في تحليل سياسي موسع، تناول الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، عبر حسابه على منصة "إكس"، الحملة الدعائية التي أطلقها الحوثيون للترويج لصرف نصف مرتب للموظفين في مناطق سيطرتهم.

ووصف التميمي هذه الخطوة بأنها "تطور مثير للاهتمام" حيث عمدت الجماعة إلى تكليف "أشخاص يبدو النعيم على محياهم" لتقديم مقطع دعائي تم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي، يهدف إلى التسويق لهذا الإجراء.

دوافع الحملة الدعائية: يرى التميمي أن الدافع الرئيسي وراء هذه الحملة الدعائية لا يكمن في تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، بل يعود إلى "قلق الجماعة من تداعيات سقوط حليفها الأسد وتراجع قوة حزب الله، وإمكانية حدوث تطور عسكري خطير يستهدف وجودها".

ويرجح التميمي أن هذه المخاوف دفعت الحوثيين إلى "استرضاء الناس والتضخيم من هذه المبادرة البائسة التي تزيد الناس عناء فوق عنائهم بسبب ضآلة ما تصرفه وعدم كفايته".

انتقادات لاذعة: وجه التميمي انتقادات لاذعة لأداء الحوثيين، مشيراً إلى أن "صنعاء سقطت بذريعة تخفيض أسعار المشتقات النفطية، واليوم الناس بلا مرتبات ولا أمل ولا مشتقات نفطية ولا سلع أساسية".

وأضاف أن مناطق سيطرة الحوثيين تحولت إلى "أكبر سوق سوداء لابتزاز الناس في احتياجاتهم الأساسية، ومحاربتهم في أرزاقهم".

يخلص التميمي في تحليله إلى أن مبادرة صرف نصف المرتب ليست سوى محاولة دعائية من قبل الحوثيين للتغطية على فشلهم في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وللتخفيف من وطأة الضغوط المتزايدة عليهم نتيجة للتطورات الإقليمية.

ويرى أن هذه الخطوة لن تُساهم في حل المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المواطنون، بل ستزيد من معاناتهم بسبب ضآلة المبلغ المصروف وعدم كفايته لتلبية الاحتياجات الأساسية.