"النباشون الصغار".. طفولة بائسة وهوية ضائعة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"النباشون الصغار".. طفولة بائسة وهوية ضائعة - اخبارك الان, اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024 04:07 مساءً

وسط هذه الممالك تضيع الطفولة وتنتهك الحقوق وتتوه الهوية ويكتب المصير بان يولدوا وكأنهم منذورون لـ" مقالب القمامه" حيث لا صحة ولا تعليم ولا هوية ولا يعرفون إلا كل ماهو مخالف للقانون.

"الجمهورية أون لاين" رصدت حياة هؤلاء الأطفال الذين لا صوت لهم ولا حمايه ولا توعيه و كأنهم خارج العالم، يعيشون حياه مهددين فيها بالمرض و الموت حتى دون أن يشعر بهم احد.. "أطفال القمامة" حكاية طفولة بائسه لمراهقين ناقمين  على المجتمع وربما باتوا مجرمين.

"بص برشام اهه هروح ابيعه للواد عبده بتاع المخدرات ويدينى فيه عشره جنيه" قالها فرحا وهو ينظر لزميله فى جمع القمامه وكانه وجد كنزا وهو ممسك بشريطى دواء تخلص منه اصحابه فى القمامه ربما لانتهاء صلاحيته، اما الاخر فنظر إلى " كيس قمامته" الذى خرج من نصيبه فى حسره وظل ينبشه املا فى الحصول على شئ وظل يفرز الورق والبلاستيك حاقدا على صديقه صاحب شريطى " البرشام"

تختلف أسماؤهم وتتشابه أعمارهم وظروفهم التى جعلتهم جزءا من عالم النباشين فى هذه السن الصغيره محرومين من التعليم واحتياطات الصحه و فى ممارسة الحياة كأى طفل طبيعى، فحياتهم التى تبدا فى الفجر وتنتهى فى الليل وهم يجوبون الشوارع لجمع وفرز القمامه تسرق منهم صحتهم وطفولتهم و حتى الامل فى تغيير المصير.

هنا فى "عزبة جورجى" التابعه لمنيا البصل بحى غرب الاسكندريه يتواجد احد اكبر مناطق الفرز.

"اسلام" و "محمد" اخوان لم يتعد اكبرهما 9 سنوات ولدا لاب عاش طفولته فى فرز " القمامه" ليكبر ويتزوج وينجب وكل طموحه ان يكون لديه فى نفس عمله ورغم اصرار والدتهما على ادخالهما المدرسه الا انه اصر على ان يتركاها ليكونا معه فى العمل وسط المخلفات والقمامة.

"اسلام" الذى وجدناه يلهو بشيشة إلكترونية " فيب" ألقى بها مدخنها فى القمامه ليأخذها هو ويشرع فى استخدامها، الطفل الذى اراد ان يقلد المدخنين الذين يراهم دون ادراك منه لخطورة التدخين الا ان قربه من "مخلفات" الناس عرفه بالكثير من الاشياء التى تفوق سنوات عمره التسع واشعلت فضوله نحوها ليشرع فى تقليدها او تجريبها.

" احمد" الذى وجدناه يفرز القمامه وسنوات عمره لاتتجاوز الـ 8 سنوات ويعانى جلده من اتساخات شديده وبعض النتوءات التى توحي بان المتسبب بها مرض جلدى، جلس وامامه شرائط " البرشام" التى جمعها على مدار اليوم ليدور هذا الحوار الذى ننقله كما هو والذب كشف الكثير.

- انت بتعمل ايه بشرايط البرشام دى؟
- عادى المنتهى منها هوديه لـ بتوع "الضرب" يا " ابله" قالها وهو مبتسم فى خبث و "الضرب" يقصد بها " ناضورجية" تجار المخدرات، وأكمل بنفس الابتسامه" واللى مش خلصان وقرب يخلص هوديه لواحد بيبع الدوا ده .. فى ناس بتشتريه بدل ما تشترى من الصيدليه".
- إيه اللى فى وشك وفى ايدك ده؟
- مش عارف
- مروحتش للدكتور ليه؟
- لا امى بتقول من الزباله وجسمى هيتعود

"آية" التى تبلغ من العمر ست سنوات وتغطي ملامحها الجميله آثار القمامة التى اعتادت أن تتجول بينها والتى وجدناها ترسم بأقلام قديمه من المخلفات، قالت" بحب ألون اوى ونفسى فى كراسة رسم بس ابويا مش هيرضى، بياخد الفلوس من الاعرج وبيقولى الالوان دى بتاعه العيال انتى وراكى شغل".. جمله اختصرت الكثير من الشرح لسلب حقوق طفله حتى فى المرح او الهوايه.

" محمد .م" جميع أو فراز" يقوم بتسريح الاطفال صباحا ليقابلوه ليلا بما وجدوه فى القمامه والسعر المتعارف عليه ان كيلو الكرتون بـ 4 جنيهات وكيلو الزجاج والكنز بـ 70 جنيها، ودار هذا الحوار الذى نقلناه كما هو، مش حرام العيال دى .. يعنى ممكن يعيو او يجيلهم مرض؟

" انا كنت طفل زيهم وكبرت اهه وبقيت انا الفراز ومرض ايه العيال بتاخد قوة من الزباله ياابله.. جتتهم بتنشف.. وللي بيتعب اصلا بيبقي عيان بيموت مبيكملش".
طب وانت صغير كنت مبسوط؟
الصراحه لا مكنتش بلاقى وقت العب وكانوا العيال الاكبر منى بيضربونى وقت الفرز عشان اللى يلاقى اكتر بس هى حياتنا كده ومش عاوز اقولك بقى، اطفال فى الشارع فى الاخر.

"العيال دى بتتولد وبتتسلم للمقالب وبيقوا اهاليهم عارفين كل الخطر اللى حواليهم بس فى النهاية هو شغل وحدش بيركز بقى المهم اليومية "قالها سليم.م" "50 سنة" فراز قمامة، وأضاف "احنا بنستلم منهم بس بعد مابيسرحوا .. فى عيال ماتت بعد ماجربت حاجات لقيتها وعيال كلت حاجات وجالها تسمم".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق