العالم، وقد أذلّ عصابتك القاتلة في الخيام وأحرق رفاقك في شمع وعيتا وفي عديسة سحق نخبتهم. ولبنان عصيّ عليك وعلى مَن فوقك ومن تحتك من غلمان أنذال خائبين».
بدوره، اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أن «أورتاغوس جاءت لتنسف الدعم العربي والدولي، وتزرع فتنة داخلية عبر التدخل في شؤون داخلية، ولتؤكد الانحياز الفاضح للعدو الصهيوني وتغطية احتلاله وعدوانه، باستخدام مصطلحات تناقض اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701».
كما رأى الحزب في بيان لعميد الإعلام معن حمية، أن «ما صدر عن أورتاغوس لا يمكن تصنيفه إلا في خانة التدخل السافر في الشأن الداخلي اللبناني، ومسًّا بالسيادة اللبنانية، وسط صمت مطبق يصل حدّ التواطؤ على خرق السيادة من قبل أدعياء الدفاع عنها»، مؤكدًا أنّ «تشكيل الحكومة اللبنانيّة هو شأن داخليّ يعني المؤسسات الدستورية في لبنان ووفق القواعد التي ترعى هذا الاستحقاق»، مشددًا على أن «المقاومة هي حق طبيعيّ كفلته كلّ الشرائع والقوانين المحلية والدولية، وهي ردّ فعل على جريمة العدوّ باجتياح أرضنا واحتلال أجزاء منها. وهذا خيار ثابت راسخ حتّى التحرير وزوال الاحتلال».
وإذ شجب الحزب، تصريحات المسؤولة الأميركية، حمّل «الإدارة الأميركية مسؤولية توضيح ما صدر عنها، خصوصًا حول المصطلحات الخطيرة حيال اتفاق وقف النار الذي تترأس لجنته الولايات المتحدة، وحول رفض مشاركة مكوّن لبناني في الحكومة»، وختم: «إن ما عبّرت عنه المسؤولة الأميركية، صلافة غير مسبوقة، خصوصًا أنها شكرت العدوّ الصهيوني على حربه التدميرية وإجرامه بحق لبنان واللبنانيين».
بدوره، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إدانته لتصريح أورتاغوس قائلًا: «للمبعوثة الأميركية السيدة مورغان أورتاغوس أقول: لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوّناته الوطنية، وحزب الله لم يُهزم ولن يُهزم ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الخلاص من حزب الله».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق حول القضايا المتصلة بالعدوان الصهيوني على لبنان، وآثاره والمسؤولية عنه وقدرة المقاومة على منع الاحتلال وإعادة الإعمار، أن 71% من اللبنانيين يحمّلون العدو «الإسرائيلي» مسؤولية الحرب.
وبحسب البيانات، عبّر 96% من اللبنانيين الذي شملهم الاستطلاع (عيّنة كبيرة من اللبنانيين على مستوى المذاهب) عن ثقتهم بأنه سيُعاد إعمار ما هدمه العدوان، بينما رأى 74% أن المقاومة ستتعافى وهي ركن في الاستراتيجيّة الدفاعيّة. وتبيّن أن أغلب المستطلَعين يرون أن العدوان «الإسرائيلي» على لبنان كان مخططًا له مسبقًا من قبل العدو.
أمنياً في الجنوب، استشهد مواطن وبناته الثلاث بانفجار صاروخ من مخلفات جيش العدو في منزلهم في طير حرفا. وشنّ طيران العدو الحربيّ غارة استهدفت بلدة تبنا في البيسارية. كما نفّذ أعمال تفجير على مرحلتين في بلدة كفركلا.
وعلى الضفة الحدودية الأخرى، تعرّضت بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية من جهة الهرمل، لقصف مدفعي من قبل عناصر هيئة تحرير الشام. وسقط صاروخ ثانٍ في مرتفعات محيطة ببلدة الكواخ شمال قضاء الهرمل أطلقته «هيئة تحرير الشام» من ريف القصير.
وبعد اشتباكات مسلّحة سادت قرية «حاويك» طوال يوم أمس الأول، تخلّلها أسر مواطنين لبنانيين، أفادت معلومات صحافية أن قوات الإدارة السورية الجديدة تعمل على ترسيخ نفوذها في قرى حوض العاصي اللبنانية داخل الأراضي السورية، ودفعت بقوات المدرعات والأسلحة الثقيلة إلى قرى «الفاضلية»، «بلوزة»، «جرماش» و»حاويك»، بعد أن شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة مع أهالي قرية «حاويك» اللبنانيّين من عشيرتَي زعيتر وجعفر.
من جهته أرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى منطقة قلّد السبع في جرود الهرمل.
وأفيد أمس، عن مقتل 10 عناصر من «هيئة تحرير الشام» وعن أسر ثلاثة عناصر آخرين جراء الاشتباكات مع العشائر اللبنانيّة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة الشماليّة. وأدّت الاشتباكات إلى انسحاب مسلحي الإدارة السورية الجديدة من بلدة العقربية ومن بلدة جرماش التي كانوا قد دخلوها أمس الأول، وفق المعلومات.
وأفاد مصدر عسكريّ من العشائر البقاعية عن اغتنام آليات وعتاد حربيّ ثقيل من بينهما عربات مصفحة وعربات دفع رباعي مزوّدة برشاشات دوشكا بعد هروب المسلحين من قرى العقربية وجرماش على الحدود الشرقيّة.
وفي سياق ذلك، أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهوريّة.
على صعيد آخر، دان حزب الله الدعوة المارقة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقاضية بتهجير أهل قطاع غزّة إلى خارج فلسطين، مؤكدًا أنها ليست إلا تعبيرًا جليًا وترجمة للفكر العنصري الإلغائي الفاشي، الذي يهدّد الإنسانية جمعاء في صميم قيمها وعلى رأسها حق الشعوب في أوطانها وأراضيها.
وشدّد حزب الله على أنّ ما لم يأخذه العدوّ بالحرب لن يأخذه في السلم وتحت شعارات خبيثة حمقاء تريد أن تستغبي شعوب العالم بادعاء حرصها على أن ينعم أهل غزّة بحياة أفضل خارجها، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى اتّخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي، وإلا فإنّ ما ينتظر بلدانهم في حال نجاح هذه الخطوة هو مصير أسود لن يبقي ولن يذر.
حكومياً، لم تنجح الوساطات في تذليل العقد الحكومية لا سيما عقدة الوزير الشيعي الخامس الذي يُصرّ الرئيس المكلف نواف سلام على تسميته، في حين لم يتم التوافق بين سلام والرئيس نبيه برّي والرئيس عون على اسم بديل حتى مساء أمس.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ الرئيس جوزاف عون التقى في قصر بعبدا رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وعرض معه نتائج آخر الاتصالات والمشاورات التي يجريها من أجل تأليف الحكومة. وتمّ خلال اللقاء، التوافق على استمرار الاتصالات من أجل الإسراع في عملية التأليف.
وكان قد غادر سلام القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح.
وأفيد أن الوزير السابق ناصر السعيديّ لم يقبل توزيره في الحكومة العتيدة.
وكان الرئيس عون أكد أن «المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها، على أن تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وفق ما ورد في خطاب القسم».
وأعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل انتقاله إلى صفوف المعارضة لوجود قرار بإقصاء التيار عن الحكومة، وشنّ هجوماً لاذعاً على القوات اللبنانية. وقال باسيل خلال مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن نكون في حكومة «ولاد ست وولاد جارية» ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب إلى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». وتابع: «لا نقبل بأن يسمّي أحد عنا ممثلينا وبأن نأخذ أقلّ من حجمنا وهذا حق الناس الذين نمثلهم». ولفت إلى أنّ سبب عدم ولادة الحكومة يعود إلى المعايير غير الواضحة في التشكيل. وتابع: «الرئيس المكلّف يفرض أسماء الوزراء على المسيحيين والسنّة، والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا. وموافقة «القوات» أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة».
وأضاف: «الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الانتصار لنفسه عبر إلغاء غيره. وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون. وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين». وأضافت «نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق».
المصدر: صحف
0 تعليق