في تاريخ الأمة الإسلامية، شهد اليوم الثاني من شهر رمضان العديد من الأحداث الهامة التي تركت بصماتها على مسيرة المسلمين. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الأحداث:

1. الشروع في تخطيط مدينة القيروان (50 هـ / 672 م):

في الثاني من رمضان عام 50 هـ، بدأ تأسيس مدينة القيروان في تونس على يد القائد الإسلامي عقبة بن نافع، بتوجيه من الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. أصبحت القيروان مركزًا لنشر الإسلام في شمال إفريقيا وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في المنطقة.

2. تولي عبد الملك بن مروان الخلافة (65 هـ / 685 م):

في هذا اليوم من عام 65 هـ، تولى عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية بعد وفاة والده مروان بن الحكم. شهدت فترة حكمه توحيد الأمة الإسلامية بعد فترة من الانقسامات، وتمكن من القضاء على ثورة عبد الله بن الزبير، مما أعاد الاستقرار إلى الدولة الأموية.

3. الانتصار على الكاهنة الأمازيغية ديهيا (82 هـ / 702 م):

في الثاني من رمضان عام 82 هـ، تمكن القائد حسان بن النعمان من هزيمة الكاهنة ديهيا، زعيمة الأمازيغ في منطقة الأوراس (الجزائر حاليًا). كانت ديهيا قد حققت انتصارًا سابقًا على المسلمين، لكن بعد خمس سنوات، استطاع ابن النعمان التغلب عليها، مما ساهم في تعزيز انتشار الإسلام في شمال إفريقيا.

4. وفاة السري السقطي (251 هـ / 866 م):

في هذا اليوم من عام 251 هـ، توفي السري بن المغلس السقطي، أحد أعلام التصوف الإسلامي في القرن الثالث الهجري. كان السقطي معروفًا بتقواه وورعه، ويُعتبر من أوائل من تكلموا في علم التصوف، وتأثر به العديد من العلماء والمتصوفة اللاحقين.

5. معركة شقحب (702 هـ / 1303 م):

في الثاني من رمضان عام 702 هـ، وقعت معركة شقحب بالقرب من دمشق بين المماليك بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والمغول بقيادة قطلوشاه. انتهت المعركة بانتصار المسلمين، مما أوقف توسع المغول في المنطقة وحمى بلاد الشام من خطرهم.

6. الاستيلاء على جزيرة كريت تحت راية المماليك (829 هـ / 1426 م):

في هذا اليوم من عام 829 هـ، تمكن المماليك بقيادة السلطان الأشرف برسباي من الاستيلاء على جزيرة كريت، التي كانت تحت سيطرة الصليبيين. أدى هذا الانتصار إلى تعزيز سيطرة المسلمين على شرق البحر المتوسط وتأمين طرق التجارة البحرية.

7. دخول الجيش العثماني إلى رومانيا (1264 هـ / 1848 م):

في الثاني من رمضان عام 1264 هـ، دخلت القوات العثمانية إلى إقليم دبروجة في رومانيا بقيادة الأمير عز الدين، مما ساهم في نشر الإسلام وتأسيس مجتمع إسلامي في المنطقة. ترك العثمانيون بصمات حضارية عديدة، بما في ذلك بناء المساجد والقلاع التي لا تزال شاهدة على تلك الحقبة.

هذه الأحداث التاريخية التي وقعت في الثاني من رمضان تعكس الجهود المستمرة للمسلمين في نشر الإسلام والدفاع عن أراضيهم، وتبرز الأهمية التاريخية لهذا اليوم في الذاكرة الإسلامية.