أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "العام الأول من الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول 2023، يقترب من الانتهاء، دون أن تكون هناك مؤشرات توحي بإمكانية إيقافها عبر التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، موضحة أنه "رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر، بالمشاركة مع الولايات المتحدة الأميركية وقطر، فإن ثمة عقبات عديدة ما زالت تقف حائلاً دون الوصول إلى تلك اللحظة".

ورأت أن "أهم هذه العقبات تتمثل في الموقف المتشدد الذي تتبناه الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بقيادة بنيامين نتانياهو، إذ لا تبدي هذه الحكومة اهتماماً بالتداعيات الإنسانية الفادحة لهذه الحرب، حتى على مستوى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، ورغم كل الاحتجاجات والضغوط التي تمارسها عوائلهم عليها".

واعتبرت أن "هذه الحكومة تسعى إلى تحويل الحرب إلى فرصة ليس فقط لإعادة بناء إستراتيجية الردع التي تعرضت لاختبار صعب في 7 تشرين الأول 2023، وإنما أيضاً لإعادة وضع ضوابط جديدة في إدارة التصعيد مع الخصوم الإقليميين، سواء إيران أو الميليشيات المسلحة الموجودة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن، خاصة أن الأزمات العالقة مع هذه الأطراف لا تنحصر في حرب غزة فحسب، وإنما تمتد إلى ملفات أخرى لا تقل أهمية من جانبها".

وأوضحت أنه "فضلاً عن أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى التماهي بإيجابية مع الجهود التي تشارك فيها وتقودها مصر من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار، فإن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سوف تجري فى 5 تشرين الثاني 2024 يمنح إسرائيل مزيداً من حرية الحركة وهامشاً أوسع من المناورة لإطالة أمد الحرب، ومواصلة تبني الخيار العسكرى في التعامل مع الأطراف الأخرى، بكل ما يفرضه ذلك من عواقب سلبية وخيمة على حالة الأمن والاستقرار على مستوى منطقة الشرق الأوسط التي تتعرض لضغوط لا تبدو هينة خلال الفترة الحالية".