أعلنت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ حكم القتل قصاصًا بحق الجاني ثواب بن ناصر بن فراج السبيعي ، بعد إدانته بقتل المواطن عبدالله بن مرسل بن عبدالله الدوسري بإطلاق النار عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى وفاته.

القضية، التي استمرت لسنوات في أروقة القضاء السعودي، أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية والقانونية داخل المملكة، حيث جسدت التفاعل بين مبادئ العدالة الشرعية والتعقيدات الإنسانية.

تفاصيل القضية

• الجاني : ثواب بن ناصر بن فراج السبيعي – سعودي الجنسية.
• الضحية : عبدالله بن مرسل بن عبدالله الدوسري – سعودي الجنسية.
• مكان الجريمة : محافظة رنية، السعودية.
• طريقة القتل : إطلاق نار مباشر.
• سبب القضية : خلاف شخصي تصاعد إلى حد استخدام السلاح الناري، ما أسفر عن وفاة المجني عليه.

وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية السعودية، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الجاني فور ارتكاب الجريمة، وخضع لتحقيقات مكثفة أكدت تورطه في القتل العمد.

وبعد إحالة القضية إلى المحكمة المختصة، صدر حكم بالقتل قصاصًا بعد استيفاء جميع درجات التقاضي، بما في ذلك تأييد الحكم من قبل المحكمة العليا .

وأصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا بإنفاذ القصاص، ليتم تنفيذ الحكم يوم الخميس 21 شعبان 1446 هـ الموافق 20 فبراير 2025 في منطقة مكة المكرمة.

ردود الفعل المجتمعية

تفاعل الرأي العام السعودي مع القضية بشكل كبير، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لتطبيق القصاص.

• عائلة المجني عليه : أكدت أن الحكم جاء تنفيذًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن القصاص هو حق مشروع لأولياء الدم وفقًا للشرع الإسلامي. وأشارت العائلة إلى أن الجريمة كانت متعمدة، وأنها لم تتلقَ أي طلب عفو مقنع من أسرة الجاني.

• أسرة الجاني : حاولت بشتى الطرق الحصول على العفو من أولياء الدم، معتبرة أن الحادث لم يكن مقصودًا وأنه وقع نتيجة خلاف عارض. إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، ولم يتمكنوا من إقناع ذوي الضحية بالتنازل.

نداء شهد السبيعي

قبل تنفيذ الحكم، أطلقت شهد السبيعي ، ابنة الجاني، نداءً عبر مواقع التواصل الاجتماعي طالبت فيه أولياء الدم بالعفو عن والدها. وأكدت شهد أن والدها لم يكن ينوي قتل المجني عليه، وأن الحادث كان نتيجة موقف غير مخطط له.

وقالت في مناشدتها: "والدي ليس مجرمًا، بل إنسان أخطأ وينبغي أن يُمنح فرصة جديدة".

رغم التعاطف الكبير الذي لاقته رسالتها، إلا أن أولياء الدم رفضوا التنازل، معتبرين أن العدالة تتحقق فقط بتنفيذ القصاص.

القصاص في الشريعة الإسلامية

وزارة الداخلية السعودية أكدت أن القصاص يمثل أحد الأركان الأساسية لتحقيق العدالة في المجتمع، وهو جزء لا يتجزأ من النظام القضائي في المملكة المستند إلى الشريعة الإسلامية.

واستندت الوزارة إلى آيات قرآنية كريمة توضح أهمية القصاص في تحقيق الأمن والاستقرار، ومنها قوله تعالى:

• "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى" (سورة البقرة: 178).
• "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (سورة البقرة: 179).

وأشارت الوزارة إلى أن القصاص يهدف إلى ردع الجناة عن ارتكاب الجرائم، ويحمي المجتمع من الفوضى والاعتداءات على حقوق الآخرين.

الجانب الإنساني والاجتماعي

رغم أن القصاص يُعد حقًا شرعيًا لأولياء الدم، إلا أن القضية أثارت نقاشًا واسعًا حول الجانب الإنساني للجريمة.

البعض رأى أن العفو يمكن أن يكون خيارًا أفضل لتحقيق المصالحة بين الأطراف، بينما أكد آخرون أن تطبيق القصاص ضروري لتحقيق العدالة وإظهار ردع قانوني واضح.

قضية ثواب السبيعي وعبدالله الدوسري تجسد التفاعل المعقد بين القانون والإنسانية في المجتمع السعودي. وبينما أصر أولياء الدم على تنفيذ القصاص، فإن المناشدات الإنسانية مثل نداء شهد السبيعي أظهرت الجانب العاطفي المؤثر في مثل هذه القضايا.

وفي النهاية، تم تنفيذ الحكم كما هو مقرر، لتؤكد المملكة التزامها بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية كركيزة أساسية لتحقيق العدل والأمان في المجتمع.