حالة من الجدل والغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية، بعد الكشف عن عملية احتيال إلكتروني جديدة استهدفت المواطنين عبر منصة رقمية تدّعي استثمار أموالهم وتحقيق أرباح ضخمة لهم، وعلى الرغم من الفضائح السابقة لمنصات احتيالية مماثلة مثل "Hogg Pool"، التي استولت على 4 مليارات جنيه العام الماضي، وأخرى لاحقة جمعت 5 مليارات، إلا أن الظاهرة تتكرر بنفس الآليات، مستغلةً الطمع وقلة الوعي المالي لدى الضحايا.

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، يوم الإثنين، إلقاء القبض على القائمين على المنصة الإلكترونية "إف بي سي" وإغلاقها، وذلك بعد تلقيها بلاغات من أكثر من 100 مواطن خلال ثلاثة أيام، أفادوا بتعرضهم للاحتيال والاستيلاء على أموالهم، وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن المنصة أوهمت ضحاياها بإمكانية استثمار أموالهم في مجالي البرمجيات والتسويق الإلكتروني، مما أدى إلى جمع نحو مليوني جنيه (ما يعادل 39 ألف دولار) بطرق احتيالية.

في هذا السياق، قال الدكتور محمد مغربي، خبير الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، أن هذه المنصات تتشابه في فكرتها إلى حد كبير ، والقائمون عليها كانوا أذكياء في اختيار الاسم، حيث استخدموا مختصرًا يشبه اسم مؤسسة مالية عريقة قائمة بالفعل في لندن، رغم أنه لا علاقة لها بالاستثمار في التطبيقات."

وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على شاشة ON:"نتيجة لهذا التشابه في الاسم، عند قيام الأشخاص بالبحث عن المنصة عبر جوجل، يظهر لهم اسم المؤسسة العريقة، ما يؤدي إلى التباس الأمر عليهم."

تعيد هذه القضية إلى الأذهان وقائع احتيال رقمي سابقة، مثل قضية "هوج بول"، التي استولت على ملايين الجنيهات من المواطنين عبر أساليب مماثلة، مما يؤكد الحاجة إلى رقابة صارمة لمنع تكرار هذه الجرائم، وفي هذا السياق، جاء تحرك وزارة الداخلية المصرية سريعًا، ما أسهم في الحد من أعداد الضحايا المحتملين، وأسفرت الجهود الأمنية عن ضبط 13 متهمًا من أفراد التشكيل العصابي المسؤول عن المنصة، إلى جانب مصادرة 1135 شريحة هاتف محمول، وعدد من الأجهزة الإلكترونية، ومبالغ مالية متنوعة تجاوزت مليون و270 ألف جنيه.