نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم التأسيس: فرحة وطن ونصر أمة! - اخبارك الان, اليوم الخميس 20 فبراير 2025 11:00 صباحاً
في لحظات التأمل في تاريخ الأمم، تتجلى لنا بصيرة القادة العظام الذين يخطون بأيديهم معالم المستقبل، ويغرسون جذور الحضارات التي تمتد في عمق الزمن. ومن بين هذه اللحظات الخالدة، يسطع يوم الثاني والعشرين من فبراير، حيث تحل ذكرى “يوم التأسيس”، ذلك اليوم الذي أرسى فيه الإمام محمد بن سعود دعائم الدولة السعودية الأولى منذ أكثر من ثلاثة قرون، لتكون منارةً للوحدة، ورمزًا للشموخ، وانطلاقةً لمسيرة وطنٍ لا يعرف إلا العزة والمجد!
لم يكن تأسيس الدولة السعودية مجرد حدث عابر في صفحات التاريخ، بل كان تحولًا جوهريًا أعاد صياغة واقع الجزيرة العربية، ووحّد شتاتها تحت راية واحدة، مستلهمًا من مبادئ الدين والعدل، ركيزةً للبناء والتطوير. لقد بدأ الإمام محمد بن سعود مسيرته في منتصف عام 1139هـ (1727م) في الدرعية، فأقام دعائم دولة ارتكزت على القرآن الكريم والسنة النبوية، وسادت فيها قيم الوحدة والاستقرار بعد قرون من التفرق والتشتت!
وما إن ترسخت هذه الدولة حتى حاولت الأقدار أن تعصف بها، فواجهت تحديات كبرى، لكنها لم تسقط في غياهب النسيان. إذ لم تمضِ سوى سبع سنوات على سقوطها حتى نهض الإمام تركي بن عبدالله في عام 1240هـ (1824م) ليؤسس الدولة السعودية الثانية، ثم تلاه الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي استرد الرياض عام 1319هـ (1902م)، وأعاد تأسيس الدولة السعودية الثالثة، موحدًا البلاد تحت اسم “المملكة العربية السعودية”، وسائرًا بها نحو مجدٍ لم يعرف أفولًا.حين نسترجع هذه الذكرى المجيدة، ندرك أن يوم التأسيس ليس مجرد احتفال عابر، بل هو امتدادٌ لعمق الهوية الوطنية، وتذكيرٌ بالمشاق التي تخطاها الأجداد ليصنعوا لنا وطنًا يسوده الأمن والاستقرار. فهذه المناسبة ليست مجرد تاريخ على ورق، بل هي ملحمة نضال، كُتبت بدماء الرجال، وأحلام الأجيال، وسواعد من أخلصوا العمل حتى باتت هذه الأرض الطيبة نموذجًا للتحول والازدهار.
واليوم، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تتجدد روح التأسيس برؤية مستقبلية طموحة، تستلهم من الماضي مجده، وتستشرف للمستقبل آفاقه. ففي ظل رؤية المملكة 2030، يتحول الحلم إلى واقع، حيث تنمو المشاريع العملاقة، وتُرسخ قيم الابتكار، وتتعزز مكانة الوطن بين الأمم، لتكون السعودية ليست فقط قوةً إقليميةً، بل نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التنمية والاستدامة.
إن يوم التأسيس لا يروي قصة وطنٍ فقط، بل هو شهادةٌ على انتصار أمة آمنت بمصيرها، وعملت على تحقيقه. فالسعودية ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي فكرةٌ تجسد الإصرار، وتجربةٌ تؤكد أن العزيمة قادرةٌ على تجاوز العقبات، وأن من يحملون راية الحق والعدل يخلدهم التاريخ. إنها أرضٌ حملت راية الإسلام، وأصبحت رمزًا للتسامح والاعتدال، ومنارةً للإبداع والتطور.وفي ظل هذا المجد العريق، يبقى واجب كل مواطن ومواطنة أن يحمل شعلة البناء، ويكون امتدادًا لأولئك الرجال الذين لم يرضوا إلا بالقمة، ولم يقبلوا إلا بالمجد. فكما كان التأسيس حلمًا صار واقعًا، فالمستقبل بانتظار من يجعله أبهى وأعظم. إنها ليست مجرد ذكرى، إنها قصة وطنٍ لم يعرف إلا النصر!
0 تعليق