نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من خواطر الأمير سراج - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 01:41 صباحاً
مقال مرسل من الأمير سراج وهاج
بواسطة الأمير سراج وهاج
.
وسط هذه الأجواء الخانقه والمناخ المشبع بالصراعات والغيوم و بالمشاحنات والحروب والعنصريه والكراهيه
كان لابد أن أهرب بشيء … أحاول أن أطفىء به هذه الأجواء المشتعلة والتي تأثرنا بها
.
فكانت هذه الخاطرة .. أخترتها من ضمن مجموعة خواطر …. لعلها تجذبنا نحو واحة بها بحر وهدوء ….فتمطر …وتنبت بعض الزهور
.
الخاطرة (رقم 9 )
كثيراً ما أسأل نفسي ….
هل أختلفت طبيعتنا عن طبيعة أباءنا وأجدادنا
هل حدث تغيرات جذرية في طبيعة أجسادنا ومشاعرنا .. وكأننا بشر أخر….فأصبحنا نختلف عنهم
. لماذا أضحت المشاعر باردة …جامده في هذا الزمان …. وكانها مشاعرمن ألياف صناعية
وليست من خلايا ذات أحساس ونبض
فهل تأثرت المشاعر بما أصبح البشر عليه من سرعة حركة دوران ورتم الحياة …فلا مجال هنا ولاوقت ولاصبر
.وأصبح مصطلح تاك أواي يسيطر على حياتنا في كل شيء
.
عندما أقرأ كلمات الشعراء سابقاً .
..أجدها كلمات تمس الوجدان ونتأثر بها فتعيش بداخل حروفها ومعناها… مبهورين بهذه العقول كيف أستطاعت وكم عانت حتى تهدينا وتصيغ هذه العبارات التي مازالت خالده في وجداننا
.. أي قلوب رائعه وأي مشاعر واحاسيسي رقيقه لهؤلاء الشعراء
فهل حدث أختلاف بيولوجي عن شعراءنا اليوم … رغم أن طبيعة وتركيبة القلوب نفسها من أربغ غرف وصمامين
لماذا شاعر الامس تلمس في حروف كلماته الصدق و الروح وكانه يكتب بإحساس ذاته الطبيعي وليس المتصنع حروف تنبض بالحركه والحياة فخرجت كلماته معبره صادقه …مازالنا نتذوقها ونشتاق إليها ونشعر بها
فهل اختلف زمان الأمس عن زمان اليوم
.
لماذا أشعر أن زمان اليوم يعادينا
فهل اصبح الزمان يكرهنا فأراد عقابنا
فنزع الحب والاحاسيس من قلوب البشر ونشر الكراهيه بينهم
وكانه ناقم على البشر
ناقم علينا وينظر إلينا بأشمئزاز وكراهية
وكأننا السبب في ما نحن فيه الأن …وإننا الجناة وهو الضحية
فأصبح يحملنا نتيجة كل ما يجري على الأرض من قتل وغدر وخيانة وكذب ونفاق
فما أتعسنا أن يختارنا الله أن نحيا في هذا الزمان الذي أصبح كل شيء فيه صناعي وليس طبيعي ….حتى الحب …
حتى الحب تم العبث في تركيبته الطبيعية … ففقد اللون والطعم والرائحة
فأصبح حب أخر غير ما كان عليه أيام زمان
أيام أباءنا وأجدادنا ….
.ولنرى مثلا …..
عندما كان يعاتب الحبيب محبوبته في قصيدة يرسلها لها
كانت كلها كلمات رقه وأحساس صادق تدل على مدى رقي نفوسهم وصفاء القلوب فكانت محبتهم الطبيعية التي أزهرت زهور لها روائح عطره
هذا الشاعر المهندس أحمد فتحي ..
يكتب رسالة من حبيب لمحبوبته تعاهدا على يعيش حياتهم سوياً كشريكة لحياته
ولكنها …. نكثت وخالفت الوعد والعهد ….ثم حاولت أن تعود له مرة أخرى
فيقول لها
وعدتني أن لا يكون الهوى ما بيننا إلا الرِّضا والصفاء
وقلتَ لي إنَّ عذابَ النَّوى بشرى توافينا بقُرب اللقاء
ثمَّ أخلفت وعوداً طابَ فيها خاطري
هل توسَمت جديداً في غرامٍ ناضرِ؟
فغرامي راح يا طول ضَراعاتي إليه
وانشغالي في ليالي السُّهد والوَجدِ عليه
.
كنت لي أَيّام كان الحبُ لي أمل الدُّنيا ودنيا أَملي
حين غنَّيتك لحن الغزلِ
وكنتَ عيني، وعلى نورِها لاحت أزاهير الصبا والفُتون
وكنتَ روحي هامَ في سرِّها قلبي، ولم تُدرِك مداه الظُنون.
.
يا تُرى ما تقول روحُك بعدي
في ابتعادي وكبريائي وزهدي
عِش كما تهوى، قريباً أو بعيدا
حَسبُ أيّامي جراحاً ونواحاً ووعودا
ولياليَّ ضَياعاً وجُحودا
ولقاءً ووداعاً يتركُ القلبَ وحيدا
يَسهَر المِصباح والأقداح والذكرى معي
وعيون الليل يَخبو نورُها في أَدمُعي
يا لذِكراك التي عاشت بها روحي على الوهمِ سنينا
ذهبت من خاطري إلا صدى يعتادُني حيناً فحينا
أنها كلمات قصة الأمس …
التي أسدل عليها المحبوب الستار ..فكانت كلماته الأخيرة لها
أنا لن أعود إليك …مهما أسترحمت دقات قلبي
أنت الذي بدأ الملالة والصدود وخان حبي
فإذا دعوت اليوم قلبي للتصافي …لا لأ …لن ألبي
. الآن ..وفي زماننا هذا
نجد كلمات واغاني خاوية من المشاعر كلها تبعث على الأكتئاب
كلمات صناعيه فاقدة الروح والأحساس
أخيرا
أظن أن الأختلاف هو …..أنه سابقا
كانت محبة الروح ….تطغي على محبة الجسد التي هي الأن سائدة في هذا الزمان
ولهذا
فمحبة الروح …هي دائما خالده …باقيه حروفها مشعة مهما تغيرت ملامح الحبيبه
أما محبة الجسد …
فهي فانيه …لها نهاية …. فحروفها تشيخ وتذبل مع تغير ملامح وجه المحبوب وتموت ….وتنتهي
شارك الخبر:
0 تعليق