أعلنت مصر عن استكمال خطة إعادة إعمار غزة، مؤكدة التزامها بمواصلة جهود الوساطة لضمان تنفيذ الاتفاقات القائمة بين إسرائيل وحركة حماس. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع تصاعد التوترات بسبب إغلاق المعابر الإنسانية ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، الأمر الذي وصفته القاهرة بأنه "عقاب جماعي غير مقبول".

عرض الخطة خلال القمة العربية الطارئة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، أن مصر لن تقدم خطتها لأي طرف أجنبي قبل طرحها خلال القمة العربية الطارئة، المقررة يوم الثلاثاء المقبل. وأوضح أن المشروع يهدف إلى إعادة إعمار ما دمره الصراع وضمان حياة كريمة لسكان غزة.

وأشار عبد العاطي إلى أن القاهرة ترفض بشدة استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط السياسي، لافتًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تفرض قيودًا صارمة على دخول السلع الأساسية بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

صعوبات في المرحلة الثانية من الاتفاق

تحدث الوزير المصري عن التحديات المتوقعة في المرحلة الثانية من المفاوضات بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أنها ستكون "معقدة وشاقة" وسط مخاوف من انهيار الاتفاق في حال عدم إحراز تقدم ملموس.

وأضاف أن جهود الوسطاء، بما في ذلك مصر وقطر والإدارة الأمريكية، ساهمت في إنجاح المرحلة الأولى، لكنه شدد على أهمية الإرادة السياسية وحسن النية من جميع الأطراف لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق حتى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

رفض مصري لمخططات تهجير سكان غزة

في سياق متصل، شدد عبد العاطي على رفض مصر القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، في إشارة إلى تقارير تحدثت عن رغبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تحويل غزة إلى منطقة سياحية "ريفييرا الشرق الأوسط".

وأوضح أن مصر تعمل على حشد الدعم العربي لمواجهة أي محاولات لإحداث تغيير ديموغرافي في القطاع، مؤكدًا أن موقف القاهرة ثابت في دعم القضية الفلسطينية وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

دعوات دولية لتنفيذ الاتفاق

دعا عبد العاطي المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والالتزام بتسهيل دخول المساعدات إلى غزة. كما شدد على أهمية تطبيق الاتفاق بشكل آمن وكامل من جميع الأطراف، مع التأكيد على أن القاهرة لن تتراجع عن جهودها لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.