قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، أن  كل مشاكل الشرق الأوسط يمكن حلها عبر القانون الدولي، معرباً عن امتنانه للموقف الإيراني (المتوازن) تجاه الأزمة الأوكرانية. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد، اليوم الثلاثاء، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في طهران. 

وقال لافروف أن:"تصويت مجلس الأمن الأخير بشأن أوكرانيا يظهر أن هناك تفهما أفضل الآن لجذور المشكلة". 

وأضاف وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي أن:"كل مشاكل الشرق الأوسط يمكن حلها عبر القانون الدولي"، متحدثاً عن الأزمة النووية الإيرانية وقال:"الحل الأفضل لمسألة الملف النووي الإيراني هو المسار الدبلوماسي وليس القوة". 

وأشاد بالموقف الإيراني تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية وقال:" ممتنون لإيران على موقفها المتوازن من الصراع في أوكرانيا"، مؤكدًا أن:" روسيا وإيران تدعمان حل الصراعات وفق القوانين الدولية ومبادئ الأمم المتحدة".

واوضح لافروف أن هناك:" تنسيق مع الجانب الإيراني ولدينا ديناميكية كبيرة في تبادلاتنا التجارية مع ‎طهران".

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى إيران في زيارة عمل، وذلك بعد أن اختتم الدبلوماسي الروسي زيارته إلى تركيا، حيث أجرى محادثات مع نظيره التركي هاكان فيدان، كما استقبله أيضًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وزارة الخارجية الروسية، من المتوقع أن يناقش كبار الدبلوماسيين من روسيا وإيران بشكل شامل أجندة العلاقات الثنائية، التي وصلت رسميًا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن "التركيز بشكل خاص سيكون على بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي ذي المنفعة المتبادلة فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع المشتركة الرئيسية في مجالات الطاقة والنقل".

وبالإضافة إلى ذلك، سيتبادل الطرفان وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية الملحة، بما في ذلك الوضع في سوريا وجنوب القوقاز وأفغانستان واليمن ومنطقة الخليج الفارسي، فضلاً عن أزمة الشرق الأوسط، والقضايا المتعلقة ببحر قزوين والوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني.

وكانت آخر زيارة لافروف لطهران في أكتوبر 2023 للمشاركة في اجتماع وزاري لمنصة 3+3 في جنوب القوقاز. 

شراكة استراتيجية شاملة بين روسيا وإيران 

الجدير بالذكر، أن الحوار السياسي بين موسكو وطهران يرتكز على أن البلدين لديهما مواقف متشابهة أو متطابقة بشأن معظم القضايا الإقليمية والعالمية.

وسبق، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن موسكو تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الودية وحسن الجوار مع إيران. وقال بوتن في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في يناير الماضي: "تستند هذه العلاقات إلى مبادئ المساواة والاحترام والاعتبار لمصالح كل طرف والمساعدة والدعم المتبادلين، والتي تترجم باستمرار إلى خطوات ملموسة". وأضاف: "لقد توسعت شراكتنا الثنائية المتعددة الأوجه بشكل مطرد سنة بعد سنة".

من جانبه، أكد بيزيشكيان أن روسيا تلعب دورا رئيسيا بالنسبة لإيران استنادا إلى سياسة حسن الجوار التي تنتهجها طهران. وقال في المؤتمر الصحفي نفسه: "أستطيع أن أقول إننا شهدنا في السنوات الماضية زيادة كبيرة في تبادل الوفود بين بلدينا، وهذه العملية مستمرة، ونحن ممتنون للغاية لزملائنا في روسيا".

وقعت روسيا وإيران معاهدة التعاون الاستراتيجي الشامل في نفس اليوم، 17 يناير.