تحفز خطابات وكتب الأمريكي إيريك توماس الكاتب الشهير الملايين عبر العالم، حيث يعد واحدًا من أفضل مُلقيي الخطابات التحفيزية على الإطلاق بسبب إمكانياته المذهلة في مساعدة الأشخاص على بذل كل ما في وسعهم وإلهامهم وإلهاب حماستهم، وإيصال رسالته التي تقول، إذا كنت تشعر أن النجاح هو للآخرين، وأن أشخاصًا معينين فقط هم الذين يمكنهم تحقيق أحلامهم، فعليك التوقف عن انتظار الإلهام والسيطرة على حياتك، وكان الإنجليزي إيفان توني مهاجم فريق الأهلي الأول لكرة القدم الجديد أحد أكبر المعجبين بخطابات توماس، ومن بين المقولات المفضلة لديه، التي صاغها الأمريكي: «عندما ترغب في النجاح بقدر رغبتك في التنفس، فسوف تنجح».
في عام 1996 أبصر إبفان توني النور على نهر نيني الواقع في مدينة نورثامبتون شرق إنجلترا وتبعد 97 كم عن لندن وتعد مركزًا صناعيًا هامًا في مجال الأحذية والجلود، عانى الفتى الصغير من هجران والده المنزل منذ ولادته وتولت والدته ليزا مهمة تربيته برفقة شقيقتيه جيما وياسمين.
بسبب انفصال والديه، كان من الصعب على الصغير أن يعيش حياة مريحة، ورغم أن والدته ليزا كانت موجودة، إلا أن غياب الأب خلق فراغًا بداخله.
يقول توني عن ذلك: «في الواقع، فإن أي طفل عاش تجربة انفصال الوالدين سيعرف الألم العاطفي العميق والعواقب النفسية المدمرة المحتملة التي يمكن أن يخلفها غياب الأب».
تولت الأم تربية ابنها ومحاولة حمايته من الانحراف وشجعته على ممارسة الرياضة وكرة القدم بالتحديد التي عشقها إيفان منذ نعومة أظفاره، وبات لا يفارق الكرة في المنزل أو في الشارع وفي كل مكان.
يقول توني عن والدته: «لقد لعبت والدتي دورًا كبيرًا في حياتي، منذ أن كنت صغيرًا جدًا، كانت دائمًا تشعر بالقلق عندما أخرج للعب مع أصدقائي وتريد التأكد من عودتي إلى المنزل بأمان، كانت هناك أوقاتًا تتخطى فيها وجبات الطعام للتأكد من أنني أتناول الطعام، لقد اكتشفت هذا الأمر منذ بضعة أشهر فقط عندما ذكرته عرضًا خلال مناقشة عائلية، سماع هذا يجعلك تدرك أنك لا تفهم دائمًا ما يفعله والداك من أجلك حتى تنظر إلى الوراء وتفكر فيه، كانت تضحية أمي هي التأكد من أنني أتناول الطعام بشكل صحيح، وأؤدي عملًا جيدًا، وأحقق ما أريده. لا أستطيع أن أشكرها بما فيه الكفاية على ما فعلته من أجلي».
دشن إيفان مسيرته الكروية في عمر 12 عامًا، موسم 2012، من نادي نورثاليرتون، وبقي المهاجم الأسمراني، الذي لديه الجنسية الإنجليزية والجامايكية، في فريق المدينة حتى 2014ـ2015، مسجلًا هدفين، لينتقل في الموسم التالي إلى نيوكاسل 2015ـ2016 مع فريق تحت 21 عامًا.
وتمت إعارة توني مرتين إلى بارنسلي، ثم أمضى العامين التاليين على سبيل الإعارة في الدرجة الأولى مع شروزبري تاون، وسكونثورب يونايتد، وويجان أتليتيك، الذي انتقل إليه موسم 2019ـ2020.
وكانت الانطلاقة الحقيقية للمهاجم، الذي يبلغ طوله 185 سنتيمترًا ويزن 88 كيلو جرامًا عندما لعب دورًا مهمًا في صعود برنتفورد لدوري الأضواء، قبل أن يسجل معه في الدوري الممتاز موسم 2021ـ2022، 12 هدفًا في 33 مباراة.
وفي موسم 2022ـ2023 سجل بالقميص نفسه 20 هدفًا في 30 لقاء.
وفي موسم 2023ـ2024 لعب 17 مباراة، وأحرز توني أربعة أهداف، قبل أن يتم إيقافه في مايو 2023، ثمانية أشهر، حتى 17 يناير 2024، نظير انتهاكه لوائح المراهنات الخاصة بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
حتى يومنا هذا، لا تزال ليزا تحب الاعتناء بابنها جيدًا والتأكد من أنه يحصل على أفضل ما لديه.
ويقول توني: «إنها ترسل لي رسائل بعد المباريات، قائلة: لا تدعهم يضغطون عليك، لا تدعهم يسيطرون على تفكيرك، لأنها تعرف مدى انفعالي في بعض الأحيان، إنها تقول لي دائمًا كن المهاجم القوي الكبير الذي أنت عليه، وركز على نفسك وافعل الأشياء الصحيحة، وحتى لو سجلت أو لم أسجل، فإنها سترسل لي رسالة للتأكد من أنني بخير».
يستعين توني بالمتحدثين التحفيزيين الذين يشاهدهم على الإنترنت، والاقتباسات للإلهام. ومن بين المقولات المفضلة لديه، التي صاغها الأمريكي إريك توماس: «عندما ترغب في النجاح بقدر رغبتك في التنفس، فسوف تنجح».
ويعترف المهاجم في سعيه نحو العظمة أن أكبر شيء يعمل عليه خلال مسيرته هو لياقته البدنية.
وقال: «في هذا النادي، الأمر يتعلق بالتقدم والضغط والركض في الملعب خلال المباريات، في بداية مسيرتي كنت بعيدًا عن هذه الوتيرة، لقد سنحت لي فرص لم أكن مستعدًا لها لأنني كنت متعبًا من الجري في السابق، لقد عملت على ذلك ولم أشعر أبدًا بأنني في حالة بدنية أفضل مما أنا عليه الآن، أنا أيضًا لا ألوم نفسي بعد تفويت الفرصة لأنني أعلم أنني سأحصل على فرصة أخرى».
يُغطى جسد توني بالوشوم التي تصور حياته وقصة كرة القدم بما في ذلك صور ابنه الصغير إيفان جونيور وجدته الراحلة، رغم أن والدته تظل دائمًا تطلب منه التوقف عن رسم الوشم، ولكنه يصر على رسم المزيد منه الوشوم الخفية.
عانى إيفان خلال فترات من مسيرته من الوحدة والعيش بمفرده دون عائلة أو شريك حياة، وكان تحديًا كبيرًا بالنسبة له ما جعل أصدقائه يحثونه على البحت عن صديقة، وكانت كاتي الفتاة المختارة التي أصبحت شريكة حياته لاحقًا وأم أطفاله، بعد أن أنجبت منه طفلًا يدعى جونيور.
بعيدًا عن كرة القدم، يتمنى توني أن يصبح ممثلًا عندما تنتهي أيامه في المستطيل الأخضر، ومع ذلك، قد يكون له مستقبل كمصمم أزياء بالنظر إلى الأزياء التي يرتديها في رحلاته للتسوق والتي ينتقي فيها أجود الماركات العالمية.
في جدة المدينة الساحلية سيكون على الفتى الإنجليزي نثر الفرح في المدرج الأخضر الذي ينتظر من ينسيه ذكريات العقيد عمر السومة.