البراري يكتب: ست ملاحظات على لقاء الملك مع ترامب.. الملك يرفض التهجير ويؤكد على الموقف العربي المشترك #عاجل - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

كتب الاستاذ الدكتور حسن البراري -

في لقاء منتظر جمع الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أظهر الملك عبدالله ثباتا منقطع النظير وهو يستمع لترهات ترامب المرتبطة بأفكاره لتهجير الفلسطينيين، لم يبدر عن الملك طوال مدة اللقاء القصيرة ما يشي تصريحا ام تلميحا  او حتى بلغة الجسد بانه متصالح او متجاوب مع هذه التخرصات التي عجت بها تصريحات الرئيس الامريكي المنفلت من عقاله . 

أي قراءة منصفة لما قاله الملك وأي فهم لسياق الحدث برمته , وبعيدا عن أخطاء الترجمة الفورية يظهر ما يلي: 

أولا، أكد الملك أن الأردن ملتزم بسيادته الوطنية وأنه يعمل في إطار رؤية عربية موحدة، بعيدًا عن أي إملاءات خارجية. وعليه قال كلمته بأنه سيدافع عن مصالح الأردنيين، ونحن جميعا نعرف موقف الاردن الرسمي والشعبي من هذه المسألة بالتحديد  . لقد وضع الملك النقاط على الحروف أثناء المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، عندما أوضح أن هناك خطة عربية مصرية يتم إعدادها لتكون الرد العربي الحاسم على مقترحات إدارة ترامب المتعلقة بالقضية الفلسطينية. 

ثانيا، يجب الحكم على موقف الملك بناء على ما قاله وليس على ما قاله ترامب. فبالتالي، لا يمكن فهم تفسير البعض لكلام الملك إلا في سياق تشويه الموقف. فالملك لم يدخل في سجال مع ترامب ، وهذا يعكس وعيا متقدما وتحليلا وفهما لمقومات عامل الشخصية للرئيس الامريكي ،  لكنه بنفس الوقت اكد  أن هناك خطة عربية أعدتها مصر سيتم مناقشة الطريقة الأفضل لتنفيذها لتكون في صالح الجميع،وهذا يعني بالضرورة معارضته لتصورات ترامب ، علما بان  الخطة المصرية تقوم على أساسين هما: رفض التهجير وإعادة الاعمار مع بقاء الفلسطينيين في غزة.

ثالثا، اتسم الملك بهدوء وقدرة على امتصاص اندفاعة ترامب في وقت لم يقدم فيه تنازلا واحدا  أو استجابة واحدة لطلبات ترامب المتعلقة بتخصيص قطعة من الأردن لاستقبال ما يعتقد ترامب بأن ابناء غزة سيقبلون به .

رابعا، تراجع ترامب عن تهديداته بقطع المساعدات وقال بالحرف الواحد أنه لا يهدد الأردن وكال للملك مديحا خاصًا، وما كان ترامب ليتراجع عن التهديد لولا صلابة الموقف الأردن ورفضه أفكار ترامب. والحق أن أحدًا لا يعرف ما دار في الاجتماع بين الزعيمين، وفي مثل هذه الاجتماعات يمكن للملك أن يواجه ترامب لكن في مؤتمر صحفي أراد الملك أن يكون دبلوماسيا بعد أن ضمن توضيح ما يريد.

خامسا، أشادت الصحف الغربية وعلى رأسها نيويورك تايمز  والجارديان بموقف الملك الرافض لخطط التهجير، وما على القارئ سوى ان يبحث عن عناوين هذه الصحف التي تفيد برفض الملك لمقترح ترامب.وهنا نسأل :كيف فهم الاعلام الغربي  موقف الملك في حين انبرت بعض وسائل الاعلام العربية لتقديم روايات مغايرة ومضللة وتفيد بعكس ما قيل وجرى التأكيد عليه ؟!!!!

سادسا، وفيما يتعلق بقبول الأردن استقبال ألفي طفل فلسطيني مصابين بالسرطان لتلقي العلاج، أوضح الملك أن هذا الإجراء يندرج ضمن واجب إنساني يُعبر عن التزام الأردن بتقاليده العريقة في نصرة المحتاجين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيره على أنه شكل من أشكال التهجير. هذه المبادرة الإنسانية لم تسبق الأردن فيها أي دولة، وهي تعكس روح التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته.

وأخيرًا، أحدثت الترجمة الفورية التي أخطأت في جملة واحدة غلطا كبيرا وكانت سببا في وجود فهم خاطئ لموقف الملك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق