نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تخلي ترامب يدفع أوروبا نحو "النووي الفرنسي" - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 02:39 مساءً
في ظل التوترات الأمنية المتزايدة في أوروبا، خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية والتصريحات المثيرة للجدل من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتزايد الدعوات داخل القارة لتعزيز قدراتها الدفاعية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة.
من بين هذه المبادرات، برز العرض الفرنسي بتقديم درع نووي لحماية أوروبا، مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد الدول الأوروبية للالتفاف حول هذا الطرح الجديد.
مقاتلات نووية فرنسية في ألمانيا؟
بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية، هناك خطط لنشر مقاتلات فرنسية تحمل أسلحة نووية في ألمانيا، في خطوة اعتُبرت ردًّا على تهديدات واشنطن بسحب قواتها من أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في ألمانيا يعتقدون أن هذا الإجراء قد يضع ضغطًا إضافيًا على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لاتخاذ خطوات مماثلة.
وفي هذا السياق، أشار الأكاديمي والباحث السياسي جان بيير ميلالي إلى أن "الخبر الذي نشرته الصحيفة يبدو غير دقيق، حيث لم يصدر أي إعلان رسمي من الحكومة الفرنسية حول نشر أسلحة نووية في ألمانيا، ولكن هناك بالفعل تواجد عسكري فرنسي في بعض دول البلطيق دون أن يشمل ذلك أسلحة نووية".
ماكرون والطموح الدفاعي الأوروبي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد دعا في أكثر من مناسبة إلى إنشاء قوة دفاعية أوروبية نووية مستقلة، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد من أهمية الدور الفرنسي باعتبارها القوة النووية الوحيدة المتبقية في الاتحاد.
وصرّح ماكرون قائلاً: "فرنسا مستعدة للدفاع عن القارة الأوروبية وعن حلفائنا، خاصة في حال تراجع الدعم الأميركي".
لكن رغم هذه التصريحات، يشكك ميلالي في إمكانية تحقيق هذا الطموح بسهولة، حيث أشار إلى أن "الوضع الحالي لا يسمح لفرنسا بلعب دور دفاعي أكبر وحدها، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا والاضطرابات السياسية في ألمانيا".
هل أوروبا قادرة على الاستقلال الدفاعي؟
من جانبه، يرى الأكاديمي والباحث السياسي محمود الأفندي أن "أوروبا، رغم رغبتها في الاستقلال العسكري عن الولايات المتحدة، ليست في وضع يسمح لها بإنشاء منظومة دفاعية متكاملة، بسبب اعتمادها الكبير على الدعم العسكري الأميركي".
وأضاف: "حاليًا، 70% إلى 80% من القدرات العسكرية للناتو تعتمد على الولايات المتحدة، وهو ما يجعل الحديث عن إنشاء درع نووي أوروبي أمرًا بعيد المنال".
وأوضح الأفندي أن "فرنسا تمتلك قوة نووية لكنها محدودة، حيث تعتمد على مقاتلات حاملة للرؤوس النووية، في حين أن القدرات النووية الحقيقية التي تضمن ردعا استراتيجيا تظل حكرا على الولايات المتحدة".
التحديات الاقتصادية والسياسية
إلى جانب العوائق العسكرية، تواجه أوروبا تحديات اقتصادية تعرقل تحقيق استقلالها الدفاعي. فبحسب الأفندي، "أوروبا تواجه أزمة اقتصادية خانقة، حتى الدول الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا تعاني من تبعات ارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم، وهو ما يقلل من قدرتها على تمويل مشروع دفاعي مستقل".
أما ميلالي، فقد أشار إلى أن "السوق الأوروبية لا تزال قوية، لكنها ليست مستعدة بعد لتحمل أعباء مشروع دفاعي بحجم الناتو، خاصة في ظل عدم وجود إجماع بين الدول الأعضاء".
أوروبا بين الحاجة إلى الحماية واستقلال القرار
مع تصاعد التوترات، تبدو أوروبا عالقة بين حاجتها إلى حماية أمنها واستقلال قرارها الدفاعي. فبينما تحاول فرنسا الدفع نحو درع نووي أوروبي، تبقى العديد من الدول الأوروبية مترددة في تبني هذا الطرح، نظرًا لتكاليفه السياسية والاقتصادية.
وفي الوقت ذاته، تستمر واشنطن في التأثير على الأمن الأوروبي، وهو ما يعزز قناعة البعض بأن أوروبا لا تزال بعيدة عن تحقيق استقلالها العسكري الكامل.
ويظل التساؤل قائمًا: هل ستتمكن أوروبا من تجاوز انقساماتها وتحقيق استقلالها الدفاعي، أم أنها ستظل رهينة للمظلة الأمنية الأميركية؟.
0 تعليق