أظهرت المملكة إصرارًا واضحًا على مواجهة الإرهاب والتطرف بشكل حاسم، واقتلاع جذوره من أراضيها، مستمدة هذه القوة من توجيهات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والذي أكد أن المملكة لن تضيع 30 سنة في التعامل مع أي أفكار متطرفة، وستدمرها فورًا. وسلط برنامج «حكاية وعد» على قناة mbc، الضوء على جهود المملكة في مجابهة التطرف، وتصريح ولي العهد في مبادرة مستقبل الاستثمار عام 2017، الذي رسم ملامح الطريق للقضاء على الإرهاب.

واعتبر وزير الإعلام سلمان الدوسري أن كلمات ولي العهد رسمت نهاية لـ30 عامًا من التطرف، وأكد أن الإعلام كان ينتقد التطرف باستمرار، إلا أن هذه الفترة كانت تشهد خلطًا، بحيث تنظر إلى انتقاد التطرف على أنه موجه للدين.

وأشار إلى أن العبارة التي أطلقها ولي العهد كانت بمثابة فاصل بين الدين الإسلامي والتطرف، وهو الأمر الذي كان وقودًا للإعلام لانتقاد التطرف والمتطرفين.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني، أن المملكة قطعت شوطًا كبيرًا في تحطيم صناعة التطرف، والتي كانت تشمل في طياتها تجارة وسياسة واستغلال، وهو ما يمكن لمسه في استيلاء المتطرفين على الأموال العامة وتبرعات المسلمين، فضلًا عن إساءتهم للإسلام والمملكة وممارسات الاعتدال.

وأوضح أن ولي العهد يقود عملية استثمار واسعة للأشياء التي لم تستثمر، منوهًا بما شهدته المملكة من تغيرات واضحة على مدى السنوات الخمس الماضية على مستويات مختلفة.

وتناول البرنامج أيضًا حادث اغتيال رجل الأمن هادي القحطاني، حيث استعاد وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ذكرياته عن الواقعة الأليمة، وأكد أن الحادثة كانت مؤلمة له شخصيًّا، خاصة أنها جاءت بعد جهود كبيرة لمواجهة التطرف، واستهداف رجال الأمن على وجه الخصوص، والتي انطلقت بشكل واضح في 2017؛ الأمر الذي جعل الحادثة «مؤلمة ومستفزة».

وأكد وزير الداخلية ثقته الكاملة في رجال الأمن، وقدرتهم على ضبط كل من يرتكب جُرمًا في المملكة خلال أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن المنظومة الأمنية تسعى في الوقت الحالي لمنع الجريمة قبل وقوعها.

وحول الحادث نفسه، قال وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية محمد المهنا، إن الشهيد القحطاني استشهد بعد تعرضه للطعن من قِبل أحد المتطرفين داخل أحد المساجد في محافظة جدة، ليتلقى رجال الأمن بعدها توجيهًا من وزير الداخلية بأن «أمامهم 6 ساعات للقبض على الجاني».

وأوضح أنه في خلال ذلك لم يكن هناك أي أدوات للبحث عن الجاني، إلا أن رجال الأمن أجادوا استخدام التقنية وجمعوا لقطات من كاميرات المراقبة في الشارع والمحطة، والسير في فرضيات مختلفة بشأن الاتجاه الذي سلكه الجاني بعد ارتكابه حادث الطعن، من بينها إمكانية توجهه إلى الرياض.

وأضاف أن جهود رجال الأمن أتت ثمارها؛ إذ تم تحديد سيارة الجاني ورصد توجهها إلى الرياض، ليتم ضبطه بعد تعاون مثمر بين شرطتي الرياض ومكة المكرمة.