أوراق اللعبة لم تعد في يد أمريكا - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوراق اللعبة لم تعد في يد أمريكا - اخبارك الان, اليوم السبت 22 فبراير 2025 03:38 مساءً

لعل أهم ما أسفرت عنه حرب غزة وما حدث خلال العام والنصف الماضيين- تحديدا منذ 7 أكتوبر 2023 هو استعادة الدور المصري التاريخي، ليس فقط بمفهومه الإقليمي ولكن أيضا بالمنظور العالمي، لتبرز مصر كقوة إقليمية عظمى لها ثقل دولي يخشاها الجميع وتتميز بثبات الموقف الذي بناء عليه تتشكل الاتجاهات العالمية فيما يخص القضية الفلسطينية التي لم تعد قضية محلية ولا حتى إقليمية، ولكن بوصفها قضية عالمية تؤثر في كل القرارات العالمية، وتدور في رحاها القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

 

من كان يصدق أن رئيس أكبر دولة في العالم يتراجع أمام صلابة الموقف المصري الرافض بشدة لمخطط تهجير الفلسطينيين، أو أن رئيس مصر يؤجل زيارته- عمدا - لواشنطن، لأجل غير مسمى، بعد التصريحات القوية التي أطلقها دونالد ترامب وتأكيده أكثر من مرة على أن القاهرة وعمان ستقبلان برؤيته بشأن تهجير أهل غزة، ليتراجع في النهاية أمام صلابة الموقف المصري الثابت، ويبدأ في استخدام الخطاب الناعم بعد أن كان يتحدث بكل ثقة عن تنفيذ خطته؟

 

تراجع ترامب عن تصريحاته، لم يأت من فراغ، ولكن بعد أن شعر بتغير أوراق اللعب في المنطقة، فلا القوة العسكرية تنصفه في ظل وجود أفضل نسخة ربما تاريخيا من الجيش المصري، وفي ظل قيادة القاهرة لرأي عام عربي موحد يفرض أيدولوجيته على الجميع.

 

والغريب أن كل هذا يأتي في الوقت الذي كان الجميع يتوقع أن ثمة قوى إقليمية أخرى هي الفاعل الرئيسي في المنطقة، وأقصد هنا إيران وسوريا وحزب الله والحوثيون، لكن سقطت أوراق الجميع وتراجع البعض وتم تحييد آخرين لتبقى مصر وحدها هي الطرف الفاعل في رسم معالم المنطقة في مرحلة ما بعد ٧ أكتوبر.

 

مصر يا سادة التي حملت عبء القضايا العربية على عاتقها أصبحت اليوم أكثر قوة وقدرة على قيادة المنطقة وفرض إرادتها على الجميع.. مصر التي أسست في منتصف القرن الماضي مجموعة عدم الانحياز وأصبحت ملهمة لكل حركات التحرر العالمية، تقف اليوم أمام النظام العالمي الجديد وأمام الصهيونية بينما الجميع أصبح يخطب ودها ولا يزايد أحد على دورها، لتنفي مقولة أن جميع أوراق اللعبة في يد أمريكا، كيف ذلك وهناك دولة عظمى اسمها مصر؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق