حرب على العزة والكرامة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

 

في عالم تتحكم به المصالح والقوى الكبرى، لم يعد مستغربًا أن يُستهدف كل من يرفع رأسه دفاعًا عن وطنه أو أمته. لقد أصبح واضحًا أن هناك مخططًا محكمًا، ليس فقط لضرب أي محاولة للتحرر، بل للقضاء على أي روح وطنية أو قومية تسعى إلى بناء واقع أكثر كرامة. لم تعد القضية مجرد خلافات سياسية أو صراعات تقليدية، بل بات الأمر يشبه معركة وجودية بين من يريدون الحياة بعزة، وبين من ارتضوا العيش بلا كرامة.

ما يجري ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من سياق طويل، بدأ بتدمير الرموز الوطنية والقومية، مرورًا بإضعاف المجتمعات وزرع اليأس في النفوس، وصولًا إلى خلق واقع لا يرى فيه الإنسان العربي والمسلم أي أمل في التحرر أو السيادة. لقد تم استهداف كل دولة أو حركة أو حتى شخصية حاولت أن تخرج عن الخط المرسوم لها، وتم استبدالها بحالات خانعة مستسلمة، لا تحمل سوى شعارات جوفاء تخدم بقاء الكيان الصهيوني والمصالح الغربية.

ليس غريبًا إذن أن يُحارب كل خطاب يتحدث عن المقاومة، أو أن يُشيطن كل مشروع يسعى إلى بناء قوة وطنية حقيقية. لقد أصبح المطلوب أن تبقى الشعوب في حالة إحباط دائم، تبحث فقط عن لقمة العيش دون أن تجرؤ على الحلم بمستقبل أفضل. لم يعد الحديث عن العزة والكرامة أمرًا مرحبًا به، بل صار تهمة تُلصق بمن يجرؤ على رفض الواقع المفروض.

لكن، رغم كل هذه المحاولات، لا تزال هناك قوى ترفض الانكسار، لا تزال هناك إرادة تنبض في بعض القلوب، رغم كل محاولات الإخماد. فالتاريخ أثبت أن العزة والكرامة ليست مجرد شعارات، بل هي قيم لا تموت، وإن تم سحقها في مكان، فإنها تعود للظهور في مكان آخر. المسألة ليست في كون هذه الحرب قائمة، فهذا أمر أصبح واضحًا للجميع، بل في كيفية مواجهتها، وفي قدرة الشعوب على استعادة زمام المبادرة قبل أن يُفرض عليها الاستسلام الكامل.

"الحياة لا تكون إلا في العز، أما العيش فلا يفرق بين العز والذل".

أنطون سعاده

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق