“الجنازة حارة والميت كلب”.. عندما يكون الصراخ أكبر من الفعل - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“الجنازة حارة والميت كلب”.. عندما يكون الصراخ أكبر من الفعل - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 11:20 صباحاً

عبدالعزيز الخميس

عبارة “الجنازة حارة والميت كلب” تنطبق تمامًا على المشهد الجنائزي لحسن نصر الله، الرجل الذي صدّع رؤوسنا لسنوات بوهم “الانتصارات الإلهية”، لكنه عندما جاء دوره ليواجه مصيره، لم يكن هناك سوى صراخ وعويل ودموع مصطنعة، بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع، حتى أقرب أتباعه، أن الرجل لم يكن أكثر من بيدق في رقعة شطرنج إقليمية، تحركه إيران حيث تشاء، حتى أكلته اللعبة أخيرًا.

الجموع الغاضبة التي ودعته وكأنها تودع زعيمًا تاريخيًا لم تتوقف لحظة للتفكير؛ إذا كان “الشهيد القائد” بهذه العظمة، فلماذا مات ولم تهتز إسرائيل؟ لماذا لم يهرع أصدقاؤه الإيرانيون لإعلان يوم حداد عالمي؟ ولماذا لم تبادر “محور المقاومة” إلى الردّ الصاعق الذي طالما هددونا به؟ الجواب بسيط: لأن الرجل، بكل تاريخه، كان مجرد أداة استُخدمت حتى نفدت صلاحيتها.

بين الشعارات والواقع

“الجنازة الحارة” هذه كانت ضرورية لتغليف النهاية المهينة بغلاف “مقدس”، كي لا يتساءل أحد: أين الرد؟ أين القصاص؟ لكن المشهد بأكمله كان أشبه بتمثيلية مكشوفة، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء، تذكّر الجميع بأن من يملك القوة لا يحتاج إلى الصراخ في الميكروفونات ولا إلى التهديدات الفارغة.

الموت لا يمحو الجرائم

لكن الأكثر إثارة للشفقة كان في مشاهد “التبرك” بالتابوت، وكأن الرجل نبي مرسل لا قاتل أطفال، وكأن كل ما فعله في سوريا والعراق ولبنان واليمن مجرد “تفاصيل” لا تهم.

هذه هي المصيبة الحقيقية

عندما يكون العقل الجمعي مخدراً إلى درجة أن البعض يرى في المجرمين قديسين، وفي القتلة شهداء، وفي المتاجرين بالقضية زعماء.

نهاية كلب في جنازة ساخنة

إذا كان نصر الله أسطورة، فهي أسطورة الخداع السياسي بامتياز؛ فقد انتهى كما ينتهي أي مرتزق، استُخدم حتى احترق، ودُفن وسط ضجيج مفتعل لإخفاء الحقيقة.

واليوم، من بقي من أتباعه أمام خيارين: إما الاستمرار في العيش في الوهم، أو أن يستفيقوا ليجدوا أنفسهم مجرد أدوات تُستخدم ثم تُرمى… تماماً كما رُمي هو.

وهكذا، كما يقول المثل: الجنازة حارة، لكن الميت كلب، وقطار التاريخ يمضي دون أن يأبه لمن نبحوا على أطرافه حتى آخر نفس.

كاتب سعودي

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق