“شيء ما” سيُدفن مع سماحة السيد حسن نصرالله؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“شيء ما” سيُدفن مع سماحة السيد حسن نصرالله؟ - اخبارك الان, اليوم السبت 22 فبراير 2025 07:39 مساءً

حنين الموسوي

طوال عمره المبارك وحتى الشهادة، رافقت فلسطين نضاله فكانت قبلة جهاده وفي مثواه الأخير، سيتوسد الجسد الطاهر تراب الوطن وتراب فلسطين،إنها قارورة سترافق سماحة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، في رحلته الأبدية.

تحتوي هذه القارورة على تراب فلسطين وتراب المسجد الأقصى، حيث يحتضنها تربة لبنان ممزوجة مع تربة الأقصى وتربة فلسطين.

لم يتمكن سماحة السيد من معانقة تراب فلسطين، فاختار تراب فلسطين أن يعانقه،هذه القارورة جاءت من أحد المقدسيين، إذ أرسلتها إحدى العائلات المقدسية إلى حزب الله، وذلك من باب التقدير، لأن السيد حسن نصر الله كان دائمًا ثابتًا وراسخًا في دعمه للقضية الفلسطينية، لفلسطين، وللمقاومة الفلسطينية.

لم تكن هذه القارورة مجرد حفنة من الرمال، بل كانت كأنها شاهدًا صامتًا على العهد الذي لم ينكسر، ورسالةً نابضة بالحياة من القدس إلى رجل جعل تحريرها شغله الشاغل، كانت أشبه بدمعة الأرض التي تبكي فراق من حمل همَّها على كتفيه، وسار بها نحو دروب المجد حتى اللحظة الأخيرة.

السيد نصر الله، الذي لطالما وعد بأنه سيصلي في المسجد الأقصى، ارتحل قبل أن يطأ بقدميه تلك الأرض المباركة، ولكن القدر خطَّ له دربًا آخر. فبدلاً من أن يصل إليها، جاءت هي إليه، كأنها تستجيب لوعدٍ غير منطوق، وبيعة لم تنقضِ.

إغراءات زائلة.. وثباتٌ كالجبل

لم تكن فلسطين في قاموسه قضيةً عابرة أو شعارًا يُرفع في المحافل، بل كانت زاده في معاركه، ونبضًا في خطابه، ووصيةً في قلبه. وحينما انهالت عليه العروض كالموج المتلاطم، محاولةً أن تُغرق مركب مبدئه، ظل صامدًا كجبلٍ يأبى الانحناء، كالنخلة التي لا تُؤتى من جذورها، رافضًا كل المغريات التي سعت أن تشتري صمته بثمنٍ بخس من المال والمناصب.

اليوم، وقد غاب الصوت، وبقي الصدى، ترقد تربة القدس إلى جانب جثمانه، وكأنها تحتضنه للمرة الأولى والأخيرة، لتكون شاهدًا على أن الرجال العظماء لا يموتون، بل تتحول أجسادهم إلى قناديل تضيء دروب الأحرار. القدس، التي انتظرته حيًا، جاءت إليه شهيدًا، وكأنها تهمس له: “ها قد اجتمعنا يا ابن المقاومة، فأنت مني وأنا منك.”

العرفان بالجميل

إن هذا التعبير يعكس محبة أهل القدس المحتلة للسيد وعرفانهم بالجميل وتقديرهم لكل ما قامت به المقاومة وحزب الله من أجل فلسطين. كما يؤكد أيضًا عمق ارتباط سماحة الأمين العام بفلسطين،وقد قوبل حزب الله بعروض مغرية للغاية من أجل أن يتوقف عن دعم قضية فلسطين، وعن إسناد الفلسطينيين ومساعدتهم. وقد قُدمت له إغراءات سياسية كبرى داخل البلد، وعروض لمواقع لا يحلم بها أحد، لكنه رفض ذلك.

كما قُدمت له إغراءات مالية واقتصادية وإنمائية لمناطق الجنوب وأماكن أخرى، لكنه رفض. وكان دائمًا يؤكد في العديد من خطبه أن قضية فلسطين هي قضيتنا المركزية الأولى، كما كانت قضية العرب والمسلمين الأولى، وقضية الإنسانية الأولى، وهي القضية الأخلاقية الأولى، قضية محاربة الظلم والطغيان.

وبالتالي، عندما ارتقى سيد شهداء الأمة على طريق القدس في معركة الإسناد، معركة أولي البأس، في معركة إسناد “طوفان الأقصى”، ارتقى على هذا الطريق ومعه القدس أيضًا من خلال هذه القارورة، عبر احتضان ضريحه المبارك وجسده المبارك لتربة من فلسطين، من القدس، من المسجد الأقصى.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق