نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جعجع يعود من بعيد... بيضة القبان وصانع الرؤساء؟ - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 8 يناير 2025 03:21 صباحاً
واخيراً، نجحت المساعي التي قام بها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع منذ خروجه من السجن بعفو عام وحتى اليوم، حيث تحوّل حالياً الى "بيضة القبّان" والممر الالزامي لوصول رئيس الجمهورية العتيد الى قصر بعبدا. وبعد فترة طويلة من الحسابات الخاطئة ومن التحالفات المرحلية التي لم تسفر عن نتائج طويلة الامد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الاتفاق مع التيار الوطني الحر، ارتفعت اسهم جعجع بشكل كبير بعد الاحداث الاخيرة التي شهدها لبنان والمنطقة، واصبحت محطة معراب اساسية في كل الزيارات والاتصالات التي تجريها الدول مع لبنان في كل ما يتعلق بالشؤون والتطورات في هذا البلد، ولم يعد من الممكن استثناء القوات اللبنانية او المرور على موقفها بشكل عرضي او شكلي.
ووفق ما يتبيّن، فمن المتوقع ان يكون للقوات دور اكبر بكثير مما كان عليه في الشؤون الداخلية، وعلى صعيد الرئاسة والحكومة، وفي وقت لاحق في مجلس النواب حيث قد تحافظ على كتلتها المسيحية الاكبر، وربما تزيد عليها قليلاً لتصبح الاكبر في البرلمان. لا شك ان هذه الفترة تمثل الفترة الذهبية للقوات، ويبقى معرفة كيف ستتصرف حيالها، وهل ستقدر على ادارتها وفق ما يجب، ام انها ستقع في الاخطاء التي وقع فيها من سبقها في هذا المجال ولم يحسن الاستفادة من الوضع، فتعثر مرة تلو الاخرى الى ان تراجع الى اقصى الدرجات وهذا ما اثّر ايضاً على نفوذه على الساحة الداخلية. باختصار، يرى الكثيرون ان تهميش رأي القوات في الرئيس ليس ممكنا، وبالتالي، على الرغم من التسليم بأن ترشيح جعجع او وصوله الى الرئاسة امر مستبعد بشكل كبير، الا ان وصول من لا يرضيها بات ايضاً مستبعداً، وهو ما يعني بالتالي سقوط اسماء عديدة من المرشحيبن الذين تم التداول بهم ولا يحظون بدعم او موافقة جعجع، وحتى من ليس هناك "فيتو" عليه فإن كل من تتردد القوات في دعمه، تقلّ حظوظه في الوصول الى بعبدا.
اما على صعيد الحكومة، فالامر ليس بعيداً ايضاً عن هذا التوجه، فمن تزكّيه القوات سيحظى بفرصة اكبر من غيره بطبيعة الحال، كما ان تواجدها في الحكومة سيكون مؤثراً. من المؤكد ان القضاء على اي مكوّن داخلي هو مجرد كلام غير واقعي، ولكن على القوات التمتع بالقدر الكافي لاستغلال هذه الفرصة التي سنحت لها، واجراء تغييرات اساسية لطالما نادت بها وقالت انها تعمل من اجل تحقيقها من دون القدرة على ذلك، فها هي اللحظة اليوم قد باتت في متناول اليد، وهذا ما يسمح لها بالقيام بأمور كانت بعيدة عن متناولها، في مجالات وحقول كافة: سياسية واجتماعية ومالية واقتصادية... فإذا نجحت في هذا الامتحان، من الممكن ان نجد القوات في موقع متقدم في المسؤولية الرسمية لفترة غير قصيرة، اما اذا كان التوجه نحو التفريط بما حصل، فسرعان ما ستعود الى مقعد الركاب كغيرها من الاحزاب والتيارات التي وصلت الى القمة وتدحرجت بعدها الى الحضيض.
ليس من السهل الحصول على النفوذ، ولكن من الاصعب الحفاظ عليه والتحكم به للحفاظ عليه لاطول فترة ممكنة، وهو ما يوجب فتح قنوات واقامة شبكات واسعة واستيعاب من يمكن استيعابه، ومد اليد لمن يشاء، اما من لا يرغب في التعاون فلا يفيد العمل على تهميشه، بل تركه يدفع ثمن خياراته اذ سيتراجع حضوره حكماً وسيجد نفسه في مكان لم يعتد عليه، وسيحاول عندها العودة الى المشاركة والا سيجد نفسه وحيداً او مع فئات غير قادرة على استعادة المبادرة او لعب دور محوري على الساحة.
0 تعليق