تشهد المجتمعات المحلية انتشارًا متزايدًا لاستخدام الخلطات المنزلية كوسيلة بديلة لعلاج مشكلات الأسنان، حيث يلجأ العديد من الأفراد إلى هذه الطرق اعتمادًا على تجارب شخصية أو معتقدات متوارثة، في محاولة لتوفير التكاليف أو تجنب زيارة طبيب الأسنان.
ورغم شيوع هذه الظاهرة، إلا أن المتخصصين يحذرون من مخاطرها الصحية الجسيمة.
خلطات ضارة
وفي هذا السياق، أكد الدكتور عبدالرحمن بن دحام السفان، أخصائي وأستاذ مشارك في صحة أسنان المجتمع بوزارة الصحة، أن اللجوء إلى الخلطات المنزلية لعلاج الأسنان يمثل خطرًا كبيرًا على صحة الفم والأسنان، مشيرًا إلى أن هذه الخلطات قد تبدو آمنة وفعالة، إلا أنها غالبًا ما تكون خالية من أي أساس علمي يدعم استخدامها، مما يجعلها سببًا في تفاقم المشكلات الصحية بدلًا من معالجتها.
د. عبدالرحمن السفان
وأوضح أن من أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة هو نقص الوعي الصحي لدى الكثيرين بشأن صحة الفم والأسنان، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد بأن الخلطات الشعبية أقل تكلفة من العلاجات الطبية المعتمدة، فضلاً عن الاعتماد على الموروثات الشعبية القديمة دون الالتفات إلى المخاطر التي قد تنجم عن استخدامها.
وأضاف أن هناك العديد من الخلطات الشائعة التي يعتقد البعض أنها تعزز صحة الأسنان أو تساعد في تبييضها، مثل استخدام خلطة الفحم مع الليمون، أو بيكربونات الصوديوم، أو الكركم مع الماء، أو خل التفاح، بالإضافة إلى الفراولة المهروسة وزيت القرنفل.
وبين أن هذه المواد، رغم انتشارها، قد تؤدي إلى أضرار بالغة مثل تآكل مينا الأسنان، وزيادة حساسية الأسنان، والتهابات اللثة، وتراجعها.
كما أشار إلى أن بعض الخلطات قد تكون ملوثة، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات أو عدوى في الفم.
وشدد الدكتور السفان على ضرورة تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع، محذرًا من مغبة الاعتماد على الخلطات المنزلية لعلاج مشكلات الأسنان، وداعيًا إلى زيارة أطباء الأسنان للحصول على الرعاية الطبية المناسبة التي تضمن الحفاظ على صحة الفم والأسنان، بعيدًا عن أي ممارسات غير معتمدة قد تكون لها آثار صحية وخيمة.
0 تعليق