شهد معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2025" في أبوظبي عرضًا استثنائيًا لأحدث الابتكارات العسكرية القائمة على الذكاء الاصطناعي، التي تعيد تشكيل مفهوم العمليات القتالية الحديثة. وشملت هذه التقنيات أنظمة اتصالات متطورة، طائرات مسيرة ذكية، وصواريخ كروز فائقة الدقة، مما يعزز قدرة الجيوش على الاستجابة السريعة لمختلف التحديات العسكرية.

اتصالات بعيدة المدى بدقة غير مسبوقة

ضمن أبرز الابتكارات، كشفت شركة "جينيسيس" عن جهاز "LRAD" الصوتي بعيد المدى، المصمم لنقل الصوت البشري لمسافات تصل إلى 5000 متر، مما يتيح للقوات التواصل بفعالية في البيئات القتالية دون الحاجة إلى أجهزة راديو أو هواتف. يعتمد الجهاز على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيئة وتحديد الأهداف، مما يضمن توجيه الرسائل الصوتية بدقة، مع تحسين جودة الاتصال وفقًا للظروف التشغيلية. يُستخدم هذا الجهاز على السفن الحربية، ويدعم الاتصال عبر شبكة الإيثرنت، ما يسمح بالتحكم عن بُعد وتحسين الاستجابة العسكرية.

صواريخ ذكية بقدرات استثنائية

أعلنت شركة "GIDS" عن مجموعة من أنظمة الدفاع بعيدة المدى، أبرزها صواريخ كروز جوية بمدى 290 كيلومترًا، تتميز بقدرتها على استهداف الأهداف بدقة فائقة باستخدام الذكاء الاصطناعي ورسم الخرائط الطوبوغرافية. كما تم الكشف عن نظام المدفعية الصاروخية (MLRS) الذي يحقق دقة أقل من 5 أمتار بمدى يصل إلى 140 كيلومترًا، مما يمنح القوات قدرة هجومية متقدمة.

الطائرات المسيرة.. عين ذكية في ساحة المعركة

استعرضت "GIDS" أيضًا الطائرة المسيرة "Shahpatri" من فئة "Predator"، والتي يمكنها حمل ثمانية أسلحة وتعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات القتالية، ما يجعلها أداة فاعلة في تنفيذ المهام الهجومية بدقة عالية. أما الطائرات المسيرة المزودة بالذخائر المتسكعة، فتتميز بقدرتها على البحث عن الأهداف المتحركة مثل الدبابات والجنود، باستخدام تقنيات التعرف على الأصدقاء والأعداء عبر تحليل البيانات الفورية.

بدلات تمويه ثورية لحماية الجنود

وفي مجال الأنظمة البرية، كشفت "GIDS" عن بدلة تمويه متطورة تحجب مرتديها عن أجهزة الرصد الحراري والطائرات المسيرة، مما يمنح القوات قدرة على تنفيذ عمليات سرية بعيدًا عن الاكتشاف، ما يعزز التفوق الميداني في الحروب الحديثة.

أنظمة بصرية تكتيكية لتعزيز قدرات الجيوش

من جهتها، عرضت شركة "Controp" أنظمة بصرية متقدمة للقوات البرية والبحرية والجوية، تتيح الرؤية في مختلف الظروف الجوية مع إمكانيات تتبع الأهداف والتعرف عليها تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما تدعم هذه الأنظمة عمليات المراقبة والاستطلاع من خلال تحليل البيانات البصرية، مما يسهم في رفع كفاءة العمليات الدفاعية والهجومية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الدفاع

مع هذا التطور السريع في التكنولوجيا العسكرية، يؤكد "آيدكس 2025" أن الذكاء الاصطناعي بات المحرك الأساسي للابتكار في المجال الدفاعي، مما يعزز دقة الاستهداف، يحسن التواصل العسكري، ويرفع من كفاءة تنفيذ المهام القتالية، ليصبح الجندي المستقبلي أكثر قدرة على مواجهة التحديات بأدوات ذكية ومتطورة.