ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت شركة «فيزا» العالمية بأن الإمارات تتبوأ مرتبة ريادية عالمياً في تبني المدفوعات الرقمية، متفوقة على العديد من المراكز المالية الإقليمية والعالمية الأخرى، لافتةً إلى أن 90% من المدفوعات في متاجر الإمارات رقمية.

وقالت سليمة جوتيفا، مدير عام «فيزا» في الإمارات، في حوار مع «البيان»، إن المدفوعات الرقمية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في الإمارات، حيث تتصدر الدولة اليوم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الشمول المالي.

وذكرت جوتيفا أن 71% من المستهلكين في الدولة يستخدمون المزايا الرقمية في تجارب التسوق، فيما يستخدم 85% من السكان خدمة مالية رسمية واحدة على الأقل.

وتالياً نص الحوار:

كم معاملة دفع تعالج «فيزا» في الثانية على مستوى العالم؟

تدير فيزا واحدة من أكبر شبكات الدفع وأكثرها موثوقية على مستوى العالم، حيث تعالج 65000 رسالة لمعاملات الدفع في الثانية على مستوى العالم، هذه البنية التحتية القوية تضمن معاملات سلسة وآمنة عبر شبكة شاملة تضم أكثر من 160 عملة و4.4 مليارات بطاقة في جميع أنحاء العالم.

على صعيد الإمارات، ينعكس جلياً مدى التزام فيزا بتطوير الاقتصاد الرقمي في الدولة مع المضي قدماً في التحول نحو مجتمع غير نقدي، ويرجع الفضل في هذا التحول إلى التفضيل المتزايد للمدفوعات الرقمية والبطاقات غير التلامسية، والتي توفرها أنظمة «فيزا» المتقدمة والمجهزة بعدة طبقات لتعزيز الأمان، مما ضمن معالجة أكثر من 99.999% من المعاملات بنجاح خلال السنوات الخمس الماضية.

ما تقييمكم لمستوى الابتكارات التكنولوجيا المالية في دبي؟

شهدت دبي إقبالاً قوياً على تبني المدفوعات الرقمية مقارنة مع سائر المراكز المالية الإقليمية والعالمية، فأكثر من 90% من المدفوعات الرقمية في المتاجر تتم من دون لمس، وبالتالي توازي دبي والإمارات عموماً كبرى المراكز المالية مثل سنغافورة ولندن ونيويورك.

ويعود الفضل في هذه المكانة المتقدمة إلى البنية التحتية الرقمية القوية في دبي، ومعدلات استخدام الإنترنت المرتفعة، والدعم الحكومي، والتركيز على الشمول المالي.

وينعكس تبني دبي لابتكارات التكنولوجيا المالية من خلال اعتماد تقنيات الدفع الجديدة على نطاق واسع والمبادرات الاستراتيجية لترسيخ مكانة المدينة الريادية عالمياً في مجال المدفوعات والتكنولوجيا المالية.

وباعتقادنا، فإن التزام دبي بالابتكار والتحول الرقمي سيواصل الدفع قدماً بمسيرة نمو المدفوعات الرقمية في المدينة.

كيف تقيمون مشهد المدفوعات عبر الأجهزة المحمولة في الإمارات؟

تشهد الإمارات زيادة ملحوظة في تبني واستخدام طرق الدفع عبر الأجهزة المحمولة، مدعومةً بالبنية التحتية الرقمية المتقدمة، ونسبة انتشار الهواتف الذكية المرتفعة، والدعم الحكومي للتحول إلى مجتمع غير نقدي.

وينعكس هذا التوجه في وصول نسبة المعاملات التي تستخدم البطاقات إلى 80% من إجمالي المحفظة، مما يشير إلى الابتعاد بشكل كبير عن استخدام النقد.

ويسلط استطلاع «مؤشر التسوق الرقمي لعام 2024» الضوء بشكل أكبر على الإقبال الواسع على استخدام طرق الدفع عبر الأجهزة المحمولة في الإمارات.

وتُظهر الدراسة أن 71% من المستهلكين في الدولة يستخدمون المزايا الرقمية في تجارب التسوق، فيما يستخدم 43% منهم استراتيجيات التسوق الهجين عبر المتاجر الرقمية والتقليدية معاً.

وتتصدر الإمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الشمول المالي، حيث يستخدم 85% من السكان بعمر 15 سنة وما فوق خدمة مالية رسمية واحدة على الأقل، مما يعزز نمو المدفوعات عبر الأجهزة المحمولة، حيث أصبحت المدفوعات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في دولة الإمارات.

كيف يمكن مقارنة الإمارات مع سائر دول العالم من حيث معدلات اعتماد المدفوعات الرقمية؟

تتبوأ دولة الإمارات وتحديداً دبي مرتبة ريادية عالمياً في تبني المدفوعات الرقمية ومستوى رضا المستهلكين، ويسلط استطلاع «مؤشر التسوق الرقمي لعام 2024» الضوء على تفوّق الإمارات في هذا المجال، حيث يشير إلى أن 71% من المستهلكين في الدولة يستخدمون المزايا الرقمية في تجارب التسوق. وعلاوة على ذلك، يتخطى معدل اعتماد المدفوعات غير التلامسية في دولة الإمارات العديد من المراكز المالية الإقليمية والعالمية الأخرى (أكثر من 90% من المدفوعات الرقمية في المتاجر تتم من دون لمس).

ويُعزى هذا المستوى المتقدم من المشاركة الرقمية إلى عدة عوامل، من بينها البنية التحتية الرقمية المتقدمة، ودعم الحكومة للاقتصاد غير النقدي، وقاعدة المستهلكين التي تفضل طرق الدفع الآمنة والمريحة، كما أن تركيز دبي على الشمول المالي وابتكارات التكنولوجيا المالية يعزز مكانتها الريادية عالمياً في مجال المدفوعات الرقمية.

برأيكم، متى ستصبح المدفوعات الرقمية خيار الدفع الحصري في الإمارات؟

تحرز الإمارات تقدماً سريعاً في رحلة انتقالها نحو مجتمع غير نقدي، وذلك يعود إلى معدلات مرتفعة لاعتماد المدفوعات الرقمية، فضلاً عن الدعم الحكومي القوي.

مع ذلك، لا نرجح أن نشهد تحولاً كاملاً إلى المدفوعات الرقمية كخيار حصري للدفع بحلول عام 2030، ورغم التوقعات بهيمنة المدفوعات الرقمية على السوق، إلا أنه ونتيجة استمرار الاعتماد على النقد في قطاعات معينة والحاجة إلى دمج الحلول الرقمية على نطاق أوسع، قد يستغرق التحول الكامل وقتاً أطول.

هل عاد الإنفاق السياحي في الإمارات إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا؟

تعافى الإنفاق السياحي في الإمارات إلى مستويات ما قبل الجائحة، بل وتجاوزها بشكل كبير أيضاً، حيث زاد الإنفاق على التسوق من الزوار الدوليين بنحو 40% في عام 2023 مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، ويُعزى هذا التعافي إلى عودة المسافرين الأثرياء والإقامات الطويلة وزيادة الإنفاق على الخدمات مثل تناول الطعام والإقامة.

كما تجاوزت حركة المسافرين في مطار دبي الدولي مستويات ما قبل الجائحة، مما يشير إلى الانتعاش القوي في السياحة، وأسهمت المبادرات الاستراتيجية لدولة الإمارات، مثل أجندة دبي الاقتصادية D33، والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية بدور أساسي في هذا التعافي، ويشكل التأثير الاقتصادي الكبير لقطاع السفر الذي أسهم بنحو 220 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، دليلاً على أهمية هذا القطاع الحيوي بالنسبة للإمارات.

هل كان لأزمة شركة «كراود سترايك» أي تأثيرات ملحوظة على عملياتكم في الإمارات والخليج؟

لم ترد مؤشرات على أي تأثيرات على قدرة «فيزا» على معالجة المدفوعات جراء هذه الأزمة، حيث تواصل أنظمتنا العمل بصورة طبيعية، وردتنا تقارير تفيد بعدم قدرة بعض الأفراد على إجراء المدفوعات وعملنا بالتعاون مع عملائنا من المؤسسات المالية لفهم أي تأثيرات مترتبة على خدماتهم المقدمة لحاملي البطاقات والتجار.

كما أننا نرصد باستمرار مشهد التهديدات العالمية، ونتعاون مع الشركات الرائدة في مجال الأمن السيبراني للاستجابة بشكل حاسم لأي تهديدات محتملة، وضمان الحماية المستمرة لعملياتنا وبيانات عملائنا.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز