من هو الشهيد عبود شاهين الذي طارده الاحتلال والسلطة؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

- استشهد المقاوم الفلسطيني والمطارد منذ أكثر من عام عبد الحكيم شاهين المعروف باسم "عبود شاهين" بعد إصابته بجروح بالغة خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس فجر اليوم الثلاثاء.

ورغم تضارب الأنباء، فإن مصدرا في عائلة شاهين أكد للجزيرة نت خبر استشهاده، وقال إن محافظة نابلس والارتباط المدني الفلسطيني أبلغوهم بذلك رسميا وباحتجاز الاحتلال لجثمانه.

وفيما نقلت مصادر محلية أن اشتباكات دارت بين المقاومين والاحتلال لحظة الاقتحام، أكدت أخرى أن جنود الاحتلال نصبوا كمائن بعدد من المنازل في منطقة قريبة من شارع النصر وباب الساحة وسط البلدة القديمة بنابلس واستدرجوا المقاومين ومنهم شاهين، وأطلقوا النار عليهم عند خروجهم ما أدى لإصابته مباشرة.

الظهور الأول

ونقل أحمد جبريل مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الفلسطيني بنابلس أن شاهين (33 عاما) أصيب بعدة رصاصات في منطقة الصدر والفخذ وكانت حالته حرجة جدا، كما ظهر لطواقم الهلال التي وصلت إليه في منطقة قريبة من مسجد البيك وسط البلدة القديمة بعد إعاقة جيش الاحتلال لها لنحو نصف ساعة.

وذكر جبريل للجزيرة نت أن جيش الاحتلال أحاط بالمصاب قبل استشهاده وتركه ينزف مانعا الطواقم الطبية من الوصول إليه وتقديم الإسعاف له، حيث ظل ملقى على الأرض ومضرجا بدمائه قبل أن تقوم قوات الاحتلال باحتجاز جثمانه والانسحاب من المدينة قرابة السابعة من صباح اليوم.

وُلد عبد الحكيم مأمون شاهين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لوالدين متقاعدين من وزارة التربية والتعليم، حيث عمل والده أستاذا للرياضة، ووالدته مديرة لإحدى المدارس. وهو الأصغر بين 4 أشقاء (ولدين وبنتين)، وفي المدينة نشأ وترعرع ودرس بمدارسها التي أنهى بها الثانوية العامة، ومن ثم التحق بجامعة فلسطين التقنية (خضوري) ليدرس الميكاثرونكس (هندسة ميكانيك المركبات) وتخرج مهندسا فيها.

إعلان

وبعد إنهاء تعليمه عمل شاهين كعنصر أمن في السلطة الفلسطينية بجهاز الدفاع المدني، لكنه ما لبث أن استقال منه وانتقل للعمل الخاص.

وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كان الظهور الأول والعلني لشاهين في العمل المقاوم، حيث اعتقله جيش الاحتلال بعد محاصرة منزل عائلته في شارع عصيرة بنابلس، وعندما قفز من الشرفة محاولا الهروب أصيب برصاص قناص إسرائيلي أدى لتهشيم ركبته، كما جرح بعد أن عضه كلب بوليسي تابع لجيش الاحتلال.

حافظ القرآن

وخضع شاهين لتحقيق قاسٍ في مركز "بتاح تكفا" العسكري الإسرائيلي استمر 47 يوما قبل أن يحكم الاحتلال عليه بالسجن لمدة عامين.

وأُفرج عنه أواخر أغسطس/آب 2023، ليباشر -وبعد تحرره بفترة وجيزة- العمل المقاوم وإعادة تشكيل خلاياه، وظهر أكثر من مرة مشتبكا ويتصدى لجيش الاحتلال خلال اقتحامه لنابلس وخاصة البلدة القديمة.

 

ونُسب لشاهين "تأسيس أولى خلايا المقاومة عبر مجموعات عرين الأسود" التي ظهرت قبل نحو 3 سنوات بنابلس على غرار كتائب المقاومة في جنين وطولكرم.

 

وعُرف عنه أيضا نبل أخلاقه وطيبته وحب الناس له، كما حافظ على صحته البدنية بالانخراط في رياضة كمال الأجسام، حيث يملك ناديا رياضيا خاصا بذلك.

 

وعُرف كذلك بجمال صوته في قراءة القرآن الكريم الذي يحفظه بالكامل، وظهر مؤخرا في عدد من مقاطع الفيديو المصورة وهو ينشد أغاني دينية، وبأخرى يرتله إماما في صلاة "الفجر العظيم" بمسجد النصر بالبلدة القديمة.

وخرجت دعوات كثيرة لإعادة إحياء تلك الصلوات التي تزامن ظهورها سابقا مع إعادة العمل في نابلس وظهور "مجموعات عرين الأسود المقاومة" قبل أكثر من سنتين.

مضايقات

وتعرَّض شاهين لمضايقات كثيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية التي حاولت أكثر من مرة اعتقاله، وعمدت عبر الترهيب والترغيب -وطوال فترة مطاردته الممتدة لأكثر من عام- إلى إجباره على تسليم نفسه.

ولكنه كان يرفض ذلك ويقول إنه ورغم ملاحقات السلطة له وإطلاق النار عليه يرفض الاشتباك معهم ويعمل على "تجنبهم"، وفق تصريحه الذي نشره عبر صفحته على فيسبوك.

وحتى ساعات قليلة قبل اعتقاله وإصابته، اقتحمت أجهزة الأمن الفلسطيني البلدة القديمة بنابلس، وحاولت محاصرته واعتقاله بعد أن أطلقت النار صوبه، لكنه فر هاربا نحو أزقة البلدة القديمة.

 

ومن ثم خرج بمقطع مصور بثه عبر مواقع التواصل قائلا في كلماته الأخيرة "هاي البارودة راح تظل تطخ على الجيش، هذه البندقية ستبقى مصوبة نحو جيش الاحتلال الإسرائيلي وتطلق نيرانها عليه".

اشعال اطارات مطاطية احتجاجا على اعتقال شاهين وسط نابلس راديو هوا نابلس Hawa Nablus FM 106.8 - فيسبوك

إشعال إطارات مطاطية احتجاجا على اعتقال شاهين وسط نابلس (مواقع التواصل)

وظهر شاهين وهو يحمل بندقيته ويلتف حوله نفر من الشبان وسط البلدة القديمة وأعلن أنه سيواصل مقاومته للاحتلال ويرفض تسليم نفسه للسلطة تحت كل المغريات وسط ترديد هتافات "الله أكبر" من هؤلاء الشبان.

وتابع "لا أحد يمكنه منعنا من إطلاق النار على جيش الاحتلال، وأنا رفضت وسأرفض كل المغريات والعروض التي قدموها لي، ولن أختبئ خلف دماء الشهداء كما يفعلون هم".

وعقب استشهاد شاهين، أشعل شبان الإطارات المطاطية في منطقة دوار الشهداء بمركز مدينة نابلس، كما أغلقت المحال التجارية في البلدة القديمة أبوابها وأعلنت الإضراب الشامل.

المصدر : الجزيرة


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق