وجّه أحد قضاة التحقيق في الأرجنتين تهمة الاعتداء إلى الرئيس الأرجنتيني السابق، ألبرتو فرنانديز، بعد اتهامه بضرب زوجته، فابيولا يانيز، داخل المقر الرئاسي الرسمي، الذي أعلن فيه ذات مرة أن الحكومة تخطط لمكافحة العنف الأسري.
يأتي ذلك بعد التحقيقات، التي استمرت لمدة أسبوع، من قبل القاضي جوليان إيركوليني، الذي وجه تهماً لفرنانديز تشمل «الاعتداء الخطير»، والتهديدات، واعتداءات بسيطة، في إطار العنف القائم على الجنس الاجتماعي.
ولم يُصدر الرئيس السابق ولا محاموه أي تعليق رسمي بشأن التهم الموجهة إليه، ومع ذلك قال فرنانديز في محاكمة سابقة: «إذا تعرض أي شخص في العلاقة للاعتداء فهو أنا، وإذا كان على أي شخص أن يتحمل الإهانات وسوء المعاملة، فهو أنا»، وأثارت هذه القضية ضجة واسعة في الأرجنتين، لاسيما في صفوف الحركة البيرونية اليسارية التي ينتمي إليها فرنانديز، حيث اعتبرها العديد من أنصاره وخصومه بمثابة صدمة، وعلى الرغم من تاريخ فرنانديز في الدفاع عن حقوق المرأة، بما في ذلك إنشاء وزارة المرأة لمكافحة العنف ضد النساء، فإن الاتهامات ضده أظهرت جانباً مظلماً من شخصيته.
وكان فرنانديز قال في خطاب ألقاه عام 2022 احتفالاً باليوم العالمي للمرأة: «أشعر بالخجل بأن نساء الأرجنتين يعانين العنف الذكوري، وعلينا أن نعترف ونبلغ عن أولئك الذين يسيئون للمرأة بسبب جنسها ويضطهدونها».
وانتشرت صور للسيدة الأولى السابقة، تُظهر كدمات على وجهها وذراعها، ما أثار قلقاً واسعاً بين الجمهور، وقالت نائب الرئيس السابقة، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، إن هذه القضية تكشف «أكثر جوانب الحالة الإنسانية ظلاماً».
وجاءت هذه القضية في وقت حساس، حيث كان فرنانديز متورطاً في قضايا فساد أيضاً، وكان يواجه اتهامات بشأن استفادته من عمليات احتيال تأمينية بملايين الدولارات، وتزامن التحقيق مع محاكمة في قضايا فساد تتعلق به، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات.
ووفقاً للتحقيق، اكتشف القاضي إيركوليني، بالمصادفة، صوراً للسيدة الأولى (فابيولا يانيز) تظهر آثار ضرب أثناء فحصه لهاتف السكرتيرة الشخصية لفرنانديز، وقالت يانيز للقاضي، إنها أخبرت سكرتيرة الرئيس بتعرضها للعنف المستمر من قبل زوجها.
وقال القاضي إنه استخدم نصوصاً وصوراً وشهادة يانيز كدليل لتوجيه التهمة إلى الرئيس السابق.
وأظهرت رسائل متبادلة بين فرنانديز ويانيز على تطبيق «واتس أب» عام 2021، اعترافات حول العنف.
وفي إفادتها التفصيلية أمام المحكمة، أكدت يانيز أنها تعرضت للعنف الجسدي والعاطفي على مدار علاقة استمرت 14 عاماً، مشيرة إلى أن زوجها كان يسعى دائماً للهيمنة عليها، وأن تصرفاته كانت تتسم بالإرهاب النفسي.
وقالت إن زوجها فرنانديز لطالما كان ينفجر في نوبات غضب، وألقى باللوم عليها نتيجة هزيمته في انتخابات منتصف فترته الرئاسية، مضيفة أن جدالهما لطالما كان ينتهي بضربها على وجهها.
وقال القاضي إيركوليني إن يانيز تعرضت «لمراحل مختلفة من العنف أدت بصورة تدريجية إلى تجريدها من عزيمتها والإرادة كي تهرب من هذا الوضع، أو تطلب المساعدة أو تبلغ عن زوجها للسلطات».
وأصدر القاضي أمراً يمنع فرنانديز من الاتصال بيانيز، مطالباً إياه بالإبلاغ عن أي سفر إلى الخارج.
من جهته، استغل الرئيس الأرجنتيني الحالي، خافيير ميلي، هذه الفضيحة لتوجيه انتقادات لفرنانديز، وكان ميلي قد أغلق العديد من الوزارات الحكومية، بما فيها وزارة المرأة التي أنشأها فرنانديز، في إطار خطة لتقليص النفقات الحكومية. عن «وول ستريت جورنال»
. فرنانديز يواجه أيضاً اتهامات بشأن استفادته من عمليات احتيال تأمينية بملايين الدولارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق