قال مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي العميد سعيد الهاجري إن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف سهلت لمرتكبي جرائم مثل الاحتيال الإلكتروني والاستدراج الرومانسي والابتزاز، استخدام ما يعرف بـ"الهندسة الاجتماعية" للضحية، فغالبية الضحايا يعرضون كل تفاصيل حياتهم الشخصية عبر حساباتهم، فيدرس المحتال الضحية جيداً، ويحدد نقاط ضعفها ومن ثم يتلاعب بها بالتركيز على اهتماماتها.

وأوضح الهاجري أن الهندسة الاجتماعية ربما تكون طريقاً سهلاً للوقوع كذلك في فخ جرائم الابتزاز الإلكتروني، التي خفت إلى حد كبير مقارنة بسنوات سابقة بسبب زيادة الوعي.

وأضاف الهاجري خلال حوار أجراه مع منصة "عرب كاست" أن شرطة دبي ساهمت في ضبط جرائم نفذتها عصابات بدول أخرى، مثل عصابة في إحدى الدول كانت تستهدف أشخاص أثرياء بمنطقة الخليج وغيرها، وكانت تستخدم مؤثرات وممثلات في الإيقاع بالضحايا، وتصويرهم بأوضاع غير لائقة، ومن ثم ابتزازهم والحصول منهم على مبالغ كبيرة، نظراً لحيثياتهم في المجتمع.

وتابع أن أحد هؤلاء الضحايا قدم إلى الإمارات وسجل بلاغا لدى شرطة دبي فتم ضبط المتهمة وهي من مؤثرات السوشيال ميديا، واتخذت ضدها الإجراءات اللازمة.  

وأفاد الهاجري بأن المجرمين يستهدفون عادة الأشخاص الذين يعانون الفراغ العاطفي والوحدة، محذراً من السكوت حال التعرض لهذه الجريمة والخضوع للمبتز لأنه يدمر ضحيته عاطفياً ونفسياً.

ولفت إلى أن هؤلاء أشخاص دخلوا في دوامات عنيفة، وخسر أحدهم كل مدخراته أكثر من 900 ألف درهم قام بتحويلها للمبتزين حتى يتركونه لكنهم استغلوه بأسوأ ما يمكنهم ذلك، مبيناً أن فريق العمل بالإدارة استطاع تحديد هوية المتهم رغم أنه يقيم خارج الدولة، وتم التنسيق مع الجهات المختصة هناك والقبض عليه.

وناشد الهاجري من يتعرض لهذه الجريمة اللجوء إلى الجهات المختصة، مؤكداً ان شرطة دبي تتعامل مع هذه الحالات بأقصى درجات السرية، وهناك ضباط مختصون بتتبع أثر المجرمين وحماية الضحية، فضلاً عن توفير الدعم النفسي له.