نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحفي يمني يشن هجوماً لاذعاً على ”لصوص الغاز” ويكشف خفايا أزمة مفتعلة تعصف بعدن وأربع محافظات أخرى - اخبارك الان, اليوم الخميس 20 فبراير 2025 12:04 صباحاً
في منشور مطول عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، شن الصحفي اليمني فتحي بن لزرق هجوماً حاداً على ما وصفهم بـ"لصوص الغاز"، متهماً نافذين وتجاراً بالوقوف وراء أزمة غاز مفتعلة تضرب محافظة عدن وأربع محافظات مجاورة لها منذ أكثر من شهرين. المنشور الذي رصده محرر موقع "كريتر سكاي" دون أي إضافة أو تعديل، كشف عن خفايا مؤلمة وتفاصيل صادمة حول كيفية استغلال الفساد لاحتياجات الناس الأساسية لتحقيق مكاسب شخصية.
أزمة الغاز: عندما يصبح الشعب ضحية لمصالح خاصة
بدأ بن لزرق منشوره بعبارة تحمل الكثير من الألم والسخرية: "هذه ليست تفاصيل فيلم هندي ولا واحد من أفلام المخابرات الأمريكية، هذه وقائع أزمة غاز مفتعلة تعصف بعدن و4 محافظات مجاورة لها منذ أكثر من شهرين". وأشار إلى أن الأزمة تصاعدت بشكل مزعج جدًا في الأيام الأخيرة، مما دفعه للحديث عنها بكثير من التفصيل والغضب.
البداية: من 16 ألف ريال إلى 7 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة
أوضح الصحفي أن أسعار أسطوانات الغاز المنزلي في عدن كانت تبلغ قبل سنوات طويلة حوالي 16 ألف ريال للأسطوانة الواحدة.
ومع تغير الظروف الاقتصادية وتوقف الغاز القادم من مأرب، انخفض السعر إلى أقل من 5 آلاف ريال، واستقر مؤخرًا بين 6 و7 آلاف ريال. هذا الاستقرار كان يُعتبر مصدر راحة للمواطنين وأصحاب الباصات والتجار على حد سواء.
لكن الأمور لم تستمر طويلاً. إذ قرر عدد من "أساطين الفساد"، كما وصفهم بن لزرق، اتباع استراتيجية شيطانية لا يمكن حتى للشيطان نفسه التفكير بها.
الخطة الشيطانية: محطات الخزن المركزية والقطاعات المفتعلة
كشف بن لزرق أن مجموعة من التجار والنافذين قاموا خلال العام الماضي بإنشاء محطات خزن مركزية ضخمة في محيط محافظتي لحج وعدن. ومن هنا بدأت الكارثة. وفقاً للصحفي، تم تنفيذ خطتين متوازيتين لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب المواطنين:
- الخطة (أ): يتم تعبئة محطات الخزن المركزية المملوكة للتجار عن آخرها.
- الخطة (ب): يتم افتعال "قطاع ممول" على مشارف محافظات مثل مأرب أو شبوة أو أبين، حيث يتم احتجاز الوارد من الغاز لمدة لا تقل عن 10 أيام.
نتيجة لذلك، تندلع أزمة غاز ضخمة تضرب المحافظات المستهدفة، بما في ذلك أبين، شبوة، عدن، لحج، الضالع، وتعز. وهنا يأتي دور محطات الخزن المركزية التي تمتلكها تلك الجهات النافذة، حيث يتم بيع الغاز للمواطنين بفارق سعر يصل إلى 5 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة.
مكاسب خيالية على حساب معاناة الناس
وصف بن لزرق ما يحدث بأنه عملية نهب منظمة، قائلاً: "تخيل حجم المكاسب التي يحققها عيال 'القبحة' هؤلاء!" . وبعد انتهاء الكميات المخزنة لدى التجار، يتم رفع القطاع المفتعل فجأة، لتصل بعض الكميات إلى السوق، بينما يتم تخزين الجزء الأكبر مرة أخرى لاستمرار الدورة.
الأغرب من ذلك، بحسب الصحفي، هو أن هذه القطاعات المفتعلة تختفي فجأة دون أي تدخل رسمي، وكأن أصحابها يتبخرون في الهواء!
دور شركة الغاز الحكومية: غياب كامل
تساءل بن لزرق بمرارة: "أين دور شركة الغاز الحكومية بعدن مما يحدث؟" . وأشار إلى أنه في الماضي، عندما كانت هناك دولة حقيقية، كانت شركة الغاز تمتلك مخزوناً احتياطياً يكفي لمدة 6 أشهر على الأقل. بل إن الشركة كانت تمتلك 125 ألف أسطوانة كمخزون احتياطي أثناء حرب 2015، منها 55 ألف أسطوانة في حوشها بالميناء، و70 ألف أسطوانة في حوشها باللحوم.
أما اليوم، فلا تقدم شركة الغاز أي خدمات تذكر، ولا تمارس أي دور فعلي في حل الأزمات المتكررة. وعلّق الصحفي بسخرية: "زمان يا حبيبي.. زمان!" .
رسالة غاضبة: الرحيل عن البلاد خيار سليم
اختتم بن لزرق منشوره برسالة غاضبة ومليئة بالإحباط، قال فيها: "حد بالله، وفي هذه الأوضاع، يتكسب على جثامين الناس؟ يا أخي، يا بن الحرام، قد كسبت، كسبت والحمد لله، فلماذا لا تزال مصرًا على امتصاص دماء الناس؟" . وأكد أن هذه البلاد لم تعد صالحة للعيش، وأن الرحيل عنها أصبح خياراً سليماً لكل من يستطيع ذلك.
ختاماً: قصة تعكس الواقع المرير
منشور الصحفي فتحي بن لزرق ليس مجرد انتقاد لظاهرة فساد، بل هو صرخة مدوية تعكس الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون في ظل غياب الدولة وتفشي الفساد.
الأزمة ليست فقط في الغاز، بل في كل شيء يتعلق بحياة الناس اليومية. وبينما يستمر التجار والنافذون في استغلال احتياجات الناس لتحقيق ثروات طائلة، يبدو أن الحلول بعيدة المنال، ما لم يتم اتخاذ خطوات جدية لإعادة بناء الدولة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
0 تعليق