كتب معتصم الدلابيح
عانى الأردن خلال السنوات الماضية من تحديات كبيرة في القطاع السياحي نتيجة للظروف الإقليمية المتوترة، التي تسببت في انخفاض أعداد السياح بشكل ملحوظ. ومع ذلك، فإن الحاضر يحمل إشارات مشجعة، حيث بدأت الفرص تتجلى، مما يستدعي منا التكيف سريعًا واستثمار هذه المرحلة لخلق نهضة سياحية مستدامة.
الجار الشمالي للأردن يُبشر بنتائج إيجابية قريبة، تعيد إحياء دور المنطقة كمصدر أساسي للسياح. تاريخيًا، كانت دول مثل سوريا، لبنان، تركيا، والبوسنة ترفد الأردن بسياح المرور إلى الحج. ومع استقرار المنطقة، يمكن استغلال هذا الزخم لإعادة بناء التدفق السياحي، خاصة مع تزايد رغبة الزوار في الاستمتاع بجمال الأردن أثناء رحلاتهم.
من جهة الغرب، تبرز الأراضي المقدسة كعنوان رئيسي للسياحة هذا العام، حيث يُتوقع أن يشهد الأردن ازدهارًا عبر الحدود الغربية. الفئة العمرية الأكبر سنًا، المتعطشة لزيارة هذه المواقع التاريخية والدينية، ستشكل نسبة كبيرة من السياح، مما يوجب علينا التأكد من جاهزية البنية التحتية والخدمات لتلبية احتياجاتهم بشكل مميز ومريح.
في الجنوب، تتمتع المملكة الأردنية الهاشمية بجار عربي أصيل، المملكة العربية السعودية، التي تشهد نهضة كبيرة ضمن رؤية مستقبلية طموحة. هذه العلاقة الوثيقة بين البلدين تُعد محورًا رئيسيًا للتطور السياحي في الأردن. وبفضل حركة التبادل السياحي المستمرة، يمكن للأردن أن يستفيد من الزخم الذي تشهده المنطقة.
مع انتهاء الحرب على غزة، يتوقع أن يستعيد البحر الأحمر مكانته كمحور للسياحة البحرية، مما يعيد البواخر والسفن السياحية إلى الواجهة. ميناء العقبة سيكون في قلب هذا الانتعاش، مما يُبرز أهمية تعزيز الخدمات المقدمة للسياح البحريين وتطوير البنية التحتية لضمان تجربة لا تُنسى للزوار
0 تعليق