شهر على عدوان الاحتلال على جنين.. عشرات الشهداء وآلاف المهجرين وصمود للمقاومة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شهر على عدوان الاحتلال على جنين.. عشرات الشهداء وآلاف المهجرين وصمود للمقاومة - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 06:11 مساءً

يُكمل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على مدينة جنين ومخيمها شهره الأول، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 27 مواطنًا وعشرات الإصابات، ونزوح آلاف المواطنين، وسط تدمير غير مسبوق وهدم وحرق للمنازل.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، يتكشف يوما بعد يوم حجم الدمار الهائل في منازل وممتلكات ومحال المواطنين في أحياء وشوارع المدينة والمخيم، فيما يواصل الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات وصهاريج الوقود إلى مداخل ومحيط المخيم.

استقدم جيش الاحتلال يوم أمس خزانات مياه كبيرة، إضافة إلى غرف صغيرة لجنود الاحتلال، وتواصل جرّافات الاحتلال أعمال التدمير والهدم وفتح شوارع في عدة أحياء من مخيم جنين، كما يستمر تحليق الطائرات المسيرة على ارتفاعات منخفضة في سماء المدينة والمخيم.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء طفلين وشابين من مدينة جنين. وقالت مصادر محلية إن الاحتلال اعتقل طفلين في محيط دوار يحيى عياش، فيما اعتقل شابين في وقت سابق من مدينة جنين.

بدوره، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار في تصريح أمس إن الاحتلال اعتمد نمط التدمير العشوائي في مخيم جنين ومحيطه ولم يُبقِ على أي أساسات للبنية التحتية، وأحرق وهدم المنازل من أجل جعل المخيم غير قابل للحياة.

وأضاف أنه بعد قرابة شهر من العدوان المستمر، أصبح مخيم جنين في أغلبه خاليًا من السكان، حيث يحاول الاحتلال خلق بيئة جديدة لأهالي المخيم للعيش بعيدًا عنه، وبالتالي عدم العودة إلى منازلهم.

وبحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فإن الاحتلال ترك قرابة 3 آلاف عائلة في مخيم جنين من دون مأوى، بعد تدمير منازلهم وممتلكاتهم، إضافة إلى حرق جنود الاحتلال لعدد من المنازل.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل مخيم جنين بالكامل بالسواتر الترابية، فيما أطلق جنود الاحتلال المتمركزون على مدخل المخيم الرصاص الحي تجاه المواطنين، كما أطلقوا قنابل ضوئية في منطقة جبل أبو ظهير والمخيم الجديد.

وفي حي الجابريات في المدينة، القريب من المخيم، حلقت الطائرات المسيرة المزودة بمكبرات الصوت مطالبة السكان بإخلاء منازلهم، مهددة بإطلاق الرصاص في حال لم يتم الإخلاء.

في السياق ذاته، داهمت قوات الاحتلال منازل ثلاثة عائلات في قرية الطيبة غرب جنين، وأجبرتهم على إخلائها، وحولتها إلى ثكنات عسكرية. كما أصيب طفل يبلغ من العمر 16 عامًا بقنبلة غاز في يده بعد اقتحام الاحتلال لبلدة ميثلون جنوب جنين، واعتقال الشاب محمود الدنوف منها، كما أصيب شاب آخر خلال الاقتحام بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب.

وحتى الآن، خلف العدوان غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين 27 شهيدًا في محافظة جنين، إضافة إلى عشرات الإصابات.

فصائل المقاومة في الضفة.. بناء يتصاعد بحاضنةٍ شعبية

تُحقق فصائل المقاومة في الضفة الغربية رقمًا صعبًا وقياسيًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها منذ عدة أشهر، وتتصاعد حدتها في إيلام الاحتلال كلما زاد الحصار الإسرائيلي على مدن وبلدات الضفة، وذلك بشكل إعجازي لا يقل دهشة عن الصمود الأسطوري للمقاومة في قطاع غزة طوال فترة الحرب، بالرغم من العدوان غير المسبوق على الضفة -لا سيما مدن الشمال- بدعم مفتوح من الإدارة الأمريكية الجديدة التي تقدم كل أنواع الدعم للاحتلال من أجل الوصول إلى ضم الضفة وتهجير أهلها.

نفذ مقاومون عمليات تفجير لعبوات ناسفة استهدفت آليات جيش الاحتلال في مناطق عدة بمحافظة جنين، منها بلدة اليامون وبلدة السيلة الحارثية وبلدة عرابة، تزامنًا مع اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في مخيم جنين، فيما اندلعت مواجهات مشابهة في كفر اللبد وبلعا وعنبتا ومخيم نور شمس بمحافظة طولكرم. وامتدت المواجهات إلى بلدة العيساوية بمدينة القدس المحتلة، ومنطقة دير جرير وبيتونيا والبيرة بمحافظة رام الله، وتخلل جميع هذه المواجهات إلقاء حجارة.

وتصدى الفلسطينيون لاعتداءات المستوطنين في منطقة الفاو بمحافظة أريحا، فيما خاض مقاومون اشتباكات مسلحة وفجروا عبوة ناسفة استهدفت آليات الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس. واندلعت مواجهات في أكثر من منطقة بنابلس، وتركزت في البلدة القديمة ومنطقة الصيرفي وبيت أمرين وتل وصرة. كما شهدت محافظة الخليل أيضًا مواجهات عدة مع قوات الاحتلال، منها مواجهات بمخيم العروب ومخيم الفوار ومدينة يطا، وتخلل جميع هذه المواجهات إلقاء حجارة.

وخلال عام ونصف من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والذي بدأ عقب تنفيذ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هجومها التاريخي على قوات الاحتلال ومستوطناته في غلاف غزة، انتفضت الضفة الغربية بفصائلها نحو تجميع الصفوف لإشغال العدو الإسرائيلي من خلال تنفيذ هجمات ضده، ما أدى إلى شن الاحتلال عدوانًا متصاعدًا في عدة عمليات، كان من أشدها عملية “السور الحديدي” في أغسطس/آب 2024، والتي تركزت على مدن شمال الضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال المئات من المقاومين.

ومنذ شهر، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الأكثر دموية على الضفة الغربية، منذ بدء الحرب، لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس، شمل تدمير معظم البنية التحتية من مستشفيات وقطاعات خدمية ومرافق عامة، وكذلك مئات المنشآت والمنازل (كُليًا أو جزئيًا) وتهجير عشرات الآلاف وقتل أكثر من 60 مواطنًا، وإصابة واعتقال مئات آخرين.

لكن فصائل المقاومة، مع كثافة العدوان وشدة الضربات بحق مجاهديها، تثبت أنها عصية على الانكسار، وأن القتل والمطاردة والحصار لا يزيدونها إلا صلابة وإبداعًا في ابتكار الوسائل التي تؤلم الاحتلال وتُلحق بجيشه -المأزوم- الأذى والضربات التي تُكمل ما بدأه مقاومو غزة من إسقاط هيبته وإفشال مخططاته. فكيف استطاعت هذه الفصائل الوصول إلى تلك الدرجة من الصمود والتحدي والقدرة على مواجهة عدوٍ يستمد قوته من أعتى قوى العالم سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا؟ ومم تستمد قدرتها على خوض هذا المعترك؟

تُعد فصائل المقاومة امتدادًا لسياقات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية؛ حيث ظهرت في نهايات الانتفاضة الأولى عام 1987، تشكيلات مقاومة مثل “الجيش الشعبي” و”الفهد الأسود” و”صقور فتح”، جميعها كانت تتبع حركة التحرير الوطنية الفلسطينية (فتح). ومع اندلاع ما يُعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية (28 سبتمبر/أيلول 2000)، عقب دخول السياسي الإسرائيلي أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، انضوت كل التشكيلات تحت اسم “كتائب شهداء الأقصى” كجناح عسكري موحد لحركة فتح.

ومع تأسيس الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987، طورت الحركة أول جهاز عسكري لها، بعد أن كانت عبارة عن مجموعة من الخلايا السرية، وأطلقت عليه اسم “المجاهدون الفلسطينيون”، وبحلول عام 1991، غيرت الحركة الاسم إلى “كتائب عزالدين القسام”، نسبة إلى الشيخ المجاهد عز الدين القسام (سوري الأصل)، الذي يُعد أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرن الماضي.

ونشأت كذلك في عام 1987 “كتائب النسر الأحمر”، والتي كانت تعد أحد الأجنحة العسكرية التابعة لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”.

وبرز اسم “سرايا القدس” في قطاع غزة ثم الضفة الغربية، كجناح عسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تأسست في عام 1982 تحت اسم “كتائب سيف الإسلام”، ومع مطلع التسعينيات، غيّرت قيادة “الجهاد الإسلامي” حينها بقيادة محمود عرفات الخواجا، اسم الجناح العسكري إلى “القوى الإسلامية المجاهدة” التي عُرفت اختصارًا باسم (قسم)، وصولًا إلى اسمها الحالي في مطلع التسعينيات.

المصدر: مواقع

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق