أثار الباحث في علم الأنساب والأنثروبولوجيا السعودية، الدكتور إسماعيل السلامات، جدلًا واسعًا بتصريحاته حول الدولة السعودية الأولى، حيث أكد أنها لم تُؤسس على أسس دينية كما هو شائع، بل قامت لتحقيق الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية. وأوضح خلال لقاء تلفزيوني أن حكم آل سعود يعود إلى فترة تسبق اكتشاف كولومبوس لأمريكا بـ 300 عام، مما يعيد النظر في بعض الروايات التاريخية الشائعة.

نشأة الدولة السعودية الأولى ودوافع قيامها

أكد الدكتور السلامات أن الروايات التقليدية تشير إلى أن الدولة السعودية الأولى نشأت بعد اللقاء التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، بهدف القضاء على البدع والخرافات السائدة في نجد والجزيرة العربية. إلا أن السلامات يرى أن هذا الطرح يحتاج إلى مراجعة، إذ إن الإسلام كان موجودًا بالفعل، والمساجد كانت قائمة قبل ظهور الدعوة الإصلاحية، ما يعني أن البدع لم تكن ظاهرة عامة، كما صوّرها بعض المؤرخين، وعلى رأسهم ابن بشر، الذي بالغ في وصف انتشار البدع والخرافات، مما أثر على نظرة الباحثين إلى تلك الفترة.

تصحيح المفاهيم حول نسب آل سعود

تطرق السلامات إلى نسب أسرة آل سعود، مؤكدًا أنه تم التحقق من صحة النسب وفق القاعدة الخلدونية، حيث ثبت أن الحكم السعودي يمتد إلى عام 780هـ، وليس 850هـ كما هو متداول. وأضاف أن هذا يعزز فكرة أن الدولة السعودية الأولى لم تكن مجرد امتداد لدعوة دينية، بل كانت خطوة سياسية تهدف إلى فرض النظام والاستقرار في منطقة كانت تعاني من حالة فوضى وصراعات قبلية عطّلت النمو الاقتصادي وأثرت على معيشة السكان.

تاريخ الحكم السعودي يسبق العثمانيين وكولومبوس

أوضح السلامات أن تاريخ آل سعود في الحكم يعود إلى فترة سابقة على وجود الدولة العثمانية نفسها، مشيرًا إلى أن تأسيس الدولة السعودية الأولى جاء في وقت كانت فيه الجزيرة العربية تعاني من غياب السلطة المركزية، مما جعل الحاجة إلى حكم قوي أمرًا ضروريًا لفرض الأمن وحماية القوافل التجارية والحجّاج.

الأثر الاقتصادي والأمني للدولة السعودية الأولى

لفت السلامات إلى أن الاقتصاد في نجد والجزيرة العربية كان يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة والتجارة وقوافل الحج، لكن بسبب الفوضى وغياب الأمن، تراجعت هذه الأنشطة بشكل كبير. ومع قيام الدولة السعودية الأولى وفرض حكم مركزي قوي، عاد الأمن إلى الطرق التجارية، مما ساهم في انتعاش الاقتصاد، وتحسين معيشة السكان، ودفع العديد من القبائل إلى الهجرة إلى الدرعية بحثًا عن الاستقرار والرخاء.

استقبال الدولة السعودية الأولى من قبل المجاورين

أكد السلامات أن الأمراء المجاورين للدرعية لم يجدوا بديلًا سوى الانضمام طواعية إلى الدولة السعودية الأولى، إذ كانت توفر لهم الأمن والاستقرار، وهو ما دفع العديد من سكان الأقاليم المجاورة إلى الهجرة إليها بحثًا عن حياة أفضل ومستقبل أكثر أمانًا.