تشهد مدينة عدن والمحافظات المحررة في اليمن موجة غير مسبوقة من التقلبات الحادة في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وذلك بالتزامن مع الانهيار المدوي للعملة الوطنية (الريال اليمني) أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي.

وقد أدى هذا التدهور الاقتصادي إلى تفاقم معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة.

ووفقاً لمصادر محلية، فقد وصل سعر كيس الدقيق سعة 50 كيلو جرام في مدينة عدن إلى 55,000 ريال يمني، في ظل تدهور اقتصادي مرعب وارتفاع جنوني في أسعار جميع أصناف المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.

وأشارت المصادر إلى أن هذا الارتفاع الكبير في الأسعار يأتي بالتزامن مع اقتراب سعر صرف الدولار الأمريكي من 1400 ريال يمني، بينما بلغ سعر الريال السعودي 620 ريالاً يمنياً.

كما شهدت أسعار السلع الأساسية الأخرى مثل السكر والقمح والأرز والزيت وغيرها موجة جديدة من الارتفاع، مما زاد من أعباء الحياة اليومية على المواطنين الذين يعانون من انخفاض القدرة الشرائية وتردي الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.

ويأتي هذا التدهور الاقتصادي في ظل استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها اليمن منذ سنوات، حيث أدت الحرب والصراعات الداخلية إلى تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمات الإنسانية.

كما أن انهيار العملة الوطنية يعد أحد أبرز المؤشرات على تفاقم الأزمة الاقتصادية، مما ينذر بموجة جديدة من التضخم وارتفاع الأسعار التي ستؤثر سلباً على جميع شرائح المجتمع.

وفي هذا السياق، دعا نشطاء ومواطنون إلى تدخل عاجل من قبل الجهات المعنية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والحد من ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة معدلات الفقر والجوع في البلاد.

وتواصل وسائل الإعلام المحلية والدولية تغطية تطورات الأزمة الاقتصادية في اليمن، حيث يُتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من التحديات إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية.