مع الشروق .. الصاروخ اليمنيّ والمعادلة الإقليميّة الجديدة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. الصاروخ اليمنيّ والمعادلة الإقليميّة الجديدة - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 12:51 صباحاً

مع الشروق .. الصاروخ اليمنيّ والمعادلة الإقليميّة الجديدة

نشر في الشروق يوم 16 - 09 - 2024

2326189
مرّة أخرى، فاجأت جماعة الحوثي اليمنية العالم وخاصة الكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين، أوّلا بقدراتها العسكرية المتنامية بسرعة، وثانيا بنجاعة هذه القدرات وجرأة أصحابها على تحدّي أسطورة الرّدع الصهيونية ومن ورائها الأمريكية والبريطانية وغيرهما.
ما شدّ الانتباه كثيرا في الصاروخ الحوثي الباليستي الذي ضرب تل أبيب، هو فشل كل منظومات الدفاع الجوي الصهيوني وقبلها الأمريكية المتمركزة في المنطقة من اكتشافه ومن ثمّة إسقاطه قبل وصوله إلى هدفه.
فهذا الصاروخ الباليستي "طوفان" ، نجح في الوصول إلى هدفه قاطعا مسافة تقدر ب2040 كلم في غضون 11.5 دقيقة، وهو ما يعني أنّه ذو خاصية متطوّرة جدّا جعل من الصعب على جميع الدفاعات الجوية الصهيونية اكتشافه.
بعيدا عن ظاهر الحدث، فإن باطنه يشي بالكثير من الأمور الإقليمية والدولية، وهي دلالة جديدة على أن التصعيد في المنطقة أصبح يقترب رويدا رويدا نحو الانفجار الكبير الذي سيغرق المنطقة في حرب شاملة.
وأوّل هذه الأمور هي القدرات العسكرية الهائلة التي أصبحت تمتلكها جماعة الحوثي، وهنا يدور حديث عن دور لدول أخرى غير ايران(روسيا) في دعم قدرات هذه الجماعة، والرسالة هنا واضحة جدا بالنسبة لروسيا وهي كالآتي: السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أوروبية بعيدة المدى داخل روسيا سيعني تزويد خصومكم في الشرق الأوسط بنفس الأمر.
الأمر الثاني هو حديث رئيس حكومة الاحتلال قبل أيام قليلة عن توسيع جبهة الحرب لتشمل جنوب لبنان، ووصل الحديث إلى حد الإعلان عن خطة لاحتلال مناطق في جنوب لبنان، وهنا الرسالة الثانية وهي أن فتح جبهة لبنان سيكلّف الكيان الصهيوني ثمنا باهظا.
أما الرسالة الثالثة التي تحمل توقيع جماعة الحوثي فهي داخلية وخارجية، فداخليا أصبحت جماعة الحوثي الحاكم بأمره في الشأن اليمني وبدعم شعبي هائل، أما خارجيا فهي لدول الجوار التي غرقت سابقا في حرب عبثية في اليمن ولن تفكّر بعد الآن في العودة مجددا إلى هناك.
أضف إلى ذلك أن جماعة الحوثي وثّقت بهذه العملية الجريئة ارتباطها بمحور المقاومة والمعادلات الإقليمية التي يريد رسمها، كما وثّقت أيضا دعمها للقضية الفلسطينية وللمقاومة التي تخوض حربا دامية دخلت شهرها الثاني عشر.
في المحصّلة، حرب الإبادة على غزّة خرجت تدريجيا من كونها صراع داخل الأراضي المحتلة ودخلت سريعا في مرحلة الحرب الإقليمية وربّما الدولية، إذا لم يتراجع نتنياهو مكرها أو يتمّ إكراهه على التراجع من شريكته في الإبادة الولايات المتّحدة الأمريكية.
ومفهوم وحدة الساحات الذي لطالما تحدّث عنه محور المقاومة، لم يعد مجرّد كلام أو خطب بل أصبح يشاهد على أرض الواقع، خاصة مع تصاعد الخطاب الصهيوني حول حرب على لبنان، وهو الأمر الذي سيكمل آخر حلقة من وحدة الساحات في غزة واليمن ولبنان والعراق وسوريا.
لكن في المقابل ،يبقى هذا المعطى مرتبطا بالأحداث في المنطقة وبمصالح ورغبة طهران في إعطائها الضوء الأخضر لحلفائها من أجل حرب شاملة، وهو أمر قد لا يحدث قريبا إلا بعد حسم الملف النووي لإيران الذي على ضوئه ستتحدّد كل الأمور.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق